|
حكايات بنغازية: المصورون في بنغازي زمان
عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 01:46
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حكايات بنغازية: المصورون في بنغازي زمان
بقلم/ عبد السلام الزغيبي تلعب الصورة الفوتوغرافية دورا رياديا في حياتنا اليومية في كل مناحي الحياة، فهي ترافقتا في بطاقات التعريف وجوازات السفر ورخصة القيادة، وفي حقيبة الذكريات حيث تتربع في الألبومات لنعيش على إثرها ذلك الماضي القريب، من التقاط صور في المناسبات الاجتماعية مثل الافراح والاحتفالات والرحلا ت وتلك الذكريات السعيدة أو التعيسة التي مرت عليها السنون، وتقابلنا بمختلف أنواعها على أوراق المجلات والجرائد، كما أنها تعد عنصرا جماليا خالصا يزين البيوت والمكتبات والشوارع. دخلت آلة التصوير في ليبيا في فترة الاحتلال الايطالي للبلاد، ويمكن أن نقول أن هذا الفن، انتشر وازدهر مع بداية الاحتلال الايطالي، وعساكره الذين استعملوا آلة التصوير لتوثيق احداث الحرب واحوال البلاد، وتصوير مناحي الحياة الليبية بكافة صورها وأشكالها. يقول الدكتور ابراهيم المهدوي في كتابه ( حكاية مدينتي بنغازي)، إن الايطالي ( جايتانو ناتشيا ) يعد من أوائل الرواد في مجال التصوير الفوتوغرافي بمدينة بنغازي، بعد أن وصل إليها في 11 مارس عام 1912م يوم معركة النخلتين . بعد وصول الفاشيست إلى السلطة بقيادة الدوتشي موسيلني عام 1922م، أصبح السنيور جايتنو من أشهر المصوريين في بنغازي، وأقليم برقة بكامله على الرغم من وجود اثنين من المصوران الطليان، وهما،( دينامي وريمولدي).. لقد تميز المصوراتي (جايتاو ناتشيا) بفن الأخراج والطبع الجيد للصور الفوتوغرافية، التي كان يلتقطها من جميع أحياء المدينة بعد أن أصبح محله منتدى لجلوس بعض شخصيات المدينة لتبادل الحديث . وقد ساهم المصوراتي (ناتشيا) في طبع كثير من الكروت التذكاية لمدينة بنغازي وعن جمال طبيعة الجبل الاخضر والمدن الاثرية في الاقليم، وذلك من خلال اشتراكه في كثير من المعارض المحلية والعالمية ، وفي بعض المدن الايطالية ، كما انه تحصل على كثير من الأوسمة من بينها وسام "الفارس" من السلطات الايطالية كما نشرت كثير من الصحف المحلية والإيطالية صوره في كثير من المناسبات ، مما جعله يعد شاهد عيان وراوياً لجميع الأحداث التي مرت بالبلاد، لمدة تزيد عن أثنين وثلاثين عاماً تقريباً ، حيث لم يغادر بنغازي نهائياً إلا عام 1941م. وبعد خروج الايطاليين من بنغازي في أربعينات القرن الماضي ظهرت بعض استوديوهات التصور بواسطة بعض المصورين الليبيين الذين كانوا يعملون مع بعض المصورين الايطاليين والذين فضلوا البقاء للعيش في بنغازي , وكان من بين اولئك المصورين "البيجو" الذي كان من المتدربين الذي يعملون في أستوديو المصوراتي (القوبو) الذي يقع بجوار ميدان الشجرة ، وقد تنازل المصوراتي الايطالي عن أستوديو للتصوير يملكه في البركة خلال عام 1945م للمصوراتي البيجو ،، ثم ظهر مصوراتي ليبيا لصاحبه بن خيال مع شريكه الهدار بالقرب من ميدان الشجرة عام 1957م ، وظل يعمل إلى أن انتقل أخيراً مع بداية السبعينات من القرن الماضي إلى حي الرويسات حيث مازال يعمل به ورثته حتى الوقت الحاضر (شارع شهداء الزاوية). وحتى أواخر الستينات تقريبا اقتصرت مهنة التصوير في ليبيا علي المستوطنين الطليان وبعض اليهود واليونانيين، واحتكر هؤلاء الأجانب وحدهم مهن التصوير المختلفة من دون منافسة أو مشاركة وطنية وامتلكوا كذلك إلى جانب محلات التصوير شركات استيراد وتسويق مواده الفنية واحتكر أحد هؤلاء الطليان تصوير البطاقات البريدية). ومن الاسماء المعروفة التي عاصرها جيلنا، في ذاكرة، التصوير الفوتوغرافي في بنغازي، والذي هو فن قبل ان يكون مهنة مثل باقي الفنون وله مبدعيه، لا نستبعد الرواد الاوائل، الذين مارسوا فن التصوير في بنغازي وفتحوا أستوديو للتصوير الفوتوغرافي، وهم: الاخوة ( ديمتري وكليو وانثولا نيكيفوراكيس)، وهم من ابناء الاقلية اليونانية التي عاشت منذ زمن طويل في بنغازي، وكان أحدهم يعرف بـ (القوبو) لانه كان أحدب الظهر، ومحلهم كان يقع في التقاء شارع محمد موسى مع شارع الاستقلال في مدينة بنغازي. وكان هناك مصوراتي (رجب اعبيده ) في شارع عمر المختار، والذي اقام معرضا للصور في بنغازي عام 1946. وفي شارع سَيّدِي سَالم، كان يقع محل تصوير (مصوراتي) صاحبه فتحي العريبي، وكان العريبي أواخر السِتِّينيات وطوال سبعينِّيَات القَرن المُنصَرم، مِن أَنشط المُصَوِّرِين المُتابِعِين للنشاط الرِّياضي وقد زينت صُوَر عدسته العَدِيْد مِن التَّقَارير الرِّياضيّة التي نَشرتَها صَحَافِتنا الِلّيبيّة وقتئذ. ويُذكَر أَن العريبي كان قد أقام فِي محله معرضاً خاصَّاً لِصُوَر أللاعب أحمَد بن صويد نَجْم المُنتخب الِلّيبي وكَابتن نَادِي الأهْلِي بِبَنْغَازِي، وتوافد على معرضه زُوَّار كَثِيْرِون مِن مُحِبِّي كُرة القدم ومُشجِّعي نَادِي الأهْلِي العريق. وقد اشتغل مطلع شبابه مصوراً صحفياً بصحيفة الحقيقة في بنغازي (1964-1968) ومجلتي الإذاعة وليبيا الحديثة في مدينة طرابلس. ومن محلات التصوير التي عاصرتها في مدينة بنغازي، وترددت عليها من اجل التقاط الصور الشخصية وصور المناسبات الاجتماعية والدينية، وخاصة في عيد الفطر( العيد الصغير) من اجل التقاط صور تذكارية مع أخوتي، كان مصوراتي الفلاح في شارع الاستقلال، وهو من أشهر و أهم محلات التصوير في بنغازي. وكانت مناسبة عيد الفطر، تعتبر فرصة للذهاب لالتقاط صور تذكارية بملابس العيد الجديدة عند الفلاح، وبدونها لا يعتبر العيد عيدا.. وكان هناك مصوراتي محمد الفرطاس في شارع فيا تورينو، وتخصص في تصوير الصور الشخصية، وكان من اوائل المصوريين الرياضيين الذين عرفتهم ملاعب كرة القدم في بنغازي. وكان هناك مصوراتي الخرم في شارع العقيب، ، ومصوراتي الحرية في عمارة الصفا، في شارع تونس، خلف مدرسة الامير. وكان هناك محلات تصوير اخرى في مناطق متفرقة من بنغازي، مثل مصوراتي الجبل في منطقة البركة، ومصوراتي بيروت في منطقة الماجوري،.ومصوراتي وائل بشارع عمر المختار، بأدارة المرحوم الحاج عبد الله الشيباني،... وظهرت في السبعينات موضة الصور الفورية في مدخل محل بجانب مقهى تيكة مقابل بريد بنغازي،حيث كان يوجد كشك صغير، هو عبارة عن غرفة تتسع لشخص واحد بها كرسي وشاشة، وبعد اقفال الستارة يجلس المرء على الكرسي وينظر الى الشاشة، يخرج فلاش، ويتم التقاط الصورة، لتخرج اوتوماتيكيا في دقائق معدودة، وهو ماعرف بكاميرا بولارويد. مرجع/ كتاب ( حكاية مدينتي بنغازي)/ الدكتور ابراهيم المهدوي حِكَايَات زمن مضى وأمنيَّات مُسْتقبل آت/ شُكْري السنكي (الصّادِق شُكْري)
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طرائف الأدباء والفنانين..
-
سامحنا يا شهيد...
-
أدخلوها بسلام آمنين...
-
النوارس وعشق الحياة
-
الدنيا مسرح كبير
-
أحلام زلوط الليبي..
-
علي زيدان .. وحمار عزيز نيسين
-
التجربة اليونانية ... والأزمة الليبية
-
مكتبة بوقعيقيص( المكتبة الوطنية) أول أشعاع ثقافي في بنغازي
-
ليبيا والانتقال السلمي نحو الديمقراطية
-
لا لتهميش وتغييب دور المرأة الليبية..
-
أعداء الثورة.. أعداء الشعب
-
الحلاقة والحلاقون في بنغازي زمان
-
ميراث بورقيبة وميراث القذافي
-
ذهاب الشيرة وعمية البصيرة..
-
ليبيا صارت بلا جدران أو سقف... ليبيا عادت جماهيرية..
-
القتل في -برسس-.. والنوم في -ريكسوس-..
-
نجية التائب... صورة مشرفة للمرأة الليبية
-
السؤال الذي يبحث عن إجابة..
-
العودة للكانون في شتاء أثينا التقشف..
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|