ثروة محروكة (محروقة)

رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 22:04
المحور: كتابات ساخرة
    

اتصل بي من بيروت قائلا حبيبي وصديقي عود لاتنسى تنتخبني باجر اعتمد عليك......
قلت له وهل انت مرشح بالانتخابات قال نعم ضمن القائمة.....وبالتسلسل....
قلت له ولكن لم اشاهد لك دعايات او صور او نشاطات وكما انت بعيد عن الوطن منذ تسع سنوات واخبارك شبه مقطوعة عنا وعن اصدقائك......
قال شسوي لهذا الوطن لايفوز به الا من غادره واصبح من جماعة الخارج لان الباقين بالداخل لايهشون ولاينشون انما يبحرون بهدوء من اجل ادامة حياتهم والمحافظفة على امنهم........
قلت وهل صوت في انتخابات الخارج ........
قال لا لاني لم اكن احمل الا الجواز الكندي وليس معي في بيروت وثائقي العراقية............
ضحكت وقل له من اغرأك بالترشيح........
قال لي صديق مشترك واخذ مني اربعة دفاتر(40000-$-) قائلا هاي نصف السعر والنصف الباقي بعد اعلان الاسماء من المفوضية وهاي المقدمة محروكة......
قلت له لعد ابشر انك ستحصل على صفر من الاصوات وتاليها صرح من كندا او بيروت او عمان ان الانتخابات مزورة صديقي وحبيبي ان لا انتخب الا من عاش معانتنا وصمد في العراق لاننا ليس لنا وطن غير العراق وكل الاوطان الاخرى محروكة في نظري......
قال لي وكيف احصل على اموالي من هذا النصاب وانا صارلي اعيش اربعة اشهر احلام النائب في برلمان العراق القادم من حمايات واكشن وصولات وجني اموال والحصول على تقاعد مضمون ............
قلت له العوض على الله وهي درس وفرصة للاحلام بالوطن الذي افتقدك وافتقد خبرتك الطبية في احلك الظروف التي كان يعيشها مواطنوه او احسبها انك قمت بعملية لشخص ورغم نجاح العملية توفي المريض وان اهل المريض اخذوا منك الدية او الفصل او احسبها انك تعرضت للخطف او السجن ودفعتها كدية او مصاريف مقابل حريتك ......
قال لي ضاحكا ان ساحسبها ضريبة للنصابين في هذا الوطن وعسى ان يكون فرقها على كيت(اموال تنثر على الراقصات او المغنين في الصالات ) وعسى ان يكونوا عراقيين حتى خبيرنا ما يروح لغيرنا..........
قلت له ضاحكا مو بيدك انت دوم حريص على ثروة الوطن المنهوبة وانت احدى الثروات المنهوبة.........
قال لي وكيف انا ثروة منهوبة..........
قلت له الا تعلم كم صرف عليك الوطن في التعليم الابتدائي والاعدادي والجامعي وتدريبك في مجال التخصص لو حسبتها بالكلفة الحقيقية انها تكلف 800000-$--1000000-$- ذهبت لكندا او لبريطانيا او لاي دولة اخرى كطاقة بشرية جاهزة وبدون مقابل اليس انت ثروة وطنية مهدورة كما دمائنا مهدورة من عصابات داعش والقاعدة والمليشيات الاجرامية........
قال لي ضاحكا بكلماتك تلك جعلتني انسى الاربع شدات وساحلم الليلة بالتغيير القادم عسى ان تعود الثروة البشرية المنهوبة الى وطنها لتساهم في البناء والاعمار وتقليل معاناة الناس........
ضحكت وقلت له لذلك قلت لك لم انتخبك ولاتزعل ياحلو ترى الفلوس والكراسي تروح وتجي بس الصداقة تبقى والوطن يجمعها.....
اغلقت الهاتف الخليوي وانا انظر لسماء بغداد عسى ان ياتي التغيير كما نشتهي ونبدا بالنهوض في هذا البلد ونبدا من الثروة الحقيقية في البناء الانسان نعم الانسان هو اساس التغيير......

#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات