أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - نداء يونس أكثر من شاعرة














المزيد.....

نداء يونس أكثر من شاعرة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
نداء يونس أكثر من شاعرة
ديوان "أن تكون أكثر" هو باكورة الاصدارات الأدبية للشاعرة الفلسطينية نداء يونس، صدر في العام 2014 عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس. ويقع الديوان الذي يحمل غلافه الخارجي لوحة للفنانة التشكيلية لينا قادري، ورسومات داخلية من تصميم الفنان محمد عبد اللطيف في 170 صفحة من الحجم المتوسط.
ذات لقاء ثقافي في مكتبة الشروق في رام الله لفت انتباهي ما قالته الشاعرة الشابة نداء يونس بأن" في داخل كل انسان شاعر" ومع ما يثير هذا القول من تساؤلات فلسفية حول مفهوم الشعر، أو بين قبول هذا القول أو رفضه، إلا أن قولها دفعني لقراءة ديوانها الأول، فوجدت نفسي أمام شاعرة تعرف ما تريد، وتفيض بمكنوناتها بلغة جميلة ذات معان شفافة رقيقة، فيها من جمال الصور وسحر اللغة ما يدعو الى المتعة والتفكر، وديوانها الذي يتوزع على أربعة أبواب، كل باب يطرق جانبا مختلفا، وان كان يربطها خيط رفيع ليجعل منها ملحمة حبّ تستحق الوقوف والتأمل. ومع سلاسة اللغة وانسيابها عند الشاعرة، إلا أن قصائدها وتلاعبها بجماليات اللغة تبهر القارئ الجاد وتجبره الى العودة مرّة أخرى الى أغنياتها التي تحمل معاني فلسفية حول الحب، وحول علاقة المرأة بالرجل، مع التأكيد أن رجل المرأة الشاعرة والأديبة ليس شرطا أن يكون من لحم ودم، تماما مثلما هي امرأة الشاعر والأديب ليس شرطا هي الأخرى أن تكون من لحم ودم.
واذا كانت شاعرتنا تبوح لنا برسالة حب بلغة "الأنا" فان هذا يعطى قصائدها قربا وحميمية من المتلقي وهو القارئ أو المستمع لها. وأثناء قراءتي للديوان توقفت عند مقطوعات شعرية لفتت انتباهي مثل: "منام ص 119" حيث تقول فيها:
"ورأيت في المنام أني رأس
يأكل الحب منه
فأين أهرب
في صحوٍ ومن نوم"
وهذا استلهام لما ورد في قصة النبي يوسف، أثناء وجوده في السجن عندما رأى أحد السجناء أن الطيور تأكل رأسه، وهذا اعتراف بأن صاحب الرؤيا لا مهرب له من الحب إلا للحب في نومه وفي صحوه.
وعودة الى عنوان الديوان وهو "أن تكون أكثر" والذي هو عنوان قصيدة وردت في الصفحة 38. وهو عنوان يثير الأسئلة لأنه غير مكتمل المعنى، وفي هذه القصيدة ترى الحبيبة حبيبها الرجل الوحيد، فهو الأكثر وسامة وبها بين الرجال ففيه من وسامة النبي يوسف التي بهرت امرأة عزيز مصر فراودته على نفسها،، ولهذا فان الغيرة تقض مضجعها خوفا عليه من النساء الأخريات فتتساءل:
"ماذا لو رأتك امرأة العزيز في شعري
وأخذتك بسحر كاهنها
وقالت هيت لك."ص38.
وماذا ستكون ردة فعلها لو حصل ذلك؟ فتجيب:
"سأخرجك من انحناءات الحروف
وأمنع عطرك
على أكمام قصائدي أن ينحني
والدنيا أن تراك فتغرم"ص38.
وماذا ستفعل أيضا؟ انها لن تعود الى كتابة الشعر عنه، وستملأ محيط سريرها بالرّقى خوفا من أن تتسلل احداهن في الحلم اليه، اذن ما الذي تريده هي؟ انها تريده لها وحدها تماما مثلما كانت بداية الخلق حيث آدم وحواء كانا وحدهما:
"اثنان كنا
أريدك
نقول كن ما شاء لنا الهوى
فيكون الضوء والنور والاجرام والسم
ونعيد صيرورة الخلق"ص39.
بل هي تريده أن يكون أكثر وسامة من يوسف وأكثر تفردا بها من تفرّد آدم وحواء، ولا تريد أن تراه امرأة غيرها، لأن كل النساء سواها سراب، لذا فهي تطلب منه أن لا يدخل قصائدها خوفا من أن تقترب منه نساء أخريات أو يقترب هو منهن، وهذه قمّة الغيرة. ويلاحظ هنا أن النساء سيغرن من حبيبها لمجرد كتابتها قصائد غزلية به، أي أنهن لم يشاهدنه إلا من خلال شعرها، وهذا قمّة فخرها بشاعريتها.
وفي قصيدة "صلاة ص75"، نرى كيف أن المرأة المحبة تسهو في صلاتها لأن الحبيب يسيطر على عقلها وعلى وجدانها، وحبها له يزيدها جمالا:
"أحبك لأصير أحلى
فأعود منك
أرقّ وأشهى وأجمل وأسعد"ص75.
يبقى أن نقول أن الكتابة عن هذا الديوان لا تغني عن قراءته، وأن هذا الديوان يشكل نموذجا يحتذى للأدب الشبابي.
6- أيار-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- ثقافة القتل دفاعا عن الشرف
- بدون مؤاخذة-ثقافة الطّوشة
- بدون مؤاخذة-ثقافة الموت
- بدون مؤاخذة-ثقافة الطبيخ
- بدون مؤاخذة-ثقافة المفرقعات
- بدون مؤاخذة- ثقافة الحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة الأبوية
- بدون مؤاخذة- ثقافة المحسوبيات
- بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة
- رانية حاتم تعزف همس الحياة
- بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة وعبادة العجل
- بدون مؤاخذة-الثقافة والعفاريت
- مجموعة -أشياء برسم الأكل- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-المصالحة تعزيز للموقف الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة
- بدون مؤاخذة-ثقافة المطالعة
- بدون مؤاخذة-الثقافة وتكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة - الثقافة ونشر الكتب
- الصمت البليغ في اليوم السابع


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - نداء يونس أكثر من شاعرة