أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - معالجة التناقض بين الدين والعلم














المزيد.....

معالجة التناقض بين الدين والعلم


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 03:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسألة الالتباس في تعريف " العلم" مصدر للكثير من المغالطات في تسويق الاديان.
كلمة العلم تخلط بين العلم بالشئ الدارج او الموروث وبين العلم القائم على البحث والتمحيص والنقد والتجربة. تزداد محاولات التعميم واللخبطة الموجهة عندما يشير اتباع العقائد الى ان العلم مسألة غير ثابتة، وان استنتاجات العلماء يمكن ان تناقض بعضها البعض، وانه لاشئ وصل للكمال بحيث يصبح معصوم من النقد، وبناء على هذا التشكيك الواعي يحاولون هدم النتائج العلمية عندما لاتوافق اغراضهم.
غير ان هذه الصورة الاحادية متطرفة عن قصد. هناك الكثير من الاستنتاجات العلمية بقيت على ماهي عليه منذ عهود، مثلا صورة مركزية الشمس في المنظومة الشمسية (heliocentricism) ولازالت سارية المفعول حتى اليوم.
في احيان اخرى نجد ان بعض " الايجابيين" يحاولون تصوير الامر وكأن العلم يساعد على فهم الواقع وآلية عمله في حين ان الدين يجيب على سؤال لماذا العالم موجود وماهو الحق والباطل. في حقيقة الامر الدين يقدم لنا تخيلات واوهام قديمة تعود الى بضعة الاف سنوات في اعماق التاريخ عندما كان الانسان يجهل كل شئ. هذه التخيلات والاساطير القديمة تختلف جذريا عن الاستنتاجات العلمية وطريقة استخلاصها، والخلط بينهما لجعلهما في مستوى واحد من المشروعية.
البعض يحاول التشكيك بالعلم من خلال التركيز على ان العلم يقوم على الكثير من الفرضيات والنظريات معطيا الانطباع ان غالبيتها خاطئ او غير مبرهن عليه، بما يجعل العلم غير موثوق تماما مثل الاديان. البعض يعطي امثلة بصياغات فضفاضة مثل تعبير " نظرية التطور" واحيانا " فرضية التطور" عندما يتعلق الامر بنظريةداروين وماترتب عليها من تحولات، في محاولة للتقليل من اهميتها واهمية الاكتشافات التي قامت عليها.
الانسكلوبيديا الوطنية السويدية تشير الى ان هناك معنيين اثنيين لتعبير " النظرية". في الحياة العادية قد تعني الكلمة "افتراض" في حين، في المؤسسات العلمية، توازي في معناها العلم، وتشير الى منظومة معرفية موثوقة. ومن حيث ان اللغة الدينية اقرب للغة اليومية فأن الكلمة في اللغة الدارجة تأخذ الطابع الشعبي الضعيف المعنى. بذلك ننتهي الى التباسات تستغلها التيارات الدينية لخلط الاوراق. بذلك فأن المضمون الصحيح لتعبير نظرية التطور هو " علم التطور".
غالبا يشار الى نظرية داروين، ولكن لااحد يشير الى الاسباب التي تجعل اتباع العقائد يهتمون بهذه النظرية تحديدا، الى الحد الذي يضطرون فيه للطعن بالعلم، في حين يتجاهلون نظريات علمية اخرى مثل نظرية النسبية وفيزياء الكم ونظرية نشوء الكون، على الرغم من انها جميعا تتعارض مع الصورة التي يقدمها القرآن لنشوء "السماوات والارض"، وعلى الرغم من عدم وجود اي دليل على "وجود" سماوات او حتى سماء واحدة، والتي في افضل الاحوال يصفونها بأنها " الفراغ" الذي فوق رؤوسنا.
يتجرأ البعض على الاشارة الى النواقص التي لدى العلم، في محاولة لخلق توازن بين العلم والدين والتظاهر بالحيادية. انهم يشيرون الى ان العلم لايتكلم عن كيف يجب ان يعيش الانسان حياة جيدة وماهي القيم التي يجب امتلاكها وفيما إذا كانت للحياة معنى ام لا، وماذا سيحدث بعد الموت. كما ان العلم لايقول شيئا عن اسباب انطلاق البيغ بانغ او كيف نشأت الخلية الاولى. ويصرون على انه إذا لم يقدم العلم تفسيراته الكاملة الان وفورا فليست هناك اية قيمة لكل ماقدمه حتى الان.
كون ان العلم يطالب بالحيادية والقدرة على اعادة التجربة للتأكد من النتائج لايشار اليه، على الرغم من انه يقدم اختلافا جوهريا بين استنتاجات العلم واعتقادات الدين.



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللانهاية: حقيقة موضوعية ام ضرورة فلسفية؟
- هل القانون الرياضي هو قانون الطبيعة؟ 2
- هل القانون من الانسان ام من الطبيعة؟ 1
- المناهج الفلسفية تخلق الخالق
- الكون الهلوجرامي والبحث عن المُبرمج
- معضلة علم الله في المنهج العقلي الاسلامي
- النظرية الذرية في الفلسفة الهندوسية
- هل انتج الاسلام حضارة اسلامية؟ ج2
- هل انتج الاسلام حضارة اسلامية؟ الجزء الاول
- حقيقة الاشباح والجن
- حقيقة صور العماليق واساطيرها
- العدالة حس فطري قديم لايحتاج الى إله
- أكتشاف مكان وآلية نشوء الخلية الاولى
- حس العدالة الفطري
- لماذا تفضل المرأة الضخم والصوت العميق؟
- القمل عند النبي والصحابة وفي الفقه الاسلامي
- مجتمعات تعدد الازواج
- الاختلاف بين دماغ المرأة ودماغ الرجل
- علم الاورجازم
- جيمس راندي: مليون دولار لمن يثبت وجود السحر


المزيد.....




- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - معالجة التناقض بين الدين والعلم