ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 02:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حذاري من لعبة الشيطان ، لعبة المجانين الذين لا يهمهم ما تؤول إليه النتائج و ما تصل إليه الأوضاع فيما إذا تجرأوا وتخطوا الحدود وجعلوا العملاق العراقي ينهض بعد سكون دام أكثر من أحد عشر عاماً عجافاً . أخاطبهم ، ولو أن المجانين لا تسمع غير الصوت الذي يدور في أذهانهم . أخاطبهم ، أوّلاً بتذكيرهم بمصير مَن كان مطمئنّاً لديمومة موقعه إبتداءاً من نوري السعيد وقولته " دار السيّد مأمونة " ووصولاً إلى الطاغية صدام حسين ووقفته على أعواد المشنقة . لعبة الشيطان ، عبر التاريخ ، لم تكن برداً وسلاماً على لاعبها ، وقد يستيقظ الباغي ويرتدع عندما يضرب رأسه ، ولكن عندما يبدأ الحريق ، بنهوض العملاق ، فإن الوقت يكون قد فات لأيّ إستدراك قد يكون المجانين قد إختزنوه في عقولهم المريضة .
في الثلاثين من نيسان 2014 توجّه ملايين العراقيين إلى صناديق الإقتراع وأدلى معظم الذين لهم الحق في الإدلاء بأصواتهم ، وجرت عملية الإنتخاب بصورة عامة بدون إشكالات تؤثر على صحتها وقربها من المعايير المتعارف عليها في هذا المجال . لكن مع الأسف الشديد تواترت الأنباء مثيرة القلق ليس على مصير أصوات العراقيين وحقهم في إختيار ممثليهم فحسب بل على ما ستؤول إليه الحالة ، حيث قامت قوات عسكرية من مكتب القائد العام للقوات المسلحة ( رئيس مجلس الوزراء ، نوري المالكي ) ، بعد الإعلان عن حظر التجوّل ، بتطويق مراكز الإنتخابات في بغداد والإستحواذ على صناديق الإقتراع ، بحجة أن بعض الميليشيات كانت ستهاجم المراكز . وقد قامت تلك القوات بمنع ممثلي الكيانات السياسية المكلفة بمراقبة الإنتخابات من التدخل أو حتى الحصول على الأرقام السرية للصناديق قبل نقلها من قبل تلك القوات إلى مكان مجهول . إن هذا العمل المشين ، وتبريره بحجة بائنة البطلان ، يُعتبر سابقة خطيرة مبيّتة عن نيّة إجهاض الإنتخابات وجعل نتائجها لصالح جهة معينة .
لعبة الشيطان هذه ستؤدّي بالتأكيد إلى دخول العراق في حالة من الغليان التي ليس لأحد السعة في تقديرنتائجها ، ولكن الأكيد أن مشعل النار سيكون أول المحترقين ، وعند ساعة تشبه ساعة ملاقاة القذافي للعملاق الليبي سيكون مصير مَن يلعب هذه اللعبة الشيطانية .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟