|
الذاتية وتقنية القصة القصيرة في المجموعة القصصية -كل شيء محتمل هذا المساء-
أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 15:43
المحور:
الادب والفن
الذاتية وتقنيات القصة القصيرة " كل شيء محتمل في المساء" نموذجاً ************** دراسة مقدمة من د/ أماني فؤاد ******************* منذ شهور أعددت دراسة نقدية لرواية " سيرتها الأولى" للروائي " محمود عبد الوهاب" ثم شرعت أقرأ مجموعته القصصية " كل شيء محتمل في المساء" ، فوجدتني أمسك قلمي وأرسم إطاراً للوحة تشكيلية ، وأخرج من ذات الإطار لوحتين تشتركان إلى حد كبير في كل مفردات التكوين الجمالي والنفسي، وتختلفان بقدر ، قدر يسير وإزاحة طفيفة ، تجعلهما اثنين وليسا كياناً، تشيكلياً واحداً ، كما تساءلت هل يمكن أن يحتمل الإنسان كل هذه الوحدة وكل هذا الحزن المقيم بالنفس؟. "كل شيء محتمل في المساء " نص مذيل بوصفه مجموعة قصصية ، ولنا أن نتفق مع الكاتب إذا اعتمدنا على تداخل الأنواع الذي هو ملمح أساسي في سمات القص فيما بعد الحداثة ، أقول هذا لما رأيته في المجموعة من مزج بين السيرة الذاتية واليوميات التي يدونها فنان مرهف ، يسرد ويقص التفاصيل ، عين وصافة ، دقيقة الملاحظة ، حتى أنني أعدها رواية سيرة ذاتية مقطعة على هذا النحو ، وتحت تلك العنوانات . كما أن الملاحظة الأهم في اعتقادي ، أن الكاتب لم يغادر روايته الأولى في هذه المجموعة ، فهو مازال يحكي بداخل تجربته التي ملكت عليه كيانه ، ويصف لنا تداعياتها ، من خلال هذه المقطوعات السردية ، التي تحدثت عن هموم سن ما بعد الأربعين ، شخصية البوح في العملية واحدة ، ولا زالت قصة فقد الحبيبة هي بؤرة الاشتعال والتأثير في حياة هذه الذات ، وشعورها بهذه الحيادية واللاجدوى بعد الوصول إلى هذه المحطة العمرية. المجموعة القصصية تهتم بالداخل الفردي وتفاصيله ، ولا يعنيها في كثير النموذجي العام، وهي لا تسعى إلى نقاء مطلق لشكل القصة القصيرة ، وتنظيم شكل تراتبي ، وأحكام لتقنياتها ، بل يسيطر عليها النفس السردي والعالم الداخلي للراوي ؛ ولذا نجد في بعض قصصها تفريعات سردية لغير صالح تكثيف القصة القصيرة مثل قصة " اللون الأحمر" و"زيزينيا" وغيرها ولقد يكون النص على شكله هذا متوافقاً مع الحياة المعاصرة ، بما تتسم به من ملل ورتابة ، وحشد هائل للأشياء الفرعية الهامشية التي تأخذ مساحات تتزايد في الوجود اليومي ، بينما تنحصر قضايا وهموم اجتماعية وسياسية وثقافية متعددة ، بعد التشكك في كل ما يدور حولنا. المشاعر الإنسانية التي بالمجموعة على عمقها وصدقها ، وهذه اللقطات الإنسانية التي تتماشى مع يومياتنا لا يمكن أن تبقى شاغلاً أوحد يقنع به الإنسان. **سمات الذات الساردة في مجموعة " كل شيء محتمل في المساء" أستطيع أن أرسم ملامح الذات في المجموعة ، محددة لها مراحلها منذ الطفولة حتى سن الأربعين ، التكوين النفسي ، التاريخ العائلي الطبقة الاجتماعية ، التعليم ، الهوايات المتنوعة العلاقات المقيمة والعابرة علاقتها بالمكان والزمن. يتم ذلك من خلال جمع هذه المقتطفات من القصص مجتمعه ، ففي أول قصة وهي بعنوان "الآن وقد بلغت سن الأربعين " تتحدث أنا السارد لتقص عن طريق الحكي الاسترجاعي مرحلة الطفولة وتقارير حضانة " لوران" يقول :" يحب الموسيقى وصوته منخفض في الأناشيد . تقرير المنزل كان يقول : - صوته بالأناشيد بالمنزل عال جداً . في العالم الذي يليه ....صوته عالٍ في الحمام " (ص11). ويرسم الكاتب هذه الملامح النفسية والعائلية من خلال شذرات تمثل إشارات عابرة لكنها شديدة الإيحاء لمناطق من النفس التي تتسم بالتناقض وجودها بين العائلة وخارجها، والميول الفنية والهدوء النسبي. كما يحكي عن نشأته في طبقة متوسطة وقوة أبيه نتيجة خوفه من الموت وعدم استكماله تربية أولاده لزواجه في سن الثامنة والأربعين وخوفه هو السارد من الابتعاد عن الطريق وحاجته للقبول الاجتماعي (ص10). كما يصور مشاهد من الطفولة في علاقة حميمية بالأماكن ، ثم نوع الدراسة الجامعية والموهبة الموسيقية والغنائية ثم العمل والسفر إلى السعودية ، ثم الاقتراب من سن الأربعين والتحولات التي حدثت له بعد الاحباط العاطفي واحتياجه إلى الارتباط بالناس. يستكمل الكاتب سرده الذاتي ويومياته في قصة " المرأة" حين يتحدث عن خالته التي بدأت بالانسحاب التدريجي من الحياة منذ تخطيها سن الأربعين وهو إذ يتعامل مع شخوص قصصه يتعامل معهم من خلاله هو ، من خلال نظراته هو للآخرين ومقارنة حاله بحالهم . وفي هذا الصدد يقدم لقطات إنسانية شديدة العمق تتسم بالتحليل النفسي العميق ، يقول في وصفه حالة المرأة بعد موت أختها وزوجها " لكننى أرى عينيها تبتعدان ، ينسحب الوعي منهما إلى الداخل ، فتبدو النظرة والطيبة والابتسامة شاردات لا يستندن إلى قوة الوعي"(63)، وتأتي حيوية تحليلاته النفسية لأنه يمزجها دائماً بالمشهدية، فهو وصاف ذو عينين تشبه الكاميرا المتفحصة الدقيقة ، التي تسجل العالم المحيط بالأشخاص ، ونعود هنا لهاجسة الأساسى ، عالم الذات وأربعينه التي مرت يقول :" مازلت أسمع الأغاني ، أطرب، أبكي ، ولم أنسج بعد ثوباً فريداً مثل الذي نسجته منذ أكثر من ثلاثة عقود . هل تعلم مشقة إحساسي بالاغتراب ؟ بالتوجه ؟ بجزيرة الصمت التي توشك أطرافها أن تظهر من الأعماق ؟" (65)، تبدو هذه الذات متعاطفة مع الآخرين شديدة الإنسانية لكنها غير منخرطة تماماً في الآخرين فهي أكثر انشغالاً بهمها الخاص يقول :" هذا هو السبب الذي لأجله أترك الخالات يقمن عني بمهمة التواصل " (ص65). تكتمل ملامح هذه الذات في قصة " الطريق" فتبدو عادية وبسيطة غير ذات هدف أو معرفة لما تريده ، لاتريد أن تقرر بالرغم من أن أشياءها بسيطة فهي غير قادرة على المبادرة والفعل، كأنها تحيا ، لمجرد أن بها أنفاساً تتردد. زيارة بسيطة لطبيبة أسنان تستدعي كل هذه التحولات والأحزان بحياته ، فقد الحبيبة، شرب الخمور، ظهور الكرش ، زيادة الوزن ، حالة الضياع التام ، تنتهي القصة بفعل ما قرر رفضه في البداية. وفي قصة " الحارس" تبدو الذات بلا ذاكرة متماسكة ، بل تنداح بداخلها الشخوص وتختلط ويسلمها الفقد إلى فقد ، حتى الشخص الذي توسمت لديه الأمان تفقده ولا يبقى سوى الموت حقيقة تواجه الإنسان دائماً ، في قصة " عشاء متأخر" تبدو الذات منقادة ، تسيرها الحياة ، كيفما يحدث تتكيف لتتعايش فقط ، فبعد انقطاع التيار الكهربي يقول :" لم يكن هناك مناص من أن يستكمل العشاء بأي صورة حتى يستطيع أن ينام ، ألقى بخاطر انتقاء الأوراق جانباً ، فأكل الخسة كلها " (ص99)، لا ضير ، تستوي كل الأشياء. في قصة " نظرة" نلمح نظرة عميقة للحياة لوجودنا أفراداً وكأنها دوائر تسلم إحداها للأخرى، نتبادل نحن البشر المواقع باستمرار ، ما نصنعه مع غيرنا يصنعه غيرنا معنا، فالأيام دول كما يقولون ، لكننا في هذه القصة وفي المجموعة مكتملة نلمح ذات سمحة عذبة، تتمتع باللياقة، بالمحافظة على أصول الذوق العام . تتوافق هذه الذات مع ذوات ما بعد الحداثة في أشياء وتختلف في أشياء أخرى ، فهي برغم كونها حيادية ومنسحبة من الحياة العامة، ولا يعنيها سوى أمرها ، إلا أنها متماسكة متسقة مع نفسها، غير منقسمة إلى ذوات متعددة ، كما أن القص لايبدو فيه تجاوزا للتابوهات واجتراء عليها شأن فنون الحداثة وما بعدها فتجاوز التقاليد ، ليس هماً شاغلاً في رؤية القصاص . وزع الكاتب سيرته الحياتية لمراحل أو محطات متنوعة تحدث عنها مجملة في قصة " الآن وقد بلغت الأربعين " ، ثم عاد وأشار لمراحل منها في باقي قصصه. وتشكل قصة " زيزينيا" مرحلة من حياة شخصية القاص ،ومنها تبدو ملامح إنسان يرتبط بالمكان بالإسكندرية بشخوصه وجدرانه حتى رقم الفيلا (13) يرتبط بنباتاته والأشجار التي زرعها ، بأصدقاء دراسته ، بخالته وزوجها. كما تبدو ذات سمحة عذبة مهذبة ذات حنو على الآخر حتى وإن كان هذا الآخر نباتاً أو ذكرى يقول عن شجرة "البونسيانا":" كنت كثيراً ما أمسح بيدي عليها ، أو آخذ معها الصور بين الحين والآخر ، وكنت أشير لها مودعاً كل صباح وأنا ذاهب إلى الجامعة " (ص108) ، ونلمح هنا هذا الإدراك العميق للعلاقات التي تنشأ بين الموجودات في هذه الحياة. كما تشكل قصة " زيزينيا" مع قصة " اللون الأحمر" التحولات التي تحدث بحياة هذه الشخصية مع التقدم في العمر، فتحت نفس الرقم (13) اختفت الفيلا والذكريات والأشجار والدفء والأشخاص لتحل محلها عمارة جديدة مدخلها من الرخام الأبيض، ونلمح هنا أيضاً ما يشير إليه المؤلف من تقلص الحميمية في حياتنا برغم الأشكال البراقة للتحديث فتبدو باردة لا حياة بها. وفي قصة " اللون الأحمر" يرصد الكاتب للتغيرات التي تحدث في الأماكن التي شهدت الطفولة والشباب ، ويتساءل تساؤلاً ضمنياً هل التغيرات تحدث للأماكن أم تحدث لنا نحن؟ " فالجمعية " وهو المكان الذي بقى على حاله تغير في أعيننا، أو هي بالأحرى عيوننا التي تغيرت . وللقصاص طريقته في إعطاء إشارات موجزة لكنها موحية كأن يقول وهو يتذكر محل تصليح الأحذية وتحوله إلى محل موبيليا " ثم إن لون الموبيليا كان أصفر فاقعاً " (ص49)، أو قوله:" لم أشتر منه أبداً " حين يعلق على محل الحلويات الذي أقيم مقام محل الحلاق القديم ، من هذه التعليقات المختصرة نلمح توجهاته بخصوص هذه التحولات وقبوله أورفضه لها ، وهي مناطق مكثفة في القص، فهو لايتدخل ويفسر ملاحظاته ، فتبقى الانطباعات مفتوحة ، لكنه لا يسترسل خوفاً من إصابة السرد بالترهل. وتتكون المجموعة من ثمان عشرة قصة ، ثلاث عشرة منهم بضمير " أنا " السارد الروائي المتكلم عن ذاته ، وخمس قصص بضمير السارد المفارق وحتى هذه القصص الخمسة نعرف منها أن السارد المفارق هو ذاته الأنا الساردة حين أشتق من نفسه آخر، وتكلم عن لسانه ، ولقد فرضت طبيعة المجموعة بصفتها شبه سيرة ذاتية طبيعة طريقة السرد والضمائر على هذا النحو. وأتاح ضمير أنا السارد نوعاً من العلاقة الحميمة في قص هذه المجموعة فالقارئ لن يجد مسافات تفصله عن ذات هذه المجموعة ، بل إنه في بعض الأوقات سيشعر بتوحده معه في مواقف إنسانية عميقة. - وتتنوع النماذج التي يرصدها القصاص للبشر، فنجد عوالم متغايرة في الملامح والإيماءات والطبائع ، لكنها جميعاً تنويعات أفقية ، فذات الكاتب هي الهاجس الملح ذاته وماتراه هي من الشخوص، لذا فلا نجد شخصية رأسية بعيدة عن الذات الساردة ، تعمق المؤلف في كيانها الخاص ، بل ما سوف نلمسه اللقطة أو الوصف من خلال عينيه هو وبما يتقاطع مع ذكرياته وما يفتقده من تواصل حميم ، مثل ما صنعه في قصة " بيت القصيد" حين وصف الأشخاص الموجودين بالبار. " كانت تتحدث إلى صديقها وترفع من صوتها فالضوضاء عالية في المكان ، أحياناً تضع فمها في أذنه لكي يسمع ، فكرت أي انتشاء يحس به ورذاذ فمها يرطب أذنه ، جربت هذا الشعور في نفس المكان وعلى نفس الكرسي؛ حيث كانت تجلس حبيبتي" (ص75،74). في قصة " المجنون" ربما يكون الرجل ذو العينين الجاحظتين الذي هوى بعصاه الغليظة على سيارة الضابط هو النموذج للشخصية المكتوبة الخارجة عن انطباعات القصاص أوما يتقاطع معه؛ لأنها تمثل مشهد رآه الكاتب ولم يتماس مع شيء بداخله ، ولذا ففي هذه القصة إشارة خاطفة لأوضاع المجتمع حين يدمج المجنون بين ضابط الشرطة والحكومة ، فحين يريد المجنون أن يسب ضابط الشرطة يقول " ينعل دين أم الحكومة" (ص43). - في طريقة رسم القصاص للشخوص الثانوية تأتي التقاطات ذكية تترك انطباعات لدى القارئ عن هذه النماذج التي يتحدث عنها وتشي بواقعيتها يتحدث عن محل الجزماتي يقول:" صاحب المحل لا يحييك إذا ما دخلت ، وإنما ينظر على الفور إلى الكيس الذي في يدك ، تخرج منه الحذاء الذي تريد إصلاحه وتعطيه إياه ، فيحدد معك السعر فوراً ويذكرك متى تستطيع أن تأتي لتأخذه ، ثم يعود إلى عمله في أسرع وقت حتى يساورك الشك – وأنت واقف أمامه – في أنك تعاملت معه في الأساس" (ص48). ** الطبيعة السردية للمجموعة وانتقاء التقنية. هناك بعض التقنيات الفنية التي يستخدمها الروائي والتي تضفي حيوية في تعليقاته على الأشياء لما سبق أن ذكرت من أن المجموعة القصصية سيرة ذاتية ويوميات وانطباعات خاصة بالسارد . فهو إذ يمثل كاميرا راصدة معلقة على الأحداث والأشخاص وأجواء الأماكن يعمد إلى بث حياة في القص المنبعث من داخله إلى وصف حركات أدائية تقطع هذه الملاحظات الداخلية وانطباعاته الخاصة؛ لذا تبدو المشاهد وكأنها منقسمة إلى جزء داخلي يعبر عنه منولوج وجزء خارجي حركي يعبر عنه ديالوج مثل قوله بعد حديثه مع نفسه عن السيدة التي تستمع للرجلين معاً:" التفت إلىَّ الرجل يبحث عن ولاعة ، مددت يدي لأعطيه ولاعتي ، كان البارمان أسرع مني وأشعلها له فأشعلت لنفسي واحدة" (ص75)، قد يقال أن تلك تزايدات لا يحتملها القصص القصير ، لكنه لطبيعة هذه المجموعة يراوح الكاتب دائماً بين ملاحظاته وبعض المشاهد الحركية التي تضفي حيوية على السرد المعتمد على الملاحظات الخاصة الداخلية ، كما أن قصه يشبه الكاميرا السريعة الحركة ، التي تكسر رتابة الأحداث وعاديتها فيقول في قصة " امرأة من بار" :" تلتقي عيونهما وهي تمر بين المناظر فيبتسمان، تأتي إليه فتسحب سيجارة من علبته فيشعلها لها، تعطيه إياها ثم تمضي ضاحكة بعد أن تقول له :" خذلك نفسين لحد ما أرجعلك.." (ص94). - يستخدم الروائي أيضاً تقنية الحلم في قصة " الندوة " ، وفيه يصنع عالماً موازياً لما افتقده من حياة قريبة من حبيبته السابقة ، فيرى نفسه في شقتها التي تغيرت ملامحها ، في ندوة لا يريد أن يحضرها ، لكنه شغوف إلى مجرد القرب منها. وهو في هذه القصة يكسر حاجز الايهام بالقص والايهام بالحلم ذاته في قوله :" وجدتها تضع السماعة وتقوم متجهة نحو الباب ففرض علىّ الحل فرضاً ، ولم يبق لي إلا الاستيقاظ ملاذاً كريهاً " (ص115،114). وأتذكر أنه عند قراءتي قصة الندوة وقبل معرفتي بأنه حلم ارتفعت أنفاسي وأصابني الترقب كأنه يلتقي بها؟! يلتقي بتلك المرأة ، حبيبته التي كانت بطلة روايته الأولى " سيرتها الأولى" ، فمن اليسر أن يدرك القارئ التلاقي والتوحد في العملين. وتتنوع تقنيات القصاص أيضاً في قصة " سبتمبر" فهو إذ يكتب خطاباً لصديقه مصطفى يبثه فيه ذكرياتهما معاً وأزماتهما وموت الأعزاء لديهم ويستبصر فيه الطبيعة النفسية المرهفة لصديقه بعد موت أبيه وأمه، ويبثه أيضاً أحزانه وشعوره بالوحدة القاتلة والفراغ العدمي ويصف له إكثاره من الشراب وحاله قبل الشراب وفي أثنائه وبعده ، ثم عدم قدرته على التواصل مع صديقته القديمة التي أحبته ولم يستطع هو أن يعطيها شيئاً،المفارقة تأتي في آخر القصة عند اكتشافنا أنه يبث شكواه لصديقه الذي مات ، غاب منذ سبتمبر، فهو لايجد أحداً من الأحياء يبثه حتى شكواه ولقد ذكرتني تلك القصة بغربة التوحيدي الغربة المقيمة بالنفس التي لا تبرحها برغم العيش مع الآخرين ،كما أن تلك التقنية تترك بنفس المتلقي حزناً مقيماً لما تصوره من حال هذه الذات الوحيدة الغريبة في هذا العالم ولحالة الفقد المتكرر الذي يكابده مع المقربين إليه. - من التقنيات التي يستخدمها القصاص وتضيف أبعاداً واقعية ونابضة إلى سرده ، استعانته بأسماء الأعلام المصرية في أثناء قصه عن طفولته في بعض الأماكن الحقيقية بالإسكندرية " كازينو بترو" ورقصه وغنائه أمام " توفيق الحكيم" (ص12)، وهو في معرض حديثه عن دراسته الجامعية يذكر أسماء أساتذته فتوحي تلك التقنيات بحرارة الواقع وتحققه ، وفي المقتبس الذي غناه وتوافق مع معاناته التي تشله :" أمانة عليك ياليل طول/ وهات العمر من الأول " (ص16). وتنبني قصة " معرفة قديمة" على مقطع من أغنية لعبد الحليم " روحت أنا روحت " وهو من خلال سماع هذه الأغنية يصنع غزلاً لعلاقة شفافة رائقة من خلال إيماءة صورت تلاقي إنسانياً حميماً ، غير مباشر لكنه يغادره هو الطرف الأخر والسعادة الغامرة تغمرهما قبل التوهان في خضم السيارات . من التقنيات التي يستخدمها القصاص أيضاً المفارقة وتتراوح المفارقة لديه ، فتبدو أحياناً مباشرة وخفيفة الظل كما في قصة " مِرْسِى" كأن يتوهم السارد أو يرى شبه ابتسامة على وجه الفتاة تقول :" عارفة" "مرسي" (ص69)، رداً على نظراته وإعجابه بمؤخرتها . أو تبدو المفارقة في قصص أخرى ضمنية غير لاذعة ولا تدعو للدهشة وتحتاج لنظرات عميقة مثل قصة " اللون الأحمر" ورصده للتحولات أو قصة " امرأة من بار" .أوتبدو شديدة السوداوية كما في قصة "سبتمبر" حين نكتشف أن صديقه مصطفى المرسل له الخطاب قد غادر الحياة . أو تبدو شديدة العمق والاتساع مثل المفارقة في قصة " نظرة". ويتعامل القصاص مع المشاهد بطريقة خاصة ، فيعدها مداخل لخلق حالة من السردية ، فالمشهد مفتتح للحكي يدخل منه لعوالم تحقق بوحه وسرده الخاص بسيرته ويومياته ولايتمتع المشهد في معظم هذه المجموعة بأنه مشهد يمكن الانتهاء منه بمفارقة أو غيرها من الوسائل الفنية كما اعتدنا في تقنيات القصص القصيرة بل هو وسيلة لاستدعاءات متعددة ، ويعد هو المثير الافتتاحي فقط كما في قصة " الطريق" فالكاتب يستهل القصة بقوله:" نظرت الدكتورة إلى الأشعة ثم قالت :- المنظر لا يسر ، عندك ثلاثة ضروس تحتاج إلى حشو" (ص32)، ثم يستكمل المشهد إلى أن يغادر إلى الطريق وفي الطريق تبدأ رحلة تقييم لما آلت إليه حاله بعد الأربعين ووصوله إلى حالة أنه لا يعرف أين يذهب وتردده وعدم حسمه لأي شيء في حياته حتى وإن بدا تافهاً . وتنتهي القصة بمفارقة باهتة حين يقرر الذهاب إلى البار الذي رفض الذهاب إليه عند خروجه إلى الطريق ، كما تبدو الحياة باهتة. ** المكان والزمن في كل شيء محتمل في المساء** تعد الأماكن شريكاً أساسياً في تشكل القص في مجموعة " كل شيء محتمل في المساء" فهي ليست ظلالاً باهتة بل هي مشاركة ومتضمنة وحاضنة لمشاعر ذات السارد ، ولقد أفرد الكاتب لها قصة بعنوان " الأماكن" يقول فيها في رسالة لحبيبته :" ومهما عبرت بنا سنوات العمر فوق أماكننا التي ارتدناها فإن روحينا لن تبرح الأماكن " (ص81)، تشكل الأماكن في المجموعة لحظات الحميمية والذكريات الجميلة، كما في زيزينيا واللون الأحمر والندوة وفيها تختلط المشاعر بالجدران والنبات والمحلات والشوارع وشقة الحبيبة التي فقدها ، كما تشكل الهروب والذهاب إلى اللاتواصل كما في قصة " الأفق التركوازي " حين ينعدم التواصل بين شخصين ويصبح الحوار كأنه بين جزر منعزلة ؛ ولذا تتجه الأعين للأفق التركوازي يقول :" وبينما جسدي يتهيأ للحركة نظرت إليه نظرة السلام. فلاحظت أن عينيه كانتا قد تحركتا بالفعل في اتجاه الأفق التركوازي " (ص88)، كما تحتل البارات اهتماماً خاصاً من السارد ، فيبرع في وصف مفرداتها و مرتاديها وطبيعة العلاقات التي يمكن أن تنشأ بها وطبيعة الحركة والتواصل بها كما في قصة " بيت القصيد" و" امرأة من بار" وقد يفسر هذا برغبته في أن ينسى أين تأخذه الأشياء وحالة السكر. حين يغادر الحبيبان قصة الحب يغادر السارد أماكنه يقول في " الآن وقد بلغت الأربعين" :" بدلت الأماكن التي كنت أجلس بها في وسط البلد حتى اهتديت إلى مكاني الذي تعرفت فيه على أدباء وناشرين وصحافيين وفنانين تشكيليين " (ص15). أخفق في قصة حبه وبدل أماكنه ، لكنه في احتياج لمكان آخر يضمه مع آخرين ، مكان يستوعبه ويستوعب احتياجه للتواصل الاجتماعي فيبدو المكان هنا مكملاً اساسياً من مكملات الشخصية الساردة . نلاحظ ايضاً أن معظم الأماكن التي تحدث عنها القصاص أماكن مغلقة: الشقة ، البار، فيلا زيزينيا ، ومنها يقيم عوالمه الخاصة وتتيح له هذه المساحة بعض الأمان ، حين يشعر بالضياع والتحولات تمثل الأماكن في الشارع والطريق والأفق. أما عن الزمن فيشكل وقع الزمن وإيقاعه عنصراً مهماً في بناء هذه المجموعة فاسم المجموعة ذاته وهو اسم أحد القصص " كل شيء محتمل في المساء" يحمل مدلولاً زمنياً يتضمن أكثر من تأويل قد يكون مساء العمر أو قد يكون مساء اليوم الذي كان مسار التوجس في القصة، وأتصور أن القصاص حين أطلقه على المجموعة كلها كان يقصد مساء الأشياء والعمر والنهايات بصورة عامة .كما أن المجموعة كلها يسيطر عليها هم أساسي وهو الحياة بعد سن الأربعين والتحولات التي طرأت على الشخصية مجال البوح في القصص مجتمعة، ويبقى الزمن هاجساً يؤرق الإنسان في هذه المجموعة يقول الكاتب :" أفكر كثيراً كما يفعل آخرون، في أنه لوعاد الزمن لتغير المسار، لكني أعلم أن هذه مجرد لو " (ص17). يتحدث القصاص عن الزمن في علاقته بالبشر والأماكن والعلاقات ، في علاقته بالحياة والموت ففي إحدى القصص وهي بعنوان " سبتمبر" يكتب غياب أقرب أصدقائه أو موته بصورة مبدعة وتعد هذه القصة من أجمل قصص المجموعة ، فهي تترك إحساساً عميقاً ومقيماً بالحزن من الوحدة والفقد . وبالرغم من حضور الزمن بصورة راسخة في أصداء المجموعة كلها ، إلا أن الإيقاع الزمني في المجموعة يعد إيقاعاً عادياً إن لم يكن يميل إلى البطء وبث الضجر ، لاتصاله بهم داخلي نادراً ما يشتبك مع الخارج . ولذا يحاول القصاص تعويض ذلك بالأداء الحركي السريع ووصفه و المشاهد المتعددة ، والحوار ، وعدد الأساليب الأخرى. ** اللغة في مجموعة " كل شيء محتمل في المساء ** تبدو اللغة سردية فصحى محكمة البناء في المجموعة القصصية لطبيعتها التي تتشكل وفق سيرة وانطباعات ذاتية للعالم حول القصاص ، ويتعامل الكاتب مع اللغة باقتدار ودون اعتراك، بل بسلاسة ونعومة فائقة، فهي أداة طيعة يقبض عليها في يديه، خاصة وأن مهمته تبدو شديدة الحساسية ، فهو يعرض للداخل الإنساني المتمثل في ذاته، وهو إذ يعرض للآخرين فمن خلال رؤيته الخاصة ؛ لذا تطلب الأمر لغة عذبة تتوافق مع الذات القاصة في المجموعة، وتقترب التقريرية التي لا يضفرها المجاز إلا قليلاً وفي الحالات التي يمكن أن تشبه اللغة الحقيقية فالمبدع غير مغرق في الخيال أو التراكيب المصنوعة كقوله في قصة"بيت القصيد":" رفعت كأسي بجرعة كبيرة ، طويلة، كأنها فاصل ،وسحبت نفساً طويلاً من سيجارتي ، أخرجته دخاناً أبيض كثيفاً ، ومضيت أعدو نحو بقعة جديدة من الأفكار ، مكان خال صاف بعد " (ص77) وتبدو تشبيهاته واضحة كقوله حين يصف خوفه :" هو خوف مقيد ، هو كالظلام على جانبي الطريق " (ص10)، ولطبيعة البناء اللغوي للمجموعة الأقرب إلى السرد هناك بعض المناطق القصصية التي يقوم الحوار فيها بدور رئيسي ففي قصة " امرأة من بار" هناك حوار يبدو عادياً وفاقداً للحرارة إن لم أصفه بالابتذال لتكراره وبشكله الروائي هكذا ليوحي بطبيعة هذه العلاقة التي كانت تشده لهذه المرأة وهامشيتها في حياته ، وتنبيٍ قصة الأفق التركوازي كلها على الحوار الدائر بين طرفين لا اتصال بينهما ولذا يأتي حواراً مملاً رتيباً يوحي بمدى الانقطاع والغربة التي أصبحت بين الأفراد . - تتسم العبارات في المجموعة باكتنازها بالإيحاءات الضمنية المعبرة فعبارة واحدة في القصة قادرة على صنع المفارقة ويحتاج المتلقي من فرط سلاسة القص ولغته أن يعود ليقرأ السطور ثانية ليدرك ما وجه المفارقة في الأمر ففي قصة " امرأة من بار" يقول بعد أن انتوى الغناء :" نظر حوله ليقدر حجم الجمهور قبل أن يغني . كانت قد غادرت . نظر إلى كأسه الذي كانت به رشفة واحدة. ابتلها وقد أحس فجأة بانطفاء غريب في روحه بلا أي سبب ، بلا أي سبب . هرب من المكان دون أن يلاحظ أحد ." (ص96). يستخدم الكاتب تكرار عبارة مثل "وليس ذا هو بيت القصيد" في قصة بيت القصيد لينقل لمتلقيه من خلال السرد الذي ينتهي بهذه العبارة المتكررة لأربع مرات ،إنه يصف إحدى جلساته التي يشعر فيها بالاغتراب وهو وسط الناس ، وأن الحياة تشير هكذا دون إحساس بجدواها أو شعورنا بمذاق لها بعد أن فقد حبيبته التي كانت تهبه معنى وهدفاً في الحياة، التكرار موظف فيما أرى ليوحي بطبقات الوحدة التي تنضغط فوقه واحدة تلو الأخرى فتكثف من إحساسه بالغربة. تبدو اللغة أحياناً مكثفة وتلخص أجزاءً من الحكي وتضبط هذا الوازع السردي الذي يتملك القصاص مثل قوله تعليقاً على التغيرات التي انتابت خالته بعد الأربعين :" معاش مبكر بعد الخمسين واستزادة من كل ما سبق " هذه العبارة تضغط بها عدد كبير من السنوات وتقاوم الترهلات التي يمكن أن تحدث لو أسهب في السرد. ويدمج القصاص بين السرد الذاتي والوصف في قصة "بيت القصيد" ولذا تأتي أوصافه للأماكن والشخوص والأحداث وكأنها دوائر وهو في مركزها ، حيث لا شيء يبتعد في هذا القصص عن مركز جذب السرد وهي الذات الساردة يقول :" وأنا جالس إلى البار الصغير، أما في علبة سجائري البيضاء وكأسي الأصفر ، فمحاصر بين عمال المحل من ناحية ، يحتكون بي عند دخولهم والخروج ، وأناس إلى يساري ، رجلان وامرأة." (ص73). للسارد نفسه في القص تعامل انتفائي للغة ويبدو معها كأنه يحاورها في سرده يقول : "وشعرت بالضيق ، فأنا :أولاً لا أعرف على وجه التحديد ما هو العتاقي ، ثانياً :هي عبارة قديمة مستهلكة ، ثالثاً :تبدو لي سخيفة جداً ." (ص87). ونحن بصدد هذه المجموعة القصصية قد يبرز تساؤل جوهري عن مدى صمود كتابة التجربة الحياتية الذاتية للتجدد والتنوع والاستمرار خاصة ونحن أمام عملين للروائي لم يخرجا عن كتابة تجربته وذاته. لقد كان الالتحام مع الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في المجموعة بعيداً عن اهتماماته الخاصة وانحسرت تجربته في المحيط الضيق له ولعائلته القريبة منه للغاية ، أوله ولحبيبته في الرواية الأولى . وفرضت الطبيعة السردية للمجموعة بعض الخروج عن ما اعتدناه في تقنيات القص للقصص القصيرة فوجدنا بعض الفقرات التي تمتلث في الآراء الخاصة للسارد لتفسير أحكام الحياة القدرية أوحكي الحياة القدرية أو حكي التاريخ العائلي له مثل قوله :" المشكلة من وجهة نظر شخصية أن هذه المحطات لا تبدو في الغالب واضحة عندما ننظر إليها في باكر العمر.." (ص9). لكن هذه النظرات لم تنمَّ لتعبر عن تناول عميق للإنسان أو للأفكار وتنوع الثقافات ، بل كانت في مجملها تعبيراً عن معاناة يومية بسيطة لإنسان عادي ، حزين ، ومهمش، إنسان متوجس لا يحمل هماً فكريا يشغله كرة القدم والأصدقاء ، إحتمالات يمكن أن تحدث في المساء ، كلها عادية لا لحظات توهج بها ، إنسان يعيش لحظة تليها لحظة لتمر الساعات مجرد مرور ونلمح ذلك في قصة " كل شيء محتمل في المساء "، نفس ذات الملمح عدم الاكتراث بشيء أو بشخص نراه في قصة امرأة من نار ": يقول:" لم يكن لديه الجهد الكافي لذلك ، فتركها تفهم ماتريد " (ص93). لا أحد خارج نفسه، فهو قد فقد الاهتمام بكل ما يحيط به ويعد هذا ملمحاً من ملامح إنسان ما بعد الحداثة. ولقد فرض القص الداخلي الهادئ المتزن افتقاد المجموعة نقاط التوتر المضيئة والمتوهجة ، والرؤى المعتركة بالحياة في مناحيها المختلفة . لكن يظل التساؤل هل يسمح مجتمعنا وقضايانا بهذا الابتعاد، وهل تصمد التجربة الحياتية الذاتية للعيش والاستمرار دون أن تنطفىء. هل يسمح واقعنا بكل هذا الانكفاء على الذات ؟ ويبقى أن أقول إن هذه التجربة الفنية في حد ذاتها أدب رفيع شديد الإنسانية والرقي، يترك للمتلقي عالماً شفافاً متسامياً، متعاطفاً مع البشر، لكنه عالم حزين وحيادي.
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوسف القعيد ..مثقف الشعب وحكائه
-
ماركيز.. لتنبعث طاقتك في عوالم أخرى
-
جماليات الفوضي في الرواية المعاصرة..-نبيذ أحمر- نموذجا
-
سرد الومضة في رواية -وصمة الفصام- للروائي حسين عبد الجواد
-
تشظي الحبكة الروائية في -سيرتها الأولى- للروائي محمود عبد ال
...
-
قراءة معاصرة لرواية -الحرب في بر مصر- للروائي -يوسف القعيد-
-
كقطة مدللة .. - قصة قصيرة -
-
حضور الكتاب .. غياب القارئ
-
الأمل .. كيان امرأة - رؤية نقدية لرواية -زينة- لنوال السعداو
...
-
لست بعورة ..
-
السرد النفسي الشاعري في -امرأة ما- رواية لهالة البدري
-
تداخلات السرد وفوضي العلاقات في رواية -هكذا يعبثون -
-
إله حداثي يقوض الغيبي ..ويعلي العقل في - كتاب النحات -
-
بحجم اللحظة .. بل أكثر .. - قصة قصيرة -
-
الإنسان ..ونخبوية الفن
-
أحلام - فرح - .. -قصة قصيرة-
-
غطرسة البُندقية .. ورحابة المسرحية
-
- هذا أنتَ .. - قصيدة نثر
-
المقيم والعابر ..في حياة المرأة والرجل
-
النَزَعات الانتقامية .. والعدالة الناجزة
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|