رمسيس حنا
الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 10:24
المحور:
الادب والفن
الهروب منه إليه
(رمسيس حنا)
أهرب الى اللامكان فزعاً من ذكرياتى
و ما عاد زمان الفتق من نواجع مواساتى
و يوم مولدى رجس فى جسدى مر الموات
أين رفيق دربى؟ وحدى و وقع خطواتى
و شاتت فى عمرى التيه عقارب و حيات
فأنا عائش و بعدك هجرتنى كل الحيوات
أهرب منك و ألوذ بك فتياومنى العذابات
أنّى لى من الحياة و تهدج روحك بالصلوات
حادى العيس فى البيداء قد قهىرتنى الفلوات
أهيم فيها و أنطلقت أنت الى عُلا السماوات
و أُكابد انا الخراب فى الحوار و الطرقات
واهيات هى وشائج الدم فقهرتنى العاديات
تطلعت أنت للعلا فجذبتنى أرض النفايات
فى المطلق أنت فشدتنى للقهقرى خطواتى
ما ذلك الذى كان بيننا؟ به فقدت إتجاهاتى
و دائما كنت تنشد ضالتك فى السماوات
و أنا تمرغت فى كل أوحالى الأرضيات
خاو الوفاض صفر اليدين أنا بالمتاهات
و شاقنى الوطن فما حُملت على المحفات
خطفك الموت و أنا مشرد على المحطات
توقفت أنفاسك فكانت فىّ أنفاس ضائعات
و بينى و بينك أسئلة هرّأت بها الأجابات
و ما كنت أعلم أن كل جيادك الصافنات
تشتاق للكر و الفر للنزال فى المعمعات
و ما فوق الرؤوس سهام الموت صافات
و خلف موكبك تستعر جراحى النازفات
يا الذى نَزْعه نَزَع عن كلمى الضمادات
يُراق دمى كل يوم و أفنى بعدد الساعات
فأنت من قضى و من يفنى أنا بالعذابات
فى إبوتك صيرت أعداءاً إخوة و أخوات
و برحيلك تركت أرواحاً بالفاقة يتيمات
و صُلِب السلام على الأعواد و البنايات
و زادت فى الذكريات توجعات و اَهات
فإِجْتُثَّت جذورى و ما أَثَّلَت فى الخرابات
و ما عادت الأسوار تحمي كل مقدساتى
و طَبَّقت الأرض على حُشَاشَتى الجنبات
و عظامى مسحوقة أو تنشرها السَرّاقات
و عجزت أن تحجبك نوائخ و شطحات
ولم يعد لجنات عدن وجود فى الجبانات
و ما إِسْتَحَثَّ ببليغ الخُطب كل السَرِيّات
بقاطرتك ودعت نفسى على كل المحطات.
(رمسيس حنا)
#رمسيس_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟