رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 03:22
المحور:
الادب والفن
مسرحية "الأيام الخوالي" هارولد بنتر
في هذا العمل المسرحي الصادر عن وزارة الإعلام الكويتية عام 1988،العدد 222، يتبن لنا حالة الفراغ التي يعيشها المجتمع في الغرب، فمن خلال الحوار الذي يدور بين الشخصيات الثلاثة، نكتشف (الكذب الأدبي) الذي يقدمه المسرح الغربي، فلا نجد أي عبارة أو جملة أو قول مأثور يمكن أن يستفاد منه، فكل ما هناك حوار عادي، سطحي، عام، لا يدعو إلى التفكر أو التأمل أو الاستمتاع، حتى أن الحوار الذي يدور بين الشخصيات الثلاثة تافه ولا يرتقي إلى مستوى الحوار الناضج، فها هو "دالي" احد شخصيات المسرحية يتحدث عن الفراش الذي ينام عليه وكأنه يتحدث عن عملية الصعود إلى القمر فبقول " نحن ننام هنا. هذان هما الفرشتان، الشيء العظيم في هذين الفرشين هو أنهما قابلان لأي عدد من الأوضاع. من الممكن أن يوضعا متفرقين كما هما الآن. أو وضعا معا في الشكل زاوية قائمة، أو من الممكن أن ينصف احدهما الآخر، ومن الممكن أن ننام قدما إلى قدم أو رأسا إلى رأس أو جنبا إلى جنب، فالأريكتان لهما عجلات وهذا يجعل كل الأوضاع ممكنة" ص52، على وتيرة هذا الحوار تأخذ كافة شخصيات المسرحية مسار الحديث، فهو في حقيقة الأمر حديث لا يوجد فيه أي إثارة، وهو عمليا فارغ شكلا ومضمونا.
رغم أن المترجم حاول أن يتحدث عن علاقة ما بين المسرحية ورواية مارسيل بروست "البحث عن الزمن الضائع" إلا أن المسرحية لا تمت إلى الرواية بصلة، واعتقد إذا أردنا أن نأخذ فكرة نستفيد منها، فانا نقتصر ذلك على التعرف للأدب الغربي الفارغ، فلا يوجد فيه ما يثير المتلقي، إن كان على صعيد الشكل أو المضمون، وحتى أن المسرحية تنتهي دون أن تقدم أي فكرة وجاءت الخاتمة كما البداية، حتى أن المتلقي يشعر بالامتعاض من هكذا نهاية، لأنه عمليا لا توجد نهاية، أو عقدة أو خاتمة، ولا أدري كيف تمثل هذه المسرحة أنموذج للمسرح الغربي!.
راد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟