منار مهدي
كاتب فلسطيني
(Manar Mahdy)
الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 21:29
المحور:
القضية الفلسطينية
هذه هي المحاولة السادسة للمصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح, والطريق لا زالت طويلة أمام اتفاق المصالحة, فمن الصعب التكهن الآن حولها, فهناك أكثر من احتمال للنجاح أو للفشل, وخاصة أن حركة حماس لا تعترف بإسرائيل, ولن تفعل ذلك رغم إمكانية انضمام حماس لمنظمة التحرير وفقًا لاتفاق المصالحة, وأيضًا الموقف من التنسيق الأمني ومن التنازل عن سيطرتها عن قطاع غزة وعن سلاح كتائب عز الدين القسام في المستقبل.
كلها أسباب أظن أنها سوف تمنع التقدم في تجاه تطبيق بنود المصالحة, لذلك ستبقى المصالحة في مثابة الختبار الحقيقي للنوايا أمام إنجازها على الأرض رغم كل التعقدات, مطلوب إرادة جدية ووطنية صلبة للتقدم بها برغم العوائق والمصاعب التي تعترض سبيل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بعد سبع سنوات من الانقسام.
وفي أغلب الظن أن الرئيس "محمود عباس" سيحظى بدعم سياسي من حركة حماس لمسلسل الشرعية الوطنية المفقودة لديه, مقابل تسهيلات لوجستية على المعابر وتمويل رواتب موظفي حماس التي تأخرت للشهر السادس على التوالي بسبب أزمة السيولة المالية التي تعاني منها حماس جراء الحملة المصرية على تجارة الأنفاق, فالمصالح المشتركة والتقاسم الوظيفي لغة اتفاق الشاطئ للمصالحة بين الرئيس عباس وحماس.
والأرجح أن للدولة المصرية دور كبير في إعادة تحريك ملف المصالحة من جديد, وسيما أن هناك رغبة مصرية حقيقية في دعم الحفاظ على الهدوء الأمني والسياسي مع قطاع غزة, خاصة بعد استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة سيناء المصرية, وأيضًا لاعتبارأن قطاع غزة امتداد طبيعي للأمن القومي المصري من جهه, ومن جهه أخرى ترغب مصر في إبعاد حماس عن التفرد بالحكم في غزة, والمستفيد الآخر حركة حماس التي سوف تحصل على الأموال بعد رفع مظاهر الخجل عن الرئيس عباس الذي يعاني منه أمام الشعب الفلسطيني بسبب الخيبات الوطنية المتتالية له, مُقِراً في اجتماع المجلس المركزي بتلك الخيبات الوطنية والسياسية, ومُقِراً بحلقات الفشل التي سطَّرت كل تاريخه التفاوضي الذي لم يمتنع عن التغني به حتى هذه اللحظة.
لذلك اعتقد أن التحديات الأساسية التي تواجه اتفاق المصالحة ستبقى في غيبوبة عن الزمن وعن الإحساس بالحركة أمام حاجة الأطراف الثلاثة لاستقرار المصالحة, والمدعومة بإرادة الشارع الفلسطيني ومن جميع الدول العربية, ومن القيادي "محمد دحلان" الذي أكد على الترحيب والاستعداد الكامل لدعم المصالحة الوطنية الفلسطينية بصرف النظر عن إرهاصات الخلافات السياسية الفلسطينية.
بقلم: أ. منار مهدي
#منار_مهدي (هاشتاغ)
Manar_Mahdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟