أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمر أبو السعيد - ملعونة تلك القوائم المقدسة














المزيد.....

ملعونة تلك القوائم المقدسة


عمر أبو السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 04:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرة ومتنوعة أوجاع شعبنا الفلسطيني وذات مصادر مختلفة بعضها متوقعا وبعضها ليس بالحسبان . ورغم ما ارتكبه الغير من أخطاء طالت جذور شعبنا ومستقبله فقد حافظ على مناعة جسمه أمام تداعيات الوهن العربي ومتماسكا في مواجهة رياح الخماسين .
ما يحزنه تلك الأوجاع الغير متوقعه الآتية من الاخوة القابعين خلف السد - تلك الأوجاع المؤلمة تجسدت في المرأة العجوز التي أنهكها مرض الم المفاصل ولم تجد أمامها الا التوجه الى مصر للعلاج على نفقتها الخاصة .
وقع نظرها على قطعة القماش فوق بوابة العبور المصرية ترفرف في الهواء , وقد أفقدتها العوامل المناخية معظم ملامحها . غمرها الشعور بالطمأنينة والارتياح بدون مقدمات , وعادت بها الذاكرة إلى ما قبل عام الهزيمة - طالما أدت التحية لعلم العروبة في مدارس قطاع غزة طيلة عشرين عاما . انتظرت إذن الدخول ما يقارب العشرة ساعات كي تلقي نفسها بين أحضان الشقيقة الكبرى .
لم تكتمل الفرحة - الفرحة التي لم تعرف لها لونا ولا طعما . فاجأها المسؤول الأمني في المعبر بأنها مدرجة على القائمة – أي ممنوعة من دخول مصر وما عليها سوى الانتظار حتى يتم ترحيلها في اليوم التالي . لا جدوى من التساؤل أو الاستفسار عن الأسباب ولا قيمة للتقارير الطبية . وتمضي المرأة ليلتها في وضع سيئ – من حقها النوم على المقعد الخشبي التعيس أو افتراش الأرض – ما خفف عنها المأساة أنها ليست الوحيدة – ولا بد من نسيان البرد واضاعه الوقت في التحدث مع الآخرين رفاق القائمة الملعونة .
ظاهرة عامة طالت الآلاف من أهالي غزة ومن مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية أسمائهم جميعا مدرجة على القائمة المقدسة – لا أحد يسأل عنهم أو يهتم بهم – البعض امسك بالقشة , وتوجه لمراجعة السفارة المصرية في غزة بدون جدوى والبعض اضطر للبحث عن احد المحظوظين أو التجار العارفين من أين تؤكل الكتف لحل مشكلته مع أحد المسؤولين في معبر رفح المصري – المسؤولين الذين تمتعوا بابقاء في مواقعهم الممتازة لسنوات طويلة .
للمأساة زمن طويل امتد لاكثر من عشرين عاما , وجميع المعابر المصرية شاهدة عليها ابتداء من معبر رفح أو معبر السلوم حتى مطار القاهرة كلها تحكي ماسي قصص ترحيل الأسر الفلسطينية بحراسة مشددة وعلى نفقتها الخاصة بما فيها أجرة سيارة الترحيل المملوكة غالبا لاحد المسؤولين بالمعبر بالإضافة إلى مصاريف العسكر من آكل وشرب وسجائر وإكراميات مادية لم تشفع لهم ولم تخفف عنهم إيقاع الإهانات المعنوية التقليدية – فاتورة عادية لقاء السماح لهم بالمرور فقط من الأراضي المصرية خلال 24 ساعة ولا داعي لوجع الرأس ومحاولة فهم مغزى ومبررات تلك المعاملة . ربما تسمع إجابة خجولة تضعها في سياق الإجراءات الأمنية حتى لو ارتقت إلى درجة الهوس الأمني غير مدركين إن الشعب الفلسطيني هو الأكثر حرصا على شعب مصر أمن مصر .
قد تصيبك لحظة ما لوثه الشجاعة وتفتح ملف حملة الوثائق الفلسطينية المصرية إحدى اوجه المعاناة المزمنة – عندها حدث ولا حرج – دخول مصر للعلاج أو الدراسة أو حتى لصلة الرحم حلم مستعصي على التحقيق والتفكير به رجس من عمل الشيطان – وامكانية المرور مرتبطة بشرط وحيد ( تصريح زيارة مسبق من إسرائيل ) .
مواجع مؤلمة لكل فلسطيني لا يخفيف من قسوتها تصريح لهذا الرئيس أو ذاك المسؤول في بعض المناسبات يشيد فيها بصمود الشعب الفلسطيني .
ومما يزيد الطين بلة عدم اهتمام أي مسؤول في السلطة الفلسطينية بهذا الملف . يكفي أنة يتمتع واسرتة بحمل VIP ومرتاح من وجع القلب ، وقرف المعاملة والاهم بالنسبة لة ان يردد دائما ولو من باب الوفاء دور الشقيقة الكبرى في رعاية ودعم صمود الشعب الفلسطيني لان القيم العربية علمتنا انه من العيب علي المرء أن يفتح عينة اويطيل لسانة علي ولي نعمته.
ليس في الإمكان اكثر من إطلاق صرخة استغاثة من حنجرة مبحوحة لن نسمع لها صدي في صحراء سيناء ولا الصحراء العربية وإذا كانت حقوق الإنسان ليست في متناول الأبناء من العبث أن يحلم بها الأشقاء .



#عمر_أبو_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية ترحّب بالتوصل لاتفاق هدنة في لبنان معبرة عن أملها ب ...
- المعارضة الألبانية تغلق شوارع العاصمة وتطالب بحكومة مؤقتة حت ...
- قائد الحرس الثوري الإيراني يبعث رسالة إلى الأمين العام لـ-حز ...
- صحيفة أمريكية: -أوريشنيك- أبعد صاروخ استخدم في أوروبا
- -معاريف-: أعضاء في الحكومة الإسرائيلية يحاولون استخدام اتفاق ...
- طاقم توجيه مسيرات جوية أوكرانية يستسلم طوعا مع معداته للجيش ...
- كشف المزيد من -الأثر الأوكراني- في المقابر الأمريكية (صور)
- -سوبرمان- و-التعقيم الجنسي- وجها لوجه في الولايات المتحدة!
- هواوي تعلن عن أفضل حواسبها اللوحية
- الجيش الأوكراني يصدر إنذارا جويا بعد إطلاق صواريخ بالستية رو ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمر أبو السعيد - ملعونة تلك القوائم المقدسة