مسعود محمود حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 15:46
المحور:
الادب والفن
(حكايا للربيع) فلم وثائقي يسرد مآسي كوردية بلا نهايات
مسعود محمود حسن
في ثاني أيام مهرجان الربيع بمدينة قامشلو في غربي كوردستان, عرض المنظمون فلمان كورديان وثائقيان, الأول حمل عنوان (سبعين نبضة), سرد تاريخ مدينة عامودا من الناحية الاجتماعية, والسكانية. منوهاً إلى الوجود المسيحي في المدينة, الذي تناقص شيئاً فشيئاً بسبب إغلاق الحكومة السورية بعد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي, لمعبر المدينة مع تركيا, وتوقف حركة التجارة, إلى جانب سنوات الجفاف, التي دفعت الفلاحين المسيحيين إلى الهجرة من المدينة إلى دمشق, وحلب, وبيروت. وعرض الفلم شهادات مسنيين تحدثوا عن العلاقات الطيبة التي كانت سائدة بين الكورد, والمسيحيين في عامودا, وخاصة بعد مذابح الأرمن في تركيا, وفرار الكثير من المسيحيين الأرمن إلى المدينة, لدرجة أنهم شكلوا نصف السكان فيها, وسط ترحيب الكورد المسلمين بهم, معتبرينهم إخوة في الإنسانية.
كما أشاد الفلم بموقف العلماء المسلمين الكورد في عامودا, الذين رحبوا بالهجرة المسيحية إلى المدينة, مستندين على مفهومهم القرآني, الذي يقضي بأن الله تعالى ربٌ لجميع البشر, وليس للمسلمين فقط.
أما الفلم الثاني, الذي حمل عنوان (حكايا للربيع), فسلط الضوء على مجموعة من الظواهر الاجتماعية, التي يعيشها المجتمع الكوردي اليوم في غربي كوردستان, بدأها بضحايا الحرب الدائرة في المنطقة الكوردية, من شريحة الشباب, وكيف تغيرت شكل القبور بالمقارنة مع السابق.
ثم استطرد إلى موضوع الهجرة من غربي كوردستان, التي باتت حلماً لكثير من الشباب, والعائلات الكوردية. وأثر ذلك على المناخ النفسي, والاجتماعي للمجتمع الكوردي. والفراغ السكاني الذي أحدثته الهجرة في المدن الكوردية, التي باتت الكثير من أحيائها نصف شاغرة.
وفي المحطة الأخيرة توقف الفلم عند معاناة العائلة الكوردية في غربي كوردستان, في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة, وغلاء الأسعار, وفقدان الماء, والكهرباء.
وتميزت حكايا الفلم بأنها مفتوحة النهايات, فلا تراجيديا, ولا كوميديا في الخواتيم. وكأن الفلم يريد أن يبقى حياً أكثر في ذهن المشاهد, ريثما يجد كل إنسان نهاية تناسبه.
وقال سيامند عزيز مخرج الفلم لمراسل باسنيوز: "قصصي في الفلم غير منتهية, لأنني أريد أن أقول للمتلقي أن مصيراً مجهولاً ينتظره, ومع ذلك المصير, هناك أمل في كل قصة رويتها في الفلم", ومضيفاً "الناس هنا يعيشون على الآمال, التي يراهنون عليها في صنع مستقبلهم".
#مسعود_محمود_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟