قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 00:09
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تقول الحكاية كما وردت بالموروث الشعبي: إنه كان في مدينة من المدن أخوان ،هما حتيش وفتيش، وهما من فقراء أهل المدينة وكانا ينامان في العراء فراشهما الأرض وغطاؤهما السماء، وفي صباح كل يوم يذهبان الى سوق المدينة للبحث عنما يسد جوعهما.
وفي يوم من الأيام وبعد أن أصابتهما الفاقة، اقترح أحدهم على الثاني أن يسافرا الى بلد آخر، فوافقه الرأي، وسافرا بملابس رثة ، ولما وصلا المدينة المنشودة كان أهلها في اجتماع عام لاختيار ملك للمدينة ، وكان العرف الجاري عندهم هو أن يطير الأهالي حمامة، ومن تحط على رأسه الحمامة يصير ملكا ، وحين اطلقوا الحمامة وطارت قليلا حطت على رأس حتيش، وكرروا ذلك فحطت على رأس حتيش في جميع المرات ، عندها لم يكن بداً أمام أهل المدينة الا أن يتوجوا حتيش ملكا لهم ،بعدها اختار الملك أخاه فتيش وزيرا له ، فسكنا في قصر الملك .
وهكذا آل الحكم الى حتيش وفتيش وصارا صاحبا الأمر والنهي في تلك المدينة. وكانت أول إرادة ملكية أصدرها جلالة الملك حتيش هي قرار صارم ملزم للجميع؛ وهو أن يُحضر أهل المدينة كل من يموت منهم الى قصر الوزير فتيش، وبعد أن يهمس بأذنه بكلمات لا يسمعها الآخرون يأمر بدفنه فيدفن، وهكذا جرى الحال سنين عدة. وفي يوم من الأيام تجرأ أحد أبناء المدينة فسأل الوزير فتيش عما يقوله همسا بأذن الميت قبل دفنه، قال :أقول له :( أشبع موت ما دام الملك حتيش والوزير فتيش).
هذه قصة حتيش وفتيش أيام زمان ، فكم حتيش وفتيش يحكمنا اليوم ؟
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟