أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - نصيحة الى نبي - ريتشارد ولبر















المزيد.....

نصيحة الى نبي - ريتشارد ولبر


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 03:22
المحور: الادب والفن
    


نصيحة الى نبي
للشاعر الأمريكي ريتشارد ولبر
ترجمة وتعليق ماجد الحيدر

ريتشارد ولبر ( Richard Purdy Wilbur) شاعر ومترجم أمريكي شهير نال جائزة البولتزر الكبرى عن الشعر مرتين خلال حياته الأدبية والأكاديمية الحافلة. ولد عام 1921 وتخرج من كلية أمهرست عام 1942 ثم خدم جنديا خلال الحرب العالمية الثانية. أصدر أول كتبه (التحولات الجميلة وقصائد أخر) عام 1947 ليعقبها (حتى السنوات الأخيرة) بالعديد من المجموعات الشعرية التي لاقت اهتماما كبيراً. وهو، علاوة على ذلك، مترجم أدبي متخصص في الدراما الفرنسية في القرن السابع عشر الأمر الذي أهله لإصدار العديد من الترجمات المعتمَدة لمسرحيات موليير وراسين، كما كتب العديد من كتب الأطفال منها (الألفباء المختفية، الأضداد، المزيد من الأضداد) وانهمك في بعض فترات حياته في كتابة كلمات الأغنيات ومنها بعض أغنيات الأوبرا الغنائية (كانديد) للموسيقار الشهير ليونارد برنشتاين القائمة على رواية بالاسم نفسه لفولتير.
ينظر ولبر الى الشاعر باعتباره وكيلاً للمجتمع وخادماً، في الوقت نفسه، للّغة، وإن ما يفعله طوال الوقت هو أن ينظر أي الأفكار وأي الكلمات تنبض بالحياة ثم يعمد، ما أمكنه ذلك، الى الكلمات التي تقلقنا وتحيرنا أكثر من غيرها. إنك كشاعر تساعد الناس على إيضاح مشاعرهم والتعبير عنها بطريقة أو أخرى لكي يدركوا بطريقة أفضل ما يشعرون به. ولا يعني هذا تخيل أن قراءة قصيدة ما ستدفع القارئ الى اتخاذ موقف معين أو الإقدام على فعل محدد، لكنها قد تساعده على رؤية أوضح لما يقدم على رؤيته. "لطالما أحسست" يقول ولبر "بأن الشعر في جوهره نوع من النزوع الديني، من ناحية تأكيده على الصلة الوثيقة بين الأشياء. الشعر برأيي ضرب من قول الحقيقة (من الصعب أن تكذب في الشعر) وما يفعله الشعراء، برغبة منهم أو بدونها، يحمل في النهاية طابع الجزم الديني". لكن ولبر يتفق مع ما يذهب اليه روبرت فروست وأودن من أن الشاعر يعثر على إشراقاته وكشوفه الروحية والعقلية من خلال التجارب اليومية، وهو يذهب مع الرأي القائل بأن الشيء الأساسي في الشعر من الناحية العملية هو عقد مقارنات لا تنتهي.
في قصيدته هذه (المؤلفة من تسعة مقاطع –ستانزات- بنظام التقفية abba) يخاطب الشاعر نبياً افتراضياً يوشك على القدوم لتحذير البشر من الخطر المحدق بهم بسبب الأسلحة المدمرة التي ظهرت في القرن العشرين وإقناعهم بالتخلص منها قبل أن تفني الحياة على الأرض. وهو يخبر هذا النبي بأن الحديث عن موت الجنس البشري لن يكون مجدياً لأن البشرية غير قادرة على تخيل "المفرط في الغرابة" أو تصور عالم دون بشر، ويطالبه، بدلا من ذلك، أن يتحدث عن التغيرات الكارثية التي ستتعرض لها الطبيعة (التي يصفها باللسان الحي والكأس التي ننطق ونعيش فيها) من جراء استخدام تلك الأسلحة، لأنها تصورات قابلة للفهم والإدراك بسبب اعتياد البشر على مشاهدة مثيلاتها على مر العصور: موت الورود، غياب الطيور، اختفاء الدلافين بقفزاتها المرحة، فرار الأيائل..الخ.

نصيحة الى نبي

عندما تأتي شوارع مدينتا، عما قريب
كما يفترض بك،
غاضبَ العينين من تكرار الواضح الجلي،
لا لتعلن سقوطنا، بل لتتوسل الينا،
لأجل الله، أن نرحم أنفسنا،
وفِّر علينا أسماءَ الأسلحة، مدياتها، وشدة فتكها،
والأعداد الطوال التي تدير الرؤوس؛
فقلوبنا البليدة التي لا تجيد الحساب
سوف تتلكأ وتتخلف
إذ تعجز عن خشية المفرطِ في الغرابة.

ولا تُخِفنا، أيضاً، بالحديث عن فناء جنسنا.
كيف نحلم بهذا المكان خالياً منّا؟
إذ الشمسُ مجردُ نارٍ، والأغصانُ حولنا ساكنةٌ مطمَئِنّة،
حجارةً تنظر في وجه حجارة؟

حدثنا عن تبدّل العالم نفسه. فرغم أنّا
لا يمكن أن نبصرَ ما لم نحلم به،
فقد تعلمنا بثمن باهظ
كيف تتفتت غيمة حلمنا بها،
وكيف يحرِق الصقيعُ الكرومَ،
وكيف تتغير المشاهد.

يمكننا تصديقك لو حدثتنا
بأن الأيّل الأبيض الذيل
سينساب نحو الظل المطبق،
وقد لفه الخجل،
وبأن القبّرة ستهرب من أنظارنا،
وبأن شجيرات الصنوبر ستفقد قبضتها الممسكة
بأفاريز الجبال الباردة.
وبأن كل نهر سيحرق
مثل كزانثوس (1)
أسماكه المنزلقة الرقطاء
المصعوقة في طرفة عين.

وما عسانا نكون لولا قفزات الدلافين،
لولا إياب الحمامة (2)
لولا هذه الأشياء التي
تحدثنا، ورأينا أنفسنا فيها؟

اسألنا، يا نبيُّ، ماذا نسمّي طباعنا
في قابل الأيام، حين يتبدد هذا اللسان الحي،
حين يتهشم أو يعتم هذا الكأس الذي
فيه نطقنا بزهرة حبنا
وفيه أطلقنا حصان شجاعتنا النقي
وغناء أشجار أرواحنا إذ ينزع عنها اللحاء (3)
وكل ما عنيناه، أو تمنينا أن نعنيه.

إسألنا، إسألنا إذا كانت قلوبنا ستخذلنا
حين تصمت الوردة.
تعال، قاضِنا واسألنا هل سيبقى
قيامٌ سامق أو طويل
يوم تطوى السجلات البرونزية
لأشجار السنديان؟




1- كزانثَوس: مدينة تاريخية في الأناضول تعاقب عليها الليقيون والفرس والإغريق والرومان والبيزنطيين والترك. يقال إنها أحرقت في إحدى الحروب حتى اشتعل الماء في النهر المسمى باسمها حتى أصيبت الأسماك بالرعب والذهول.
2- إشارة الى عودة الحمامة التي أطلقها نوح وفي فمها غصت زيتون، دلالة على انحسار الماء عن الأرض.
3- كناية عن مفارقة الحياة للجسد.

النص الأصلي:

Richard Wilbur
Advice to a Prophet

When you come, as you soon must, to the streets of our city,
Mad-eyed from stating the obvious,
Not proclaiming our fall but begging us
In God s name to have self-pity,

Spare us all word of the weapons, their force and range,
The long numbers that rocket the mind---;---
Our slow, unreckoning hearts will be left behind,
Unable to fear what is too strange.

Nor shall you scare us with talk of the death of the race.
How should we dream of this place without us?--
The sun mere fire, the leaves untroubled about us,
A stone look on the stone s face?

Speak of the world s own change. Though we cannot conceive
Of an undreamt thing, we know to our cost
How the dreamt cloud crumbles, the vines are blackened by frost,
How the view alters. We could believe,

If you told us so, that the white-tailed deer will slip
Into perfect shade, grown perfectly shy,
The lark avoid the reaches of our eye,
The jack-pine lose its knuckled grip

On the cold ledge, and every torrent burn
As Xanthus once, its gliding trout
Stunned in a twinkling. What should we be without
The dolphin s arc, the dove s return,

These things in which we have seen ourselves and spoken?
Ask us, prophet, how we shall call
Our natures forth when that live tongue is all
Dispelled, that glass obscured´-or-broken

In which we have said the rose of our love and the clean
Horse of our courage, in which beheld
The singing locust of the soul unshelled,
And all we mean´-or-wish to mean.

Ask us, ask us whether with the worldless rose
Our hearts shall fail us---;--- come demanding
Whether there shall be lofty´-or-long standing
When the bronze annals of the oak-tree close.





#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أين تأخذونني ؟ - شعر
- قصيدتان.. وعنوان واحد: الى شاعر، بعد ألف عام!
- هكذا تكلم عمرو بن بحر
- من الأدب الساخر - إعلان هام
- قصة قصيرة-في ساحة التحرير
- ترنيمة -الزقنبوت-
- الرجل الميت ذو اللحية المشذبة - شعر
- أستميحكِ عذراً أيتها الجثة المقدسة
- سبع مدن، سبعة صواريخ-قصة قصيرة
- أغنية وداعٍ للرصيف - مع الترجمة الانكليزية
- كلب الطابق العلوي الصغير الذي لا يكف عن النباح وأربع قصائد أ ...
- ما يخافه الموتى .. ما تريده النساء - قصيدتان للشاعرة الأمريك ...
- المكالمة - قصيدة للشاعرة الأمريكية كيم أدونيزيو - مع النص ال ...
- أغنية للساعة الثامنة
- مواساة - شعر
- لم لا تنام - شعر
- تقرير مئوي عن حالة كوكبنا البعيد - قصة قصيرة
- في الأمر خطأ ما-شعر
- من أقوال صاحب الجلالة الأعور بين العميان - المجموعة الثانية ...
- إضحك مع التاريخ (1)


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - نصيحة الى نبي - ريتشارد ولبر