أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل خليل الحسن - السطو على الإسلام باسم الإسلام














المزيد.....

السطو على الإسلام باسم الإسلام


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يفرّق القرآن بين الإيمان و الإسلام فهنالك من أسلم وهنالك من آمن, على اعتبار أن ما يقابل الإيمان هو الشك, و ما يقابل الإسلام هو الجاهليّة,أما الكافر فهو يعرف الطريق إلى الإيمان لكنّه يجحده, فإذا كان الإيمان مسألة ذاتيّة داخليّة بين الإنسان و ربّه, فإن الإسلام كان وما يزال رسالة حضاريّة للخروج من حالة أعراب الجاهليّة (الذين هم أشدّ كفرا و نفاقا ) إلى حالة أرقى .
لكنّ الجاهلية تعود متسرّبة تحت السطوح مرتدية لباسا إسلاميا, فتهاجر الرسالة, مخلية موقعها لجمود العقيدة, فقد يصبح انتصار العقيدة أحيانا خسارة للإسلام بما هو رسالة تنوير, فالجمود يقلّص الحريّة, فتبدأ رحلة الانحطاط و التدهور.
يصبح الإسلام حالة يستفيد منها و على حسابها مناوئوه ومناصروه على حد سواء , فخلال الأيام القليلة المنصرمة وقعت جملة أحداث بحق المدنيين العزّل من العراق إلى لندن و فلسطين و الباكستان , حيث أصبحت هذه الأحداث مادة يتعيّش منها سياسيو أمريكا و حلفاؤها البريطانيون و الصهاينة .
و دفعا للالتباس نسجل موقفنا الداعم لكل مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الأجنبي , باعتبار أن حالة الحرب قائمة مادام العدو جاثما بأفراده و معدّاته و أساطيله على أرض وطنية, و لا تخفى النوايا الحقيقية للغزاة و أن تغلّفت بمبادئ الديمقراطية , أو أزالت , في مسيرتها العاصفة, أنظمة الحكم غير المأسوف عليها , إنما يصدر ذلك عن مصالح استعماريّة , وللشّعوب مصالحها أيضا , و لا انسجام بين هاتين المصلحتين .
الاستعمار بحكم كونه حالة غير إنسانية, غير أخلاقيّة, سيكون الرد الإسلامي عليه بما تمليه الرسالة من احترام قوانين الحرب, أما الجاهلية فتقر بقتل أطفالهم كما يقتلون أطفالنا, ذلك هو منطق الإسلام ـ القبيلة, و قد هجرته رسالته, رغم خطورة تكريس الكراهيّة ضد الإسلام قاطبة , و استحالة غزونا للمستعمر عقليا , إنما المهم , في شرع القبيلة, هو عدد القتلى في القطارات و الطائرات.
إنّ شكل العنف يحدده الفكر الذي يقف خلفه, فالأهداف العسكرية, تبررها شرعة الأمم قتلا أو أسرا أو مفاداة, فلم يكن أبو بكر الصدّيق متخرجا من أكاديميّة عسكريّة, و لكن الإسلام ـ الرسالة أملى عليه و صيّته لجيش أسامة بن زيد "وإني موصيكم بعشر كلمات فاحفظوهن: لا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا صبيًا صغيرًا ولا امرأة، ولا تهدموا بيتًا ولا بيعة، ولا تقطعوا شجرًا مثمرًا، ولا تعقروا بهيمة إلا لأكل، ولا تحرقوا نخلاً ولا تُغرقوه، ولا تعص، ولا تجبن…"
سجّل الخلاف بين شيخين متشددين على شاشة فضائية حول التجاوز في القتل وحول القتال الديني وتدمير المساجد و الكنائس,أول جدال علني من داخل الظاهرة . ولو زار أحدهما أو كلاهما دير مارجرجس القديم في بلدة المشتاية التابعة لمدينة حمص السوريّة,لوجدا صك الأمان الذي حرره الرسول الأعظم لأهل الدير ولممتلكاتهم ولصلبانهم ولشعائرهم, وقد وقـّع عليه كشهود, عديد الصحابة و منهم خمسة أصبحوا خلفاء , الراشدون الأربعة و معاوية.
إن من مصلحة أعداء الإسلام جعل الحرب دينية, فهي من أبشع الحروب, ويستطيع العدو تجييش مجتمعه بأسره في أتونها, و سيكون الفقراء المؤمنون وقودها, بينما يكدّس تجار الحروب مزيدا من الثروات .
و إني أتساءل لو أنّ حزبا إسلاميّا طرّز المشهد السياسي العربي , متنافسا مع جميع التيّارات الأخرى, ولم تكن هنالك معتقلات تستباح بها كرامات الناس , هل ستكون شكيمة الغلوّ بمثل قوته و شدة تأثيره في هذه الآونة ؟.
ليس مهمّّا حفظ الآيات عن ظهر قلب, إنما المهم إمعان النظر فيها, عندئذ سيتلمّس المرء كميّة ( الليبراليّة الفكريّة) بين معانيها, فالجدال مع النصرانية و اليهوديّة يحتدم حتى الذروة, وهذا أمر طبيعي, فغاية الجدال أن ينسف أحد ما فكرة الآخر و يسفّهها , أما خارج مجلس الجدال, فليحترم كلّ منهما الآخر, و الزوجة الكتابية تظلّ على دينها و تمارسه , وهي تربّي أطفالها المسلمين.
لقد مارس البترودولار سطوا ماليا على الإسلام, و لأنّ المال يحلب معه ثقافته فقد جاء البترودولار بالتسطيح الفكري والإفساد العقلي, من جهة و بالغلوّ العقيدي من جهة أخرى, وهذا الأخير يمارس سطوا مسلّحا ويصادر الإسلام باسم الإسلام, و إن بدأ يضيق كل منهما بالآخر, فهي حتميّة لا حيدة عنها , و الآتي سيكون أعظم , فبين سطوين سوف يسطو علينا الغزاة, لنقول مع أبي الطيّب:
و سوى الروم خلف ظهــــــــــرك روم , فعلى أيّ جانبيك تميلُ



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج حاوي كان عليكم أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا
- هيثم الخوجة, رضا حداد , جناحاي إلى قمة سيزيف
- سمير قصير لماذا لم تحفظ رأسك يا أخي العربي؟
- الذهنية الدينية العامية: الجزيرة السورية نموذجا
- انتبهوا الحرس القومي قادمون!
- الشعبوية و الديمقراطية
- هل نظام المجلسين هو الأفضل بالنسبة إلى العراق
- نريد أن ننسى و محمود جلبوط يتذكر
- سمة القائد السياسي أن لا تكون له سمة
- لماذا لا تعاد محاكمة سلمان المرشد؟
- البرلمان التونسي الجديد القديم
- عندما تكون 58أكبر من 99
- حركة التحرر الوطني أم الخيبات و الحظ العاثر
- النهضة بساطور الزرقاوي
- فرج الله الحلو و نجيب سرور و مأساة العصر
- دفء الليلة الباردة
- همسة قبل الطبول
- الفحل الضحيّة و الضحية المفحّـلة
- هل الترياق في العراق من الأحوج إلى المساعدة العراق أم العرب


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل خليل الحسن - السطو على الإسلام باسم الإسلام