|
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة الثانية عشرة
سيف عدنان ارحيم القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 03:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحلقة الثانية عشر انهيار قيادة عزيز الحاج في 22 شباط 1969 كنت في منطقة الكرادة داخل في منزل مهدي عبدالكريم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وسمعنا نبأ اعتقال عزيز الحاج وكان أمراً متوقعاً في ظل التحولات الجديدة التي رافقت وصول البعث من خلال النهج الذي سلكه عزيز الحاج برفع شعار اسقاط السلطة وهو امر لا يمكن السكوت عليه من قبل البعثيون الذين يحاولن لصق انفسهم بشتى الطرق ولكن بالترهيب تارة والترغيب تارة أخرى فهم شرعوا بطريقة يمكنهم أسكات صوت المعارضة لهم من خلال اشاعة مسألة شبكات التجسس والتي أتهم فيها الكثير من الوزراء والضباط السابقين والمعروفين من بينهم عبدالرحمن البزاز وفؤاد الركابي فهم تمكنوا بهذه التي يمكن تسميتها بالفبركة من اسكات صوت المعارضة خوفاً من التهمة. ولكن مسألة عزيز الحاج تختلف عن ذلك فهو رفع شعار اسقاط السلطة ولكنهم أرادوا انهاء الموضوع بكل الطرق لكونها بدأت تشكل عليهم وبالاً في ظل نهجهم الجديد هو العمل على مغازلة القوى الحزبية والسياسية المعارضة. في الحقيقة بعد اعتقال الحاج كانت لنا مناشدات من خلال قنوات اتصالاتنا مع البعث بضرورة الحفاظ على حياة عزيز الحاج وان اختلفنا معه في الرأي أو النهج فهو مناضل شيوعي معروف وهو جزء من أخلاقياتنا الشيوعية ولكن يبدو ان الحاج قدم لهم اكثر مما يوجب فخرج على شاشة التلفاز وبدأ يخطئ تجربته السابقة ووصف نفسه كالثور الذي يصطدم بكتله كونكريتية وأصبح فيما بعد يكتب في صحف البعث ويستخدم للتشهير بالحزب الشيوعي العراقي ومن ثم أصبح ممثل العراق في منظمة اليونسيف ثمن لولائه للبعث من جهة ولإبعاده من الداخل بعد التقارب بينا وبين البعث. بالرغم من ذلك وبعد التباعد بيننا وبينه ولمسافات بعيدة فهو بعد مدة من الزمن وابتعاده من البعث بدأ يخطئ نهجه السابق وهجومه الا مبرر تجاهنا كحزب شيوعي العراقي وانني قبل مدة وكواجب الرفقه الطويلة اتصلت به بفرنسا للاطمئنان على صحته واعتقد انه من الضروري اسدال الستار عن سياسة الماضي والبحث عن الجديد.
الحزب الشيوعي العراقي وبيان 11 آذار 1970 شغلت القضية بدورها الأنظمة على اختلاف مشاربها والتي توجت بثورة ايلول 1961 والتي مثلت استنزاف لمالية الدولة اضافة الى الأرواح بين الجانبين الحكومي الكردي اضافة الى مرابطة ثلث قوات الجيش في المناطق الكردية دون ان يكون هناك نصر لجانب معين ودون ان يكون الحوار هدف حقيقي لكلا الطرفين لاستئثار كل طرف بمدى احقية هدفه فبين الجانب الحكومي الذي يحال فرض سلطته على العراق بأكمله وبين الكرد الذي يأملون بالحكم الذاتي دون ان تكون هناك سيطرة مباشرة من الحكومة عليهم. سلك البعثيون بدورهم نهج الحوار مع القوى المختلفة بما فيهم الكرد لكونهم كما ذكرت غير ملتصقين بالأرض وكانوا بحاجة الى كسب الوقت وكان التعامل مع الكرد في غاية الدقة والضرورة لمجموعة معطيات من بينها ان الكرد ليدهم اسلحة يمكن ان تكون موازية للقوات الحكومية باستثناء الطيران،اضافة الى تدخل العديد من الدول الخارجية في تحريك ملف الكرد ومن بينهم الإيرانيين والأمريكان اللذان كانا يساندون الكرد من اجل املاء رغباتهم من خلال الكرد من اجل الضغط على الحكومة وتقديم العديد من التنازلات من قبل الحكومة العراقية في أي صفقات سياسية وتجارية فكان هدف القوى في تحريك الملف الكردي هو لا محبة بالكرد بل من اجل تمرير مخططاتهم،وبدأ حزب البعث في البداية محاولاً شق صفوف الحركة الكردية وذلك من خلال استمالة الجناح المنشق عن البارتي والمتمثل بجناح ابراهيم احمد-جلال الطالباني وبعد عجزهم عن تحقيق هدفهم توجهوا نحو البارزاني كونهم ادركوا انه يمثل الحركة الكردية المسلحة وسرعان ما اداروا ظهرهم لإبراهيم احمد-جلال الطالباني،وبعد وساطات سوفيتية بين الجانبين الحكومي والكردي توجت بتوقيع اتفاقية الحادي عشر من آذار 1970 ،على اساس الحكم الذاتي هو في الحقيقة شعارنا المركزي لحل القضية الكردية فبعد توقيع الاتفاق صافح المفاوض الحكومي عزيز شريف عامر عبدالله عض اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وقال له اهنئكم بنجاح تحقيق هدفكم في حل القضية الكردية. وأمر لابد من الإشارة اليه ان القيادة الكردية بدورها بالرغم من ذلك كانت تستشيرنا في سير المفاوضات وكان رأيهم في البداية كيف نتفاوض مع قتلة سلام عادل ولكن بعد تقديم التنازلات لهم رحبوا بالاتفاق،بالرغم من البارزاني كان يتخوف من البعثيين فهو طيلة الحوار حتى بعد توقيع الاتفاق لم يزور بغداد نهائياً لمعلومات متتالية عن محاولات لاغتياله من قبل النظام. ولكن يبدو ان سياسة البعث لم تختلف عن السابق هي ادارة الظهر للشيوعيين بعد التقرب من الكرد وهذا ما حدث ففي احتفالات 21 آذار 1970 بمناسبة اعياد نوروز عندما خرجت مسيرات تضم القوى المختلفة ومن بينها الحزب الشيوعي العراقي حيث بدأ أنصار حزب البعث بالهجوم على حشدنا في شارع الرشيد وهو امر لا يمكن تبريره من قبلهم وعدوا ذلك بتصرف شخصي من قبل المتظاهرين البعثيين. ولكن هناك حقيقة يجب الأشارة اليها وهي لم يكن لنا دور مباشر في حل الأزمة مع الكرد فقد كان البعث يرفض أي وساطة مباشرة من قبلنا فكنا نتابع سير المفاوضات عن قرب وعن طريق مكرم الطالباني نوصل ملاحظاتنا للقيادة الكردية وكثير ما كانوا يستجيبون لمشورتنا التي تصب في مصلحتهم. محاولة انقلاب عبدالغني الراوي من المعلوم ان عبدالغني الراوي معروف انه احد اقطاب القوى العسكرية والقومية والمعروفة بتوجهاته المعادية للحزب الشيوعي العراقي فهو من قادة انقلاب الثامن من شباط 1963 والمعروف بعدائه للشيوعيين وترأس المحكمة التي أعدمت عبدالكريم قاسم وطه الشيخ احمد والمهداوي وهو من الذين أيدوا سحق الشيوعيين. ولكن يبدو ان المثل السائد والمعروف ان الثورة تأكل أبنائها وينطبق عليهم المفروض ان الانقلابين بدأوا يأكلون أنفسهم،من خلال التكتلات فيما بينهم،فهو كان يشغل قبل 17 تموز منصب نائب رئيس الجمهورية،ولكن بعد تنازل عبدالرحمن عارف عن الحكم كان يعتقد انه ستكون له الحظوة كما في السابق ولكن بعد محاولات لاعتقاله هرب الى ايران حيث استخدمه الشاه هذه المرة ورقة ضغط على حزب البعث بعد ان خسرت ورقة الكرد فجمع البعث بجانبهم المعارضين لحكم الشاه ومن بينهم رئيس السافاك السابق تيمور بختياري بهذه الموازنة كان كل طرف يعد محاولة لقلب نظام حكم الآخر،فبدأ عبدالغني الراوي يتصل بمجموعة من الضباط المناوئين للبعث ومع القيادة الكردية المتمثلة بالبارزاني الذي رفض التعاون معهم،ومن خلال اتصالاته التقط السوفيت محاولة الراوي لاقتحام القصر الجمهوري بدورهم اخبرونا بتلك المحاولة وسلمنا خطة الانقلابيين للبعث عن طريق مكرم الطالباني للبكر شخصياً وهو ما اثار غبطته. يبدو ان السوفيت من توصيلهم نبأ محاولة الانقلاب من خلالنا غايتها ترطيب الأجواء بيننا وان نبين لهم حسن نيتنا تجاههم،في الوقت ذاته ان الراوي لم يتصل بنا لا من قريب ولا من بعيد وان طرح علينا الفكرة لرفضناها لمعرفة ميوله العدائية تجاهنا.
#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
محاكمة الصحفي ميخائيل تيسي أول محاكمة فكرية للاشتراكية في ال
...
-
الحاج ناجي اللامي (1848-1950) في ذاكرة المس بيل
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
السافاك وثورة 14 تموز 1958 في العراق
-
اللجان الحزبية غير المفوضة ودورها في قيادة الحزب الشيوعي الع
...
-
سلام عادل-عبدالكريم قاسم ثوابت ومتغيرات
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
الحزب الشيوعي العراقي في الحكم مطلب عظيمي
-
الحلقة الأشتراكية الأولى في العراق
-
صفحات من تاريخ العراق ..فيضان عام 1954
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
الجيش العراقي النشأة والتطور
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|