علي مسلم
الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 16:07
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
في غمرة الصراع الدائر فوق جسد الوطن المستباح وفي ذروة النشوة , نشوة السفاح حين يستولي على قدر الضحايا خلف ناصية الألم , سرعان ما يتحول القاتل الى بطل فور نطق البسملة ويغدو البطل ملاحقا من طيف الضحايا بعد ان حلوا ضيوفاً على حضرة الذاكرة , وينحدر الاسود شامخاً من بين الوان الجمال ليسطو على جثة المشهد راجحا منتصراً , فكم يليق بك السواد ايها الوطن المختزل في ثوب , أيها الوطن المختصر في صرخة , في بكاء طفل فقد الطفولة مع أول رصاصة زارت جسد الحنان في غفلة من الزمن , كم من زنادقة الاوطان مروا هاهنا دون أن يزرعوا وردة للثلج فوق هضاب الذاكرة , وكم من بنوك المارقين قطفوا الوهم من ماضيك الطافح , ماضيك الثمل من تباشير الحرية وروعة الزمان وجمال المكان00000 ؟ لماذا لم نشعر ببهجة الربيع حين زارنا في غفلة منا ذات عمر وغادر مسرعاً على أجنحة الرصاص دون أن ندري , لماذا لم نتلمس رائحة النرجس البري والكمون , ورائحة التراب حين يتلقى قطرات الماء من جوف الغيوم العابرة بعد فصول الجفاف , لماذا لم نشعر بكل تلك الجيوش التي غزت ذاكرتنا المثقلة بطعم الثريد واحتلت ديارنا عن سبق إصرار في زمن الفضائح المغلفة ببعض طقوس النصر المزيف. إنها الحرب إذاً جاءت لتفضح عارنا , لتغسل عارنا وعار الوطن الطريد , عار تاريخ تبرأ منا , فمن لا يمتلك التاريخ سوف لن يحارب , ومن لم يتلمس أطراف العزة سوف لن يحارب , إنها الحرب قد تأخذ منا ما رست من مراكب حول بحيراتنا الطافحة بروايات التحدي , إنها الحرب تدعونا لنجثو راكعين على قارعة الطريق كالحجارة صامدين أو نخلد للذل ونطلق العنان لرقصة الفراشات حين تغازل النار بأجنحتها الطرية , ما نفع الاجنحة حين تهجر متعة الطيران بها, ما نفع ظل الجبل أمام حلاوة الصعود ومتعة الارتقاء نحو القمم ..؟
#علي_مسلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟