لماذا انتهت حركة 6 أبريل؟

اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا أحد ينكر دور حركة 6 أبريل في ثورة 25 يناير فقد مهدت الحركة لقيام الثورة حين دعت لإضراب 6 أبريل عام 2008 الذي أعقبه اندلاع أعمال عنف في المحلة بين العمال وقوات الأمن , وهو ما ساهم بشكل كبير في تحريك مياه الحياة السياسية الراكدة وبداية حالة حراك سياسي فضلا عن تمكنه من زلزلة أركان النظام الحاكم آنذاك , كما ساهمت الحركة في صنع الثورة نفسها حين دعت ومعها عدد من القوى السياسية لتظاهرات ضد النظام في الخامس والعشرين من يناير 2011 بالتزامن مع عيد الشرطة والتي تحولت فيما بعد إلى ثورة شعبية كبرى تمكنت من إسقاط نظام مبارك بعد حكم طويل دام ثلاثين سنة

غير أن مرور يوم 6 أبريل الماضي بهذا الشكل دون أن نشعر به ينبئ بأن نجم الحركة قد شارف على الزوال فكيف حدث ذلك؟ , الإجابة في تقديري نتيجة أخطاء وقعت فيها الحركة من جانب , والتغييرات السياسية والفكرية التي حدثت عقب ثورة 30 يونيو من جانب آخر , ويمكن تلخيص أهم الأخطاء التي وقعت فيها الحركة في النقاط التالية :

۱-;-_فشل الحركة في توحيد نفسها في حزب واحد أو جبهة واحدة فضلا عن الانقسامات التي دبت في صفوفها وأدت إلى انقسامها إلى فريقين , حركة 6 أبريل بقيادة أحمد ماهر , وحركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية بقيادة طارق الخولي , وهي انقسامات حسب علمي نتيجة اعتبارات شخصية لا موضوعية! , وهو ما أضعف الحركة إلى حد كبير

۲-;-_تبني الحركة خطابا ثوريا وليس إصلاحيا , صحيح أن الثورة كانت ضرورة حتمية في وقتها لإسقاط النظام بعد أن بلغ مرحلة من الفساد والاستبداد غير محتملة ولكن الثورة في النهاية وسيلة للتغيير وإعادة البناء وليست غاية في ذاتها ولا يمكن بأي حال أن تستمر أو أن نعيش في حالة ثورة دائمة , وهو ما غاب عن فكر الحركة وكثير من الحركات الثورية والشبابية

۳-;-_خطأ كثير من المواقف السياسية التي اتخذتها الحركة بدءً من انتخاب محمد مرسي في انتخابات الرئاسة الماضية وانتهاء بامتناع الحركة عن المشاركة في تظاهرات تمرد 30 يونيو , والغريب أن الحركة عارضت خارطة الطريق التي تم وضعها في 3 يوليو ووافق عليها كل القوى الوطنية باستثناء جماعة الإخوان وحلفائها بطبيعة الحال , الأمر الذي يلقي بظلال من الشك حول علاقة حركة 6 أبريل بالخارج!

والمؤكد أن التغييرات الفكرية والسياسية التي حدثت عقب 30 يونيو ساهمت بشكل كبير في نهاية حركة 6 أبريل إذ بعد ثلاث سنوات من الفوضى والانفلات الأمني وبعد تجربة حكم الإخوان المرير أصبح الشعب المصري يحمّل الحركات الثورية مسئولية كل ما حدث ومن ثم بات يتطلع إلى حاكم عسكري قوي يخلصه مما هو فيه وينقذ البلاد من الضياع , بمعنى آخر إن المزاج الشعبي العام عقب 30 يونيو صار إصلاحيا وليس ثوريا على الإطلاق وأتوقع أن يظل كذلك لفترة طويلة , ولا شك في أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الانتقالية عقب 30 يونيو وعلى رأسها قانون التظاهر الذي مكّن السلطة من القبض على أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل ومعه بعض نشطاء الثورة قد ساهم أيضا بشكل كبير في إضعاف الأخيرة

في سياق كهذا أعتقد أن حركة 6 أبريل قد انتهت تماما لذا أتصور أنه يتعين على الحركة مراجعة مواقفها ومحاولة الاندماج في النظام السياسي الجديد وفق قواعد جديدة تؤمن بأن الثورة ليست هدفا وإنما وسيلة للتغيير وإعادة البناء , وفي المقابل سيكون على الحكومة القادمة مسئولية استيعاب هؤلاء الشباب مجددا

#اسلام_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات