واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 18:33
المحور:
الادب والفن
تباين
لم تتح لنا كمية الاهوال التي نصادفها لحظويا ان نشاهد حجم التباين الواسع بين المسافات التي تاخذنا بعيدا عن احلامنا وشواطئنا التي حلمنا بها يوم ان كانت البراءة اهم شيء في حياتنا .. الناي تسير وفق انساق غاية في الاختلاف والتعقيد وبعيدا عن الفلسفة التي جاء بها المفكرون والذين ربما توارثوها من خلال قراءآتهم فان المرء منا يسير وفق فلسفة خاصة تطيح بكل فلسفات الدنيا وهنا لا يجب في فلسفة الشخص ان تكون مجدية الا بالنسبة اليه وهو غير ملتفت ان السياق العام ينذر بملامح فلسفته التي يزرعها بابنائه واصدقائه ولا يعلم مداها ولا حيثياتها التي من الممكن ان تكون غير ممنهجة إطلاقا .. هنا يحدث التباين بين ما يمتلك المرء من شعور وما يترجمه من فعل هذا من جهة ومن جهة اخرى فان التباين لا يعرف حدودا حيث ان المجموع العائلي يمتلك انواعا غرائبية من النسيج الفلسفي الذي ينطلق من اعتبارات آنية او تصرفات عكسية تتيح للفرد ان يتخذ موقفا مغايرا للمجموع .. هنا لا نتكلم عن الصحة او الخطأ في اتخاذ القرارات بقدر ما نتكلم عن التباين الفكري والمعرفي وما يحدثه من مسافات وشروخات كبيرة تجعل من افراد العائلة الواحدة متمزقين فكريا وثقافيا وفلسفيا وان النتاج من هذا التباين يحمل الخطورة اكثر من حمله للتنوع .. الامس كان قريبا من اليوم واليوم كان قريبا للأمس وكلاهما قريب من الغد الذي لا نعلم ما سنشاهد فيه من التباين بين ما كان وسيكون عندها .. للأمل بوابات كثيرة ولكننا بتنا نحطمها من خلال تجاهلنا المفرط لحجم التباين بيننا وبين انفسنا من جهة وبيننا وبين المحيطين بنا .. يجب علينا ان نقيس حجم التباين لنساوي بين الاجيال من غير أن ننتبه الى الخطأ الذي وقعنا فيه من جراء تهاوننا في قياس حجم التباين .. لنحاول ان نستفيق على شكل مراحل هادئة حتى لا نقع في مطبات الوعي والادراك والعقلنة والانسانية التي صارت مفاهيم اكثر منها اشياء ملموسة فوقع المصطلحات بات اكثر وقعا من الحقيقة التي تعيش داخلها وهذا بحد ذاته يعد تباينا واضحا بين المصطلح وما يعنيه ... ضرورة العمل وفق منهجية علمية تجنبنا الوقوع في تباين نحن في غنى عنه .
[email protected]
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟