أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دنيا فاضل علي فيضي الاربلي - ليس باستسلام














المزيد.....

ليس باستسلام


دنيا فاضل علي فيضي الاربلي

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 11:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليس بإستسلام
"حتى يأتي ذلك البصيص الملهم في نهاية الطريق والذي يبشر بانفراج.. وحيث اني اعلم بانه سيأتي طالما بقيت حية وقوية.. وطالما حاربت واحارب من اجل كرامتي، سابقى متشبثة بهذا الواقع القاسي لأني اعلم بانه سيزول.. بالصبر والكفاح سيزول".
كلا يا نساء العالم، لا تظلمن المرأة التي ترضى وتصبر على واقع مظلم ومأساوي، انه ليس خضوع، ولا استسلام، بل انه قدرة الهية على تحمل الصعب والمحال والصبر حتى يأتي ذلك الضوء في نهاية النفق المظلم الذي يبشر بانفراج وحرية، فحين نتصفح لائحة الاتفاقية الدولية للحد من كافة اشكال التعصب والتفرقة ضد المرأة والتي اصدرتها الامم المتحدة عام 1981 لتنص على المساواة بينها وبين الرجل نقرأ في المادة (2 ) من الجزء الأول ((اخذ كافة الإجراءات بضمنها التشريعية من اجل تعريف القوانين الحالية والاحكام والاعراف والممارسات التي تنص على التفرقة العنصرية ضد النساء)) وعندها نتسائل كم من التضحيات والصعاب مرت على النساء من اجل الخروج بهذه القوانين والانتصار لحقهن؟ كم من النساء والامهات صبرن في بيوتهن.. في قراهن.. في سجنهن.. وخرجن يحفرن الصخر للرجوع الى عالمهن والى اطفالهن.. وكم منهن اطلقن ارواحهن في السماء وصعدن الى عليين ليبرهن ان التضحية لها صدى عال وعطر غال يقتدي به الاخرين.. وقبل ان نتسائل على نساء العالم.. الا يجدر بنا ان نقتدي بقصص من نساء عراقيات بل وما اقوى المرأة العراقية حين تصر على عمل المستحيل.. هل يجب ان نعتبرها قصص عابرة لشخصيات ســ....نقرأ عنها في يوم من الايام؟ ليس من الضروري ان تكون شخصية لها (شنة ورنة) بل هناك قصص بسيطة جدا يمكن ان تقوينا وتحلينا بالصبر على قيود وتقاليد صعبة بل وبالية لصقت في اثوابنا وكما يقول المثل العامي (جير بزبون ابيض)! هناك امام منزلي تعيش ضواهن، احدى القرويات التي تعمل في خدمة البيوت وهي ارملة قتل زوجها نتيجة عوامل بيئية متخلفة وثار بين اولاد العم وتعيش في قطعة ارض متروكة وغير مبتاعة نسميها (خرابة) مع زوج شقيقتها ولها اربعة اطفال وترفض ان تتزوج مرة اخرى وكما نعرف هي احكام للعشيرة وهي عادة قاسية بأن لا تبقى المرأة وحيدة دون زوج .. انها ترفض وتبكي.. ونسال عنها حين تغيب ونفاجأ بان زوج اختها يضربها بل وقبل ايام كانت ممددة وابرة المغذي تغرس يدها وكأنها خنجر صغير اهداه اياها الزمن للتتوج بعبارات من المواساة على واقعها الصعب.. نسألها ما بك تقول يضربوني لاقل سبب لرفضي الزواج بغير زوجي المتوفى انا احبه ولحد الان ابقي على صورته.. اكتب له الشعر واغازل صورته تلك ولن اتزوج لان من سيتزوجني سيستغلني ويقسو على اطفالي ويأخذ مالي.. اليس اجدر ان انفق هذا المال على تربيتهم بدل اعطائه له؟ نقول لها اصبري اذن وقاتلي.. ولا تقبلي بالزواج ونحن نساندك.. ونقدم لك المساعدة ان احتجت.. انها مثال بسيط من بيئة ابسط على قوة التحمل ورفض ما لا تريده.. والاصرار على رغبتها بطريقة العيش.
ليس باستسلام، ان لم تذهب ضواهن او غيرها الى اقامة دعوى او شكوى.. فهي عارفة بقواعد اصول العشيرة وما هو صحيح وغير صحيح ولكنه قوة .. انه قدر تتخطى حجراته المتصخرجة القاسية من اجل الوصول الى نهاية الطريق.. انها الشجاعة والاستبسال بعينه، ان تصبر المرأة وتتحمل بل هو النضال ان ترفض ما لا يلائمها وتصر على اختيار حقها في العيش بما ينسجم مع بيئتها وواقعها. تلك المرأة وبل هناك مئات من النساء البسيطات كن وسيظلن دوما يمنحنني القوة على مواصلة دربي في المجتمع ورغم بساطة ادوارهن في الحياة الا انهن خير مثال على الاستمرار وعدم الخنوع لمن يحاول ان يفرض على المرأة دورا.. لا ولن تقبل بتأديته.



#دنيا_فاضل_علي_فيضي_الاربلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدمة النفسية ما بين مسبب وعلاج


المزيد.....




- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دنيا فاضل علي فيضي الاربلي - ليس باستسلام