أسامة مساوي
الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 21:26
المحور:
الادب والفن
لمَّا كنتُ طفلا صغيرا,كانت جدَّتي توقظني باكرا لأصلي الفجر إلى جانبها-وأنا نعسان مغمض العينان- وجين كنت أشاكسها وأرفض,كانت تقول لي أن من ينام عن صلاة الفجر,يبول الشيطان في أُذنه وهو نائم!
شُغلي الشاغل كان بعد الإستيقاظ صباحا-في الأيام الأولى-هو تَحسُّس أُذني هل هي مُبلَّلَة ببول الشيطان أم لا.لم أجد في أي صباح من الصَّباحات أي شيء في أُذني. ما كان يُغريني هو فَتح نافذة الخيال والتساؤل عن ماهية بول الشياطين هذا الذي لا يُبَلِّل! وعن مِحنة الشيطان المسكين وهو يتنقل مسرعا بين آذان النِّيام؟
صراحة كنت أشفق على شيطان جدتي وأنا أتآمر عليه في الزُّقاق رفقة أطفال الحومة...بأن نظل نياما إلى الصُّبح حتى يتعب كثيرا من كثرة التنقل والبول في آذاننا. كان عبد الصمد وطارق يسكنان في حي بعيد,وعلى الشيطان أن يقطع مسافة طويلة ليصل إلى بيتهما. ذات يوم سألنا عادل...ألا ينتهي بول هذا الشيطان؟ كم يحمل الشيطان في مثانته من لِتر؟
فرد عليه طارق مازحا وهو يضحك...مادام بول شيطاننا لا يُبلِّل فهو حتما ليس سائلا,ولا يمكن أن يُقاس باللتر.فاللتر وحدة لقياس السوائل كما قالت المعلمة في المدرسة!
وبماذا يقاس بول الشياطين؟سأل عادل متهكِّما.
فقال طارق مازحا كعادته: كل ما أعرف أنه من اليوم سيقاس بالكيلوميتر,مادام على الشيطان المسكين أن يقطع المسافات الطوال لكي يُدرك النيام عن الفجر قبل استيقاظهم.
#أسامة_مساوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟