أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - الجبن والكذب .. وجهان لعملة واحدة














المزيد.....

الجبن والكذب .. وجهان لعملة واحدة


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن الجبان كذّاباً ، ومما لاشك فيه أن الكذّاب لابد جباناً ، وإلاّ فعلام يكذب لو أنّه كان شجاعاً ولم يخف أحداً ، والكذب تدرّج والجبن تطبّع ، فمن كذب مرة تدرّج عليها مرة أخرى وتبعتها مرّات ، ومن كذب جبن إستهلالاً وبدا يتملّاه الشعور بالخوف من إكتشاف كذبه وإفتضاح أمره ثم أنّه يتطبّع الجبن فلايقوى على المواجهة ويكون دائماً في عداد الخائفين والمهزومين ، وهكذا هو شعبنا اليوم وقد دخل في إمتحان صعب وعسير ، وقد جبل الله له مايملي عليه الأختيار بنفسه أي بمعنى أن ليس لأحد مهما كان ذلك الأحد في أن يملي على الناس مالايحبون ومالايشتهون ، وإنّما وبعد أن منّ الله علينا بمسبب الأسباب ، ومآل حياة العراقيين جميعاً إلى خيارات في الحياة حرة وكريمة من خلال الممارسة الديمقراطية التي وفّرها التغيير بالأداة الأميركية ومآل مصير الحكم في العراق مرهوناً بصناديق الأقتراع وحسن إختيار الناخب العراقي من عدمه الذي وللأسف لم يعي ذلك تماماً بعد ، وهنا وبعد مرور أكثر من عقد من السنين على تجربة ديمقراطية مرّة بسبب جهل العقل الجمعي العراقي لسواد الناس وعامّتهم بالآلية الحقيقية والمحرك الأساس بسبب ماعانته الأمة من مخاضات عسيرة قبل ذلك لعقود ودهور طويلة من السنين دفعها إلى القبول بأهون الشرّين ، ولكن بعد الفحش الكبير في السطو على كل أموال العراق وخيراته وتجييرها لطبقة معيّنة عاشت الغربة في ترف الغرب ولن تعي تماماً مخاضات الداخل ، ولهذا وجدناهم جميعاً لم يرعووا للعراقيين لامن قريب ولامن بعيد بل حتى أنّهم كانوا يسفّهون عقول الناس من خلال الضحك عليهم والأستخفاف بقيمهم ومبادئهم ، وعدم الأذعان ولو لمرة واحدة لرغبات أبناء شعبهم وفي هذا الأمر من التجارب والممارسات والشواهد الحية مايغني عن الكلام وحتى الأشارة ، وهنا حصراً سيكون شعبنا قاب قوسين أوأدنى من أن يكون كذّاباً وجباناً في آن معاً لاسامح الله إن حصل الذي حصل به كل مرّة في تجارب سنين عشر عجاف خلون من عمره ، وهو يئن ويصرخ تحت وطأة الحرامية واللصوص والقتلة والذبّاحين والمتاجرين بدمائنا ، والحلقات الطفيلية القذرة التي تعمل في الوسط بوجهين أحدهما بوجه رجل الدين السمح الصبوح ، والآخر الذي يتصنّع السياسة المرنة والحكيمة والتي تتظاهر بأنها هي أدرى بمصالح شعبها من غيرها ، وآخرين سرّاق وإرهابيّون على الهواء ، والكل أمن العقوبة بأجراءات هم سنّوها لهم في برلمان هو من مهازل برلمانات القرن الواحد والعشرين ، وهو في حقيقته ليس إلاّ مجلساً للغيّاب ولرؤساء الكتل المتصارعة على طبق الكيك العراقي ، ولهذا وجدناهم يصرّون وبعناد محارب على عدم إقصاء جهة وأي جهة من الحكم حتى وإن كانت من تلك التي تدعم الأرهاب بسبب من تداخل الملفّات والمصالح من خلال المحاصصة التي ذبحت شعبنا من الوريد إلى الوريد ، والتي لابد أن يراعي على ضوئها كل أحد منهم ملفات الآخر ، فالكل مشاركون في الفساد والكل حرامية ولصوص والكل يعرف تفاصيل الكل ، والحل الوحيد والأمثل للخلاص من هذا المأزق الكبير الذي وقع به كل أبناء الشعب العراقي هو في طرد كل أولائك جميعاً وبدون إستثناء من ميدان العمل السياسي من خلال العزوف الجماعي بعدم إنتخاب أي أحد من تلك الوجوه الموجودة اليوم في الميدان وأذنابهم ، وتطهير الساحة السياسية العراقية من تلك الدماء الفاسدة ، وهذا هو مادعت إليه المرجعيات الدينية جهرة وعلانية وعلى لسان وكلائها في صلاة يوم الجمعة ، والتجربة كانت متاحة للشعب والباب له مفتوح من خلالها على مصراعيه في أمّا أن يكون شجاعاً أو أنّه إختار لنفسه طريق الجبن والمذلة التي لابد ستكتب عليه أبد الدهر ، أو أنه سيختار من يرسم له حياته ولكن بريشة فنان آخر ليس فاسداً ، وإن لم يكن بالمستوى المطلوب فعليه وعلى الأقل تغيير الوجوه لعل في وجوه البعض الجديد منهم الكثير من الفلاح ، وهنا كان على الناخب العراقي أن يتحلى بشجاعة آبائه وأجداده حقاً ، فهو اليوم على المحك في أن ينتخب من يشاء ولو من أبسط الناس جداً ممن يتحلى بالصدق والأمانة والشجاعة والأخلاص ، ولو كان من طبقات دونية وله القدرة والمكنة في التصدي للعمل السياسي ، فمن يدري فربّما طفح الخير كلّه على أيدي أولائك ، ووصل عامّة الناس وقد يجعل الله سرّه في أضعف خلقه خاصة وأنه قد جرّب وبمرارة كل من يدّعي الشرف والنزاهة من علية المجتمع ، فكانت المأساة قد جرّت المآسي والويلات على الأمة جميعاً بسبب أولائك المدّعين والمنافقين والكاذبين .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب في العراق .. والأنتخابات
- قراءة .. في حربنا مع الأرهاب
- قراءة تحليلية .. في الأنتخابات القادمة
- الثقافة .. والسلوك الثقافي بين أتون وترّهات المتثيقفين
- العلمانية .. بين أن تكون مستبدة ، أو مصلحة وبنّاءة
- بعبع التغيير .. بين الحقيقة والواقع
- للأسف .. مازال شعبنا مسكيناً
- كيف .. صار الجلاد مجاهداً
- لماذا .. نريدها دولة مدنية
- كيف .. للحاكم أن يكون عادلاً
- الظلم .. في العراق سيبقى أزلياً
- سياسيّوا الغلس ... والغلاسة
- قراءة مبكرة ... في نتائج الأنتخابات القادمة
- العراق .. بين إزمة القيادة ......... وقيادة الأزمة
- العلوجيون ... وديماغوجية الفرصة
- ماذا نحن فاعلون ... وشعبنا يستغيث وهو يعيش ميّتاً
- لاحجاً مبرور .. ولاسعياً مشكور
- الطبقية ... ومعاييرها في المجتمع
- الطرش ... مرض جديد يصيب النواب العراقيين
- تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين


المزيد.....




- ??مباشر: مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة واستمرار المخ ...
- استقالة رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية على خلفية تعاملها مع ...
- شهيدان وعدة جرحى في قصف إسرائيلي على مخيم بلاطة شرقي نابلس
- -تحول استراتيجي- في علاقة روسيا والصين.. ماذا وراء التدريبات ...
- أكسيوس: ترامب تحدث مع نتانياهو عن الرهائن ووقف إطلاق النار
- قراصنة إيرانيون يستهدفون حملتي هاريس وترامب
- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - الجبن والكذب .. وجهان لعملة واحدة