أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - لماذا الإخوان؟














المزيد.....

لماذا الإخوان؟


محمد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 1260 - 2005 / 7 / 19 - 09:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يكن الإخوان وحدهم هم الذين طالبوا بالإصلاح السياسي، ولم يكونوا في طليعة المطالبين بتعديل الدستور، ولم يعرف عنهم مبادأة أهل الحكم بالعداء، وظلوا يلعبون انفراديا طول الوقت، واحتفظوا بالكثير من العلاقات المتوترة مع فرقاء الحركة السياسية في مصر، ونسقوا مع الحكم حتى وقت قريب، ومع ذلك - أو ربما بسبب ذلك - توسع أهل الحكم في القبض على رجالهم، وطال الاعتقال بعض رموزهم، وامتد ليشمل أمين عام مكتب الإرشاد، وواحد من ألمع قياداتهم على الصعيد الإعلامي هو الدكتور عصام العريان، في الوقت الذي لم يقبض فيه على أي من قيادات حركة كفاية التي لا شك أنها تسبب الصداع المزمن لأهل الحكم!
والسؤال المطروح: لماذا؟
لماذا لم تشمل قوائم القبض الموسعة غير الإخوان وحدهم، صحيح أن الأجهزة ألقت القبض على بعض عناصر من الحركة المصرية من أجل التغيير، ولكنهم سرعان ما كان يفرج عنهم، وظل الكثير من الإخوان معتقلين داخل السجون، ويجدد لهم لمدد طويلة بلا مقتضى، ومن دون أسباب أو اتهامات حقيقية، غير التهم سابقة التجهيز لكل معارضي النظام من مثل العمل على قلب نظام الحكم، والانتماء إلى جماعة محظورة، إلى كل هذه الاتهامات التي أصبحت - من فرط سذاجتها- غير مقبولة ولا يصدقها حتى القائلون بها!
لماذا يقبض على الإخوان ولماذا هم وحدهم المحبوسين رغم توقفهم عن التظاهر، ورغم استمرار حركة المظاهرات بشكل دوري كل أسبوع، وتوسع القائمون على هذه المظاهرات في التنقل من مكان إلى آخر حتى وصل التظاهر إلى عقر دار وزير الداخلية والى أحياء شعبية مثل الزيتون وشبرا وإمبابة، ومع ذلك ظل المعتقلون في سجنهم، وبقي المتظاهرون في مظاهراتهم!
الأحزاب تظاهرت، والقوى السياسية تتظاهر، منهم الشيوعيون، ومنهم الناصريون ومنهم فصائل إسلامية من غير الإخوان، ومنهم ليبراليون، ولم يقبض على أحد من هؤلاء إلا ليفرج عنه في أقرب فرصة، ومع نشر أول خبر عن القبض، ولم يقبض على أحد من أساتذة الجامعة من غير الإخوان (الذين ثاروا على التدخلات الأمنية في أمور الجامعات المصرية) رغم أن الكثيرين ممن يقودون هذه الحركة من قوى سياسية متعددة، وحدهم الإخوان الذين بقوا على قائمة القبض طويل الأجل، لماذا؟
السؤال مطروح، وإجابة الإخوان عليه معروفة، وهي – في رأيي- إجابة دعائية أكثر منها إجابة متعمقة، فهم يروجون أنهم الأقدر على مواجهة النظام ما يجعله أشرس في مواجهتهم، ومن ناحية أخرى يقولون إن النظام في حالة ضعف بين، وان تلك الحال تدفعه إلى البطش بمعارضيه الأكثر تأثيرا!
ولعل الإخوان هم المطالبون أكثر من غيرهم بتقديم إجابة صحيحة على السؤال المعلق، ونحسب أنهم القادرون على ذلك، وفي محاولة منا لتسهيل الإجابة نقول أن الأنانية الشديدة التي يتعامل بها الإخوان، وكذلك محاولات التفرد والانفراد تسحب من القدرة على التأثير مقدما، ثم هي تؤدي بالضرورة إلى استفراد النظام بالإخوان، ولكي نبسط المسألة أكثر نتخيل أن الإخوان انخرطوا في الحركة المطالبة بتعديل الدستور، وكونوا - بدون تفرد ولا انفراد – مع جميع القوى الأخرى حركة واحدة بجدول أعمال مشترك أو باتفاق على برنامج الحد الأدنى، لو تصورنا أن ذلك حدث أستطيع أن أزعم أن الإخوان كانوا سيدخلون في حماية القوى المجمعة، وأن هذه القوى ستزيد قدرتها على التأثير بما لا يقارن مع الفرض الذي يحذف الإخوان من القوى الساعية في إطار وطني عام من أجل التغيير!
كان يمكن أن يكون الإخوان إضافة فاعلة من أجل التغيير لو أنهم لم ينكصوا على فرديتهم، وكان يمكن أن يحصلوا على نوع من الحماية المتوفرة للآخرين من بطش نظام لا يصح أن نواجهه فرادى باحثين عن تحقيق برامج خاصة على حساب البرنامج الوطني العام الذي يستفيد منه البلد، وتستفيد- بالضرورة- من تحقيقه كل قواه السياسية الحية.
وهكذا بقيت "كفاية" بلا جماهير تؤمن لها قدرة أكبر على التأثير، وبقي "الإخوان" بلا حماية في الإطار الوطني الجامع، وكان يمكن أن تكتسب كفاية زخما لا تستطيع قوة أخرى غير الإخوان توفيره لها، لو أنهم انضموا إليها، فإما تحقق أهدافها الوطنية العامة، وإما تفرض على النظام التعامل معها بالطريقة التي يتعامل بها مع الإخوان، وساعتها تنكشف اللعبة بجميع أطرافها سواء المحلية أو الأخرى الدولية الممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الإخوان - كدأبهم - راحوا يلعبون لعبتهم المفضلة في إثبات الذات والتقوقع فيها، واثبات التفوق، ومحاولة الإنفراد بالساحة في مواجهة النظام، وأتصور أن الإخوان أدركوا أهمية ما نقول، ولكن يبدو أن هذا الإدراك جاء بعد فوات الفرصة التي كانت سانحة من أجل بلورة عمل وطني جماعي وموحد من أجل التغيير!
جاء بحث الإخوان عن العمل المشترك مع القوى الأخرى متأخراً، وناقصاً ويحمل سمات طريقتهم المعهودة، ومن ناحيتي أتمنى ألا تكون الفرصة قد ضاعت نهائياً، وهي في ظني لن تضيع إذا خلصت النوايا!





#محمد_حماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الرئيس مبارك هو الذي يحكم مصر؟
- محاولة يائسة لرفع مصر من الخدمة
- لا تلغوا عقولكم أو ترموها في صفيحة قمامة
- حتى لا تكون مهزلة !
- شبعنا قيودا وقوانين استثنائية
- مصر ليست هبة الرئيس
- تحديد مدة الرئيس أهم ألف مرة من انتخابه
- لا صوت يعلو فوق صوت المبايعة
- عين رايس الحمراء
- مجلة الغد العربي تحاور
- !!آه ياخوفي من التعميق الديموقراطي
- عن -مسخرة- حكام القاع
- الإخوان المسلمون لا يحتاجون إلى مراجعة واحدة بل إلى مراجعات
- من يحكم مصر الآن؟
- المعارضة المصرية على المحك
- مصر عزبة الحزب الوطني ام عزبة لجنة السياسات؟
- متى يحسم الناصريون موقفهم من تعديل الدستور؟
- الجمهورية البرلمانية هي الحل
- نسأل الرئيس مبارك؟
- كفاية استقرار واستمرار


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - لماذا الإخوان؟