عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 07:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعل أبرز وجه باطني للأسدية، انها تمكنت من السطو على شعارات السيادة الوطنية والقومية والمقاومة والممانعة ضد إسرائيل وأمريكا بشرعية وغطاء أمريكي وإسرائيلي خلال أكثر من نصف قرن، إذ لا يزال لها أنصار...
حيث لا تزال ( سوريا الأسد ) مع ضاحيتها الجنوبية في لبنان، محجا لكل أيتام وأرامل العروبة الناصرية والبعثية الصدامية والأسدية، كمعبر إلى (طهران ) التي غدت كعبة العروبة المقاومة والممانعة وتحرير فلسطين ...
هذه الباطنية الأسدية، كان أول من كذبها وتمرد ضدها هم يسار (رابطة العمل الشيوعي -التي تتشكل غالبيتها من أصول طائفة الأسد (العلوية)، وكانوا الأشد نقدا لليسار الشيوعي التقليدي الرسمي الجبهوي : (البكداشي والفيصلي) المتحالف مع النظام -ربما بضرورات- (سوفيتية ) تنظر للنظام (الأسدي ) حينها، بوصفه نظاما محسوبا على التحرر الوطني والقومي العربي والعالمي..
وتلك هي الطرافة الأولى ..وهي أن اليسار الرديكالي الشاب الناقد للشيوعية السورية الهرمة ...توحد معها اليوم في الموقف والرؤية في الدفاع عن (النظام العلماني الأسدي) المقاوم، وذلك بالالتفاف حول روسيا وإيران ...
وثاني أطرف ما في الأمر اليوم أن هذا اليسار (الشيوعي العلوي ) الذي رفض الباطنية السياسية للأسدية، يدافع اليوم عن باطنيتها (الثقافية ) بوصفها تقف ضد (الأصولية الجهادية) كخطر مفترض، دفاعا عن (علمانية النظام الأسدي الطائفي)، ويأخذون على اليسار (الوطني الثوري) الذي يقف مع الثورة، صمته عن الخطر الأصولي الجهادي القادم المفترض والمحتمل...
بيد أنهم إذ يستنكرون على اليسار الوطني الثوري خطر الأصولية القادم (المحتمل) ...فإنهم -بسلاسة شديدة- يتقبلون بل ويرحبون بالتحالف الطائفي الشيعي للعصابة الأسدية، رغم أنه خطر اصولي قائم، بل بوصفه (المنقذ ) للنظام الأسدي الطائفي ليس ثقافيا ووطنيا وأهليا فحسب، بل وسياسيا كعمالة خارجية لدولة (طائفية -قومية) استراتيجية، ذات طموحات للهيمنة على المحيط العربي منذ عشرات القرون، وفق عقيدتها السياسية والقومية والطائفية المعلنة وليست الباطينة كالأسدية ...
وأخواننا اليساريون العلمانيون (العلويون ) لا يحرج علمانيتهم هذا التحالف الطائفي الاستراتيجي الصريح الذي يعلق الرايات الطائفية (الشيعية ) على مآذن سوريا (عند فتحه الطائفي) للمدن السورية ...
حيث بسبب هذا الغزو الطائفي لا يزال هذا النظام مستمرا ولو شكليا ... بعد أن ذهب إلى مزبلة التاريخ واقعيا وفعليا منذ اللحظة التي استنجد بها طائفيا بميليشيات الجوار الطائفي (اللبناني والعراقي) الشيعي (الفارسي -الإيراني )...
إذ يتم ذلك بصمت بل بترحيب ( يساري) باطني، وبمباركة علمانية وحداثية شديدة من اليسار (العلوي )، الذي (تقومن فجأة ) وأصبحت لديه حساسية خاصة (قومجية) من التدخل الدولي لإنقاذ الشعب السوري من الذبح ...وذلك أمام الترحيب بالذبح الحلال على (الطريقة الإسلامية الشيعية الإيرانية ) ...وتحت راية مباركة الرفاق (الروس)،رغم أنهم تخلوا عن الشيوعية، وتبنوا (المافيوية) سياسة خارجية وداخلية منذ زمن....
5J’aime
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟