أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - هل تعترف إسرائيل بالنكبة وآثارها ؟؟!














المزيد.....

هل تعترف إسرائيل بالنكبة وآثارها ؟؟!


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


يغضب الإسرائيليون بشدة من أي إنسان في هذا الكوكب ينكر المحارق " الهلوكوست " باعتباره يضمر إعادة تكرار محاولة إبادة اليهود، ولأول مرة في التاريخ منذ قيام الدولة العبرية يعترف زعيم عربي مثل محمود عباس بالمحارق، ويؤكد أنها من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث.

اليوم نشرت جريدة هآرتس الإسرائيلية مقالاً تتساءل فيه عن إمكانية اعتراف إسرائيل بالنكبة الفلسطينية وآثارها، وهو خبر تاريخي ولا شك، لا يقل في أهميته عن تصريحات عباس بشأن المحارق النازية، ذلك أن النكبة الفلسطينية قد تسببت بمأساة حقيقية للشعب الفلسطيني الذي عانى التشرد واللجوء والفقر طيلة 66 عاماً، فيما رفض الشعب أن ينسى مدنه وقراه وأرضه التي عاش فيها منذ 6000 عام.

أبي معه أوراق طابو رسمية لأرض مسجلة باسمه في مدينة المجدل الكنعانية، يتأملها ويقلبها من وقت لآخر. أجمل أحاديثه هي عن المجدل والقهوة والعائلات والفتوات والمواسم ( موسم عيد النمل / أربعاء أيوب / عيد النبي صالح .. )، كما يحدثنا عن أغنياء المجدل وكبار الصناع من ملاك مصانع النسيج. يقول أبي أن المجدل " بالكنعانية: أشكلون " مدينة عمرها يعود لأكثر من 3300 قبل الميلاد، أي قبل الديانة اليهودية بـ 2500 عام !

بريطانيا اعتذرت عن عصور الاستعمار والانتداب والاحتلال، وفرنسا اعتذرت للجزائر .. الاتحاد الأوروبي يطالب تركيا بالاعتراف بالمجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الأرمن، ومؤخراً صرح أردوغان بأن تركيا تعترف بمأساة الأرمن في إشارة لوجود قابلية للاعتراف بالمجازر.

الكارثة الكبرى في النكبة الفلسطينية أن قوى اليمين الصهيوني ( واليسار الصهيوني ) لا يعترفون بتلك الجريمة البشعة، ويصرون على أن مسؤولية النكبة تقع على عاتق القيادة الفلسطينية والعربية التي رفضت قرار التقسيم الصادر عام 1947، فلماذا لم تعاقب القيادة وحدها وصممت العصابات الصهيونية على ارتكاب جرائم التطهير العرقي ضد القرى والمدن الفلسطينية، ما أسفر عن هجرة 750 ألف فلسطيني عن بلادهم، يعيشون حتى اليوم في مخيمات اللجوء والشتات في الدول المجاورة. الآن يبلغ تعداد اللاجئين حسب مصادر الأنروا 4.3 مليون نسمة !

الحياة في المخيم ليست مفروشة بالورود والرياحين. في طفولتي أذكر كيف كان اللاجئون ( منهم أمي ) يملأون مياه الشرب من المراكز والمحطات التي أنشأتها وكالة الغوث، وكيف كانت تنشب الصراعات الدامية بين الناس لأن فلان أو فلانة يريدون تعبئة مواعينهم قبل الآخرين، كما أذكر أن مساكن الوكالة لم تكن بها حمامات لقضاء الحاجة بل كان هناك حمامات عامة في كل بلوك، وكثيراً ما كانت تتسبب في إحراج الناس بعضهم لبعض. لم تدخل الكهرباء المخيم سوى في العام 1974، ومع الكهرباء عرف الناس الثلاجات والتلفزيونات ثم البوتوجاز من أجل الطهي بدل بوابير الكيروسين، وشيئاً فشيئاً دخلت المياه النظيفة إلى كل بيت.

أهم معاناة في مخيمات اللاجئين تتمثل في الازدحام حيث يضطر الشاب إلى الانفراد بغرفة في البيت لكي يتزوج ويكون أسرة ممتدة داخل الأسرة الكبيرة، وكثيراً ما يسمع الجيران صوت الشجارات الآتية من البيوت الأخرى.

في أعوام الانتفاضة الأولى نفذت الأمم المتحدة مشاريع تحسين وتطوير البيئة المحلية في المخيمات، فتم ربطها بشبكة صرف صحي، وكانت تلك الشبكة إنجازاً هاماً، ذلك أن المياه كانت تصرف على سطح الأرض لتمر من أمام البيوت ما كان يتسبب في تجمع القذارة والأمراض في الشوارع، وكثيراً ما كانت تنشب شجارات دامية بسبب مرور مياه فلان من أمام بيت فلان !!

في التسعينات تم تبليط الشوارع فأصبحت المخيمات أقل سوءا، وإن ظلت مشكلة الازدحام تتفاقم كل يوم وكل لحظة. أعرف عائلة مكونة من 11 فرداً يعيشون في غرفتين .. ينام نصف الأولاد في المطبخ ! متى سنهتم بالتكاثر النوعي بدلاً من التكاثر الكمي ؟؟!

الفلسطينيون في المخيمات يعيشون حياة أشبه بالجحيم، يعانون الفقر، والازدحام، وفقدان الخصوصية، فكل ما يحدث في البيت يسمعه الجيران، وربما تدخلوا لإصلاح ذات البين.

في شهر نوفمبر تشيع تجارة " النايلون " أو الأغطية البلاستيكية وذلك من أجل تأمين أسطح المنازل تلافياً لدلف مياه المطر ! كما من عائلة كانت لا تملك ثمن شراء تلك الأغطية ؟؟!

إذا اعترفت إسرائيل بالنكبة وآثارها فهذا يشكل العصب الجوهري لحل الصراع الذي لن ينتهي إلا بتقرير المصير والعودة، ولكن القوى الصهيونية التي تطمح إلى تفريغ فلسطين من أهلها الأصليين تعتبر أن مسؤولية النكبة تقع على عاتق القيادات الفلسطينية والعربية التي رفضت التقسيم وأعلنت الحرب .. هل يبرر فشل القيادات الفلسطينية قيام العصابات الصهيونية بالمذابح والتهجير ؟؟!

الثقافة الدينية الماورائية تؤثر على تعقيد القضية الفلسطينية، ذلك أن فلسطين بالنسبة لليهود هي " أرض الميعاد " وبالنسبة للمسيحيين هي " أرض الرب يسوع " ومكان ميلاده ومكان قيامته، أما بالنسبة للمسلمين فهي " أرض المحشر والمنشر = فيها سيحشر الناس يوم القيامة " وكذلك هي " أرض الإسراء ". من جهة أخرى يمكننا النظر إلى الهند مثلاً التي تحتوي أكثر من 120 ديانة متعايشة مع بعضها دون عنف، لكن الأديان الإبراهيمية تزرع العنف والفاشية، فاليهود يعتقدون أنهم " شعب الله المختار " والمسيحيون يعتقدون أنهم " أبناء الرب " والمسلمون يعتبرون أنفسهم " خير أمة أخرجت للناس "، وهذا يؤدي إلى نمو بذور الشر والتطرف تجاه الأديان الأخرى.

ستأتي أجيال إسرائيلية تقرأ إسرائيل شاحاك وإيلان بابيه وسنقرأ نحن محمود درويش وإدوارد سعيد، وكما اعترفت ألمانيا بجرائم النازية ستعترف إسرائيل لاحقاً بجريمة تهجير الشعب الفلسطيني !

يقول درويش معاتباً الإسرائيليين:

أيها الساهرون ألم تتعبوا ؟!

من مراقبة الضوء في ملحنا

من وهج الورد في جرحنا

ألم تتعبوا أيها الساهرون ؟؟!

دمتم بخير



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ندفع ثمن المحرقة ؟!
- في ذكرى النكبة: ماذا عن لاجئي الضفة وغزة ؟؟!
- في ظل الانهيار العربي .. هل من تواضع ؟؟!
- ماذا ينتظر اليسار الفلسطيني ؟؟!
- إسرائيل دولة أبارتهايد !
- الدولة الواحدة في شعر محمود درويش !
- إله الكنعانيين وإله اليهود !
- خيار الدولة الديمقراطية الواحدة مرة أخرى !
- هل تذهب غزة للقرون الوسطى ؟؟! بمناسبة عقوبة الجلد !
- لماذا يجب دعم أبو مازن ؟!
- حقيقة ما يجري: أبارتهايد عنصري بتوصيف دولة !
- بكائية على أطلال المشروع القومي
- تطبيقات طبية لحل المعادلات الخطية !
- ورقة للنقاش: نحو ميثاق فلسطيني جديد !
- ورقة للنقاش: هل ما زال الكفاح المسلح ملائماً ؟!
- سلطتان ومعاهد وجامعات .. رسالة من قلب الحصار !
- يهودية الدولة بين الحقيقة والوهم !
- شعب الله المختار !
- ماذا تبقى من حل الدولتين ؟!
- الكارثة الإنسانية في غزة !!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - هل تعترف إسرائيل بالنكبة وآثارها ؟؟!