أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد فاضل نعمة - ظاهرة النواب العبيد














المزيد.....

ظاهرة النواب العبيد


محمد فاضل نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 07:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدأ قبل ساعات قليلة، اوائل المصوتين في الانتخابات التشريعية العراقية في الخارج بالادلاء باصواتهم، وهي بداية لعملية انتخابية ربما تطول لاشهر قادمة لافراز الدورة التشريعية الثالثة، التي ستفرز بدورها شكل الحكومة العراقية الثالثة بشخوصها وتحالفاتها وصراعاتها المستقبلية. وربما الشهر الاخير كان ثقيلا على العراقيين ، من خلال الحملات العشوائية للمرشحين التي اصابت الناس بالتلوث البصري، ووعودهم التي افرزت التلوث السمعي، واتهاماتهم لبعظهم التي عبرت عن تلوث اخلاقي، بل وحتى عنفهم الذي عبر عن تلوث امني... في حين انشغل الناخبون بلعبة الثنائيات..فاسد/ شريف، وطني/ عميل، منافق/ صادق، شيعي ، سني، كردي، مسيحي، ايراني، سعودي ، امريكي...الخ.... كل مرشح يحاول دغدغة المشاعر الطائفية او القومية ويحاول اداء رقصة السلطة على آلام ودماء الابرياء وفقرهم وجهلهم ويأسهم...والناخب في حيرة يلتفت يمينا وشمالا عسى ان يلتقط خيط يقين ياتيه من رجل دين او شيخ قبلي اوتحركه مشاعر حقد وانتقام دفين تجاه الآخر....
المشكلة الكبيرة التي تواجه الناخب العراقي هي ، من ينتخب؟ وخصوصا بعد ان افرز النظام الانتخابي العراقي في دورته الاولى عام 2005 ما يعرف بظاهرة ( النواب العبيد) ، هذه الظاهرة التي قل نظيرها على مستوى العالم، عندما تتلاشى شخصية النائب بعد فوزه بمقعد في البرلمان لصالح كتلته او حزبه بشكل عام ، وتختزل في رئيس الكتلة او الحزب بشكل خاص، ليصبح النائب بعد حصوله على اصوات ناخبيه عبارة عن رقم لاقيمة له سوى لاغراض اكمال النصاب او الاخلال به، او لترجيح بعض القضايا التي تهم القائمة او الكتلة او الحزب الذي ينتمي له او الذي يمنحه الغطاء والحماية، اما قضايا الوطن والمواطن فانها تذوب في اطار المساومات التي يبرمها زعماء الكتل الرئيسة في البرلمان والتي يصوت عليها النواب بالرفض او القبول من خلال الريموت كونترول الذي يحمله زعيم القائمة وكانهم روبوتات قادرة على الحركة دون عقل او مشاعر تميزهم.
ربما البعض يعتبر ان ظاهرة ( النواب العبيد) حالة طبيعة ونتاج لعملية سياسية عرجاء فرضتها قوى خارجية اعتمدت على المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية واحيانا المناطقية وربما كان هذا التبرير يحمل شى من الصحة، الا ان الوزر الاكبر في تعطيل دور السلطة التشريعية وضعفها وتقزيم دور النواب المنتخبين الذين يمثلون بمجملهم سلطة الشعب الذي انتخبهم تقع بالدرجة الاساس على عاتق النائب الذي تنازل عن ذاته لصالح رئيس كتلته والغى دوره الاخلاقي تجاه ناخبيه بارادة منه، وكذلك الوزر يقع على الناخب الذي اطلع وعايش ظاهرة ( النواب العبيد) في الدورات السابقة ويرضى على نفسة اعادة التصويت لهؤلاء العبيد مرة اخرى، وبعد انتخابهم يعود للتذمر من عدم جدواهم. لذا من المهم تدارك الناخبين لخطورة هذه الظاهرة ومعالجتها من خلال حسن تصويتهم واختيار النواب الذين يمتلكون كامل حواسهم الانسانية، ويكونوا قادرين على السمع والنظر والاحساس بمشاكل الناس ولديهم القدرة العقلية والاستقلالية الفكرية لمعالجتها.
ان ما يقدم عليه العراقيون بتوجههم الى صناديق الاقتراع في ظل مخاطر امنية كبيرة تهدد حياتهم، لاتعبر عن علامة توضع على ورقة الانتخاب بل هي تقرير مصير شعب ومستقبل دولة، وهذا الناخب الذي يجازف بحياته للوصول الى مراكز الاقتراع لابد انه يدرك ان العبيد لايصنعون التاريخ ولا يغيرونه، من يصنع التاريخ ويغير ملامحه هم الاحرار في بيئة حرة.



#محمد_فاضل_نعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى الليبرالية... هواجس مدنية الدولة في مصر
- العلمانية والليبرالية العربية .. تاصيل المفهوم
- السلفيين في مواجهة مدنية الدولة المصرية
- برنامج الاخوان السياسي من المعارضة الى السلطة
- الدولة المدنية ومازق الاسلام السياسي في مصر
- الربيع العربي ودعوات احياء الدولة الدينية
- الذكرى المئوية لاذلال مواطن عراقي
- خارطة القوى السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير
- الدولة المدنية بين التأصيل النظري والتغيير العربي
- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بين المسؤولية الادارية وا ...
- مئة يوم من التقييم
- الوجه الآخر للمحاصصة السياسية
- الدبلوماسية الثقافية ودورها في تعزيز قرار السياسة الخارجية
- مفهوم الأمن الوطني وهاجس الدولة البوليسية
- ستراتيجية الاجتثاث والتفتيت الامريكية في العراق
- جريمة التهجير والعجز الحكومي


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد فاضل نعمة - ظاهرة النواب العبيد