جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 11:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نفس الشيء
اذا لبس شخص نفس القميص الذي البسه انا لربما قلدني و اشتراه بنفس الماركة او من نفس الشركة و بنفس اللون و القياس و لكن طبعا لا يلبس نفس القميص الا اذا اشتركنا او تعاقبنا في ارتدائه و اذا اشترى شخص نفس الشنطة فليست هناك مشكلة على الاقل لغويا و لا نتحول الى تؤمين.
و لكن هل انا نفس الشخص الذي كان قبل 10 سنوات؟ طبعا لانختلف و لا نتنازع على الجواب رغم اننا نستطيع ان نناقش المسألة فلسفيا و نتحدث عن مسألة الهوية و الزمن. طبعا ليست زوجتك و زوجتي نفس الزوجة حتى اذا كانتا تؤمين و من نفس البيضة. فما هو الفرق اذن بين النفس و الهوية؟
لو سألتني لقلت ان النفس رغم تناقضاتها اللغوية التي ذكرناها و بعكس الهوية لا تتغير في الذات بينما تتغيرالهوية بسبب ديناميكيتها و تتعدد ايضا فلماذا تسمي العربية المثل و الشبيه بالنفس و هي الذات؟ ألا يختلف النفس عن المثل و كيف استطيع ان اعتبر النفس المطمئنة هوية اذا كانت ايضا الشبيه؟
اذا كانت النفس هي الروح و النّفَس (التنفس) و الذات و الشبيه و الشهية فمن اين هي و كيف تطورت؟ تتحول العبرية القديمة napesh الى العربية (نفس) اي بتحويل الـ p الى الفاء مما يدل على انها استعارة قديمة لان العربية العصرية تعوضها بالباء. كان المعنى الاساسي العبري هو البلعوم و الحنجرة (منطقة خروج النفس) و لربما هذا هو تفسير لتعدد معاني الكلمة. تعدد معاني كلمة واحدة ليس دائما دليل على غناء اللغة بل يدل على التشويش و عدم القدرة على تحديد المعنى و هذا هو دليل اخر على اجنبية الكلمة و هذا هو ايضا سبب تطور معنى النفس الى الشهية و الرغبة: نفسي في فلافل مصرية و كباب اربيل.
احيانا التشويش و الغموض افضل من الوضوح و الدقة و الا لما اصبحت النفس غنية بمعانيها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟