المرأة في عصر السلطان صلاح الدين الأيوبي

مسعود محمود حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 15:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

المرأة في عصر السلطان صلاح الدين الأيوبي
باسنيوز – قامشلو – مسعود أومري
"النساء شقائق الرجال" و"ما أكرم النساء إلا كريم, ولا أهانهن إلا لئيم". بهذين الحديثين الشريفين بدأ علي حمى محاضرته عن دور المرأة في العصر الأيوبي, في صالة جمعية سوبارتو للتاريخ والتراث الكوردي بقامشلو. وقال علي أن دور الجامع في العصر الأيوبي لم يكن مقتصراً على العبادات فقط, بل كان لها دوراً اجتماعياً تمثل في التعليم, رعاية الأيتام, الأرامل, وبها تبقى المطلقات ريثما يفصل القضاء أمرهنّ.
انجازات المرأة الأيوبية:
قال المحاضر أن الأميرة ست الشام, أخت السلطان صلاح الدين الأيوبي, كانت تصنع الأدوية, والعقاقير, وتوزعها على المرضى, والجرحى, والجنود. وعصمت الدين خاتون, أرملة نور الدين الزنكي, وزوجة صلاح الدين الأيوبي فيما بعد, كانت أكثر النساء تصدقاً في عصرها على المحتاجين, والفقراء. وشيدت ربيعة بنت نجم الدين أيوب المدرسة الحنبلية في الصالحية بدمشق, وتكفلت بنفقات طلاب العلم فيها. واشتهرت زمرد خاتون بنت أيوب بعمارة المساجد, والمدرسة الظاهرية في دمشق. ومن جانبها بنت بابا خاتون بنت أسد الدين شيركو المدرسة العادلية الصغرى في دمشق.
صلاح الدين والمرأة الزنكية:
حين استولى صلاح الدين على حلب, وإعزاز, قدّم الهدايا لزوجة نور الدين الزنكي, وسألها عما يطلب أهلها, فقالت: "أنهم يريدون ولاية إعزاز", فمنحهم السلطان صلاح الدين الولاية إكراماً لابنتهم.
الأيوبيين والمرأة الأفرنجية:
أثناء حصار المسلمين لعكا, وقع طفل من الأفرنجة في يد المسلمين. وسرعان ما جاءت أمه إلى السلطان صلاح الدين, باكية أمامه, ومتساءلة عن طفلها. فأمر صلاح الدين بالبحث عن الطفل, وإحضاره إلى أمه. ثم أركبوهما حصاناً, وأوصلوهما إلى مكانهما.
وجاء ذات مرة وفد من نساء الأفرنجة إلى السلطان يطلبون منه إطلاق سراح أزواجهن, وأبناءهن, وآباءهن قبل أن يرحلوا إلى بلادهن. ولبى السلطان طلبهن إكراماً لهن. وخرج من بين الأسرى امرأة تهجمت على السلطان قائلة له: "لقد قتلت أبي, وأخوتي, وتريد إطلاق سراحي اليوم, فماذا أفعل دونهم". فبعث السلطان من احضر لها أخوتها, أما والدها فقال صلاح الدين أنه أحد الذين تسبب بهذه الحرب, وقتل فيها.
السلطان والأديان الأخرى:
سرد علي حمى مقولة للمؤرخ أحمد زكي باشا مفادها أن الأقباط في مصر يكنون كل الاحترام للسلطان صلاح الدين, ورفعوا في عصره صورته إلى جانب صور قديسيهم في الكنائس. ونقل علي أيضاً مقولة للمطران يوسف الدبس مفادها أن المسلمين حين دخل السلطان صلاح الدين القدس, أشاروا عليه بتدمير كنيسة القيامة في بيت المقدس. لكن السلطان رفض ذلك, وقرر الاقتداء بخليفة المسلمين عمر بن الخطاب الذي فتح بيت المقدس دون ان يدمر كنائسها.
مداخلات الحضور:
لام أحد الحاضرين في مداخلته إغفال الاستاذ علي حمى الجوانب السلبية في العصر الأيوبي بشأن المرأة. ومن جانبها انتقدت مشاركة حصر المحاضر دور المرأة الأيوبية في الطبقة الارستقراطية الحاكمة, وإغفال دور المرأة التي تنتمي لعامة الناس.
وقال مشارك آخر أن الأيوبيين حكموا العالم الإسلامي زمن الحروب الصليبية, التي بلغت سبعة حملات. ورغم ظروف الحرب فأن ما بناه الأيوبيين من المدراس, والقلاع, والجوامع, والحمامات يفوق ما فعله سابقيهم, ولاحقيهم. وبلغ عدد المدارس التي بنيت في العهد الأيوبي 61 مدرسة, أكثر من 220 جامع, و100 حمام على حد قول المشارك.
ويذكر أن المحاضر علي حمى حاصل على شهادة المجاز في التاريخ من جامعة دمشق, وألقى العديد من المحاضرات في قامشلو.

#مسعود_محمود_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات