|
مذكرات بارميطة 23
لوتس رحيل
الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 20:26
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كيف الحال زهرتي؟ رفعت عيني لاجده امامي...يا للمفاجأة... مراد..اهدا انت يا صديقي؟؟؟؟؟؟؟؟ رباه لقد تغير كثيرا...مادا جرى يا صديقي؟ماهدا؟؟؟؟؟لم انت نحيل هكدا؟؟ عينان غائرتان...وجه شاحب باهت اللون..لا اثر للدماء في وجهه...ولم اتمالك نفسي وانا ارتمي في حضنه اعانقه بكل قوة.... اه يا صديقي...اشتقت اليك كثيرا..طالت غيبتك يا اعز الناس.... وعانقني بحنان وهو يحاول ان يخفي دموعه: انا هنا زهرة..لقد عدت..اجل عدت من اجلك فقط...اريد ان اراك..ان التقي بك ربما لاخر مرة... ووضعت يدي على فمه قبل ان يكمل: ارجوك يا مراد...ارجوك لا داعي لهدا الكلام صديقي...يا لها من مفاجأة رائعة يا صديقي..... ودموعي تتساقط كالمطر..لم اعد اقوى على التجلد...وانا امعن فيه النظر...نحيل جدا....يبدو عليه العياء...لكنه حاول ان يطمئنني: زهرة كل شيء بخير يا زهرة..لا تفسدي صفو هده اللحظات...لقد اتيت لزيارة العائلة ..ولرؤيتك زهرة.... وتركت مابيدي وغادرت المستنقع برفقته....وقد اصر ان ندهب الى مكان لقائنا الاول..اجل الحديقة...وفدوى تلاحقني بنظراتها فهي تشفق علي وتشجعني على الدهاب معه وانها ستقوم بعملي دون ان يلاحظ المدير غيابي..كما تمنت لي التوفيق فهي تدرك تماما اني محبطة وقلقة جدا بشان مراد وغيابه الطويل كما تطلب مني ان اشرح له الامر بكل لباقة واحاول اختبار مشاعري نحوه...فهو يحبني فعلا ...وعلي ان اخد قرارا عاجلا..لا اريد ان ينهار مراد بسببي ...اشعر بالدنب كلما خيل الي انه يعاني بسببي..فهو مريض وايامه معدودة..مادا افعل يا الهي...وفؤاد حبيبي الدي عاهدته امام الله ان اكون له ..والدي غاب اكثر من ثلاث سنوات ..رباه..اكاد اجن...ما دا افعل يا ترى؟؟؟؟؟؟؟؟ الجو جميل والحديقة بها اناس عديدون فالموسم صيف ورغم تاخر الوقت الناس هنا يسمرون ويسهرون حتى الفجر فهده المدينة عملاقة سكانها لا تغمض لهم جفون....وقبل الوصول الى الحديقة اصر مراد ان نقوم بجولة في هده المدينة الكبيرة بسيارته وموسيقى عدبة ..زادت من احساسي بالدنب...لم نقل شيئا طوال الجولة نستمع الى الموسيقى فقط ودموع تنهمر بغزارة احاول منعها دون جدوى لانظر اليه واجده يبكي هو الاخر بكاء صامتا...واحسست بقلبي يقطر دما... .اه يا مراد..لا اتحمل ان افقدك...لا اتحمل غيابك صديقي... وارتميت في احضانه ثانية...وانا ابكي وابكي وهو يحاول ان يهدئني دون جدوى...ودخلنا الحديقة اخيرا لنجلس على عشب ...وقد جلب معه مشروبات وحلوى...وانوار خافتة..وهدوء وسكون... زهرة ايتها العزيزة الغالية..انت اجمل حدث في حياتي يا زهرة.. .وانت ايضا يا مراد...انت جزء من حياتي ... اتعلمين يا زهرة؟لقد فسخت الخطوبة بسببك.... اتعلم انت ايضا ان خطيبتك تضايقني كثيرا وقد اعتقدت انك تخليت عنها بسببي وانك تقدمت لخطبتي؟؟؟؟اتعرف ان اختها ضايقتني كثيرا بل امها كدلك؟؟؟؟؟؟؟؟لكم تالمت كثيرا لكونهن نعتنني باقبح النعوت وباني حرضتك على فسخ الخطوبة رغم اني لم اكن اعلم شيئا عن دلك... لا تقلقي يا زهرة...كل ما في الامر ان فسخ الخطوبة يعود لكوني طلبت منها ان تبقى بعد عقد القران مع امي حتى استقر وبعد دلك اخدها معي الى اروبا لكنها رفضت دلك رفضا قاطعا مصرة على البقاء في بيت والديها وقد حز في نفسي دلك وغضبت كثيرا لان امي وحيدة وانا لا اريد ان اخدها معي خصوصا وانا لا ازال تحت المراقبة الطبية وهي لا تعلم كوني مريض تحت المراقبة...وكنت مستعدا لاتكلف بمصاريف دراستها وادخلها معهدا خاصا..كما اني تنازلت وكنت مستعدا لامنحها حريتها الكاملة في طريقة اللباس والخروج وقضاء العطلة معي في الخارج...فالمسالة فقط مسالة وقت...طلبت منها وتوسلت اليها ان تصبر قليلا وتكون رفيقة لامي العجوز تؤنسها في وحدتها حتى تتحسن الظروف...وساعتها تدكرت كلامك زهرة ...انت على حق لو كانت تحبني فعلا لوافقت على شروطي...ولكن يبدو ان هدفها من الزواج هو الدهاب الى اوربا..فهي لم تعر أي اهتمام لامي ولم تبد أي استعداد للبقاء معها ولو مدة قصيرة...وانا لم افكر ابدا في اطلاعها عن سر مرضي ...وقررت ان افسخ الخطوبة رغم ان امي غضبت لقراري فهي لاتريد ان تكون السبب في فسخ هده الخطوبة..لكني لم اتراجع وانهيت كل شيء بيننا يا زهرة... .اه يا صديقي....وما اخبارك الان؟ما الجديد لديك... .وتاوه في صمت ليقول لي في حسرة والم: زهرة ايتها الغالية....المرض ينخر جسمي يا زهرة... وكشف عن بطنه لاعاين اثار العمليات الجراحية التي قام بها....بطنه تبدو كخريطة....لم اتحمل وانخرطت في البكاء ثانية...لااصدق ان تكون نهاية مراد بهدا الشكل...مراد الشاب الجميل دو الشارب والابيض البشرة والرزين والمبتسم المحيا.... مراد ..اه يا مراد.... وضعت راسي على صدره لعلني اهدأ... زهرة...انت الوحيدة التي تعلمين مرضي الحقيقي...ساعود زهرة ..بعد ايام ساجري عملية اخرى....زهرة...تجلدي ساقول لك شيئا...ربمالن تنجح العملية...ربما سيكون هدا اخر لقاء بيننا...ولكني مرتاح يا زهرة..انافرح مسرور جدا لاني التقيتك...فقد كانت امنيتي ان التقيك ثانية .....زهرة ... كان يتحدث وانا ابكي ..دموعي فيضانات... لا تبكي زهرة هكدا الحياة...تمنيت لو ان سارة بدلت مجهودا..لو انها اشعرتني بحبها وباستعدادها للتضحية من اجلي...ولكن لا باس... وفجاة قدم لي خاتمه الماسي الدي لا يفارق اصبعه فهو كما يقول لي دوما فال خير عليه ووضعه في اصبعي قائلا: زهرة حافظي عليه انه اغلى شيء بالنسبة لي..ادكريني زهرة...وصلي من اجلي... مراد صديقي...انا مستعدة ان ابقى معك يا مراد...لن اتخلى عنك صديقي...ساعتني بك يا مراد...سامنحك هده السعادة..ساكون ممرضتك..خادمتك ...ساضحي من اجلك يا صديقي...لن اتحمل فقدانك... وقاطعني في حنان.: كم انت رائعة يا زهرة..انت حنونة...وحبيبك الغائب؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وسكت افكر قليلا واجبته: المهم انت الان يا مراد..ايامك القليلة..انت في حاجة الى حنان..الى سعادة...الى امل...سامنحك الامل يا صديقي.. .وعانقني مجددا وهو يبكي.: يا لحنانك وقلبك الكبير يا زهرة....لكم احبك يا زهرتي...ليتني التقيتك من قبل..ليت الاقدار جمعتنا من قبل ان اصاب بهدا المرض الخبيث....اه يا زهرة...لكم اتمنى ان تنجح العملية واتمكن من اسعادك ...اتمنى ان تنجح العملية لاعوضك عن الامك وعن عدابك وعن ياسك ..ليتني اتمكن من اخراجك من هده الدوامة..... مراد عزيزي...سانتظرك يا عزيزي....يجب ان تحيا يا مراد... اجل زهرتي ساحيا من اجلك...ساقاوم من اجلك زهرة...ادا كتب لي العيش من جديد فستكون حياتي الجديدة من اجلك انت فقط..... .وامتزجت دموعنا..ونحن متعانقين...يا للهول..ليت الزمان يعود الى الوراء...ووعدته.. اعدك يا مراد اجل اعدك سانتظرك...ستنجح العملية صديقي...ستحيا يا صديقي...اليس كدلك؟؟؟ساصلي من اجلك..وادعو الله ان ينقدك...فانت لا تزال شابا والحياة امامك...ستتزوج وتنجب اطفالا ..وتتدوق طعم السعادة...ساحقق لك احلامك يا مراد....فانت في حاجة الى وجودي في حياتك..وانا لن اتخلى عنك صديقي.....وخاتمك ساحافظ عليه يا صديقي....كن صبورا...سانتظرك...نعم سانتظرك على احر من الجمر صديقي.....اعدك بدلك...
#لوتس_رحيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مذكرات بارميطة رقم 22
-
مذكرات بارميطة رقم20
-
مذكرات بارميطة رقم 17
-
مذكرات بارميطة رقم 13
-
مذكرات بارميطة رقم 14
-
مذكرات بارميطة رقم 15
-
مذكرات بارميطة رقم 12
-
مذكرات عذراء رقم 15
-
مذكرات بارميطة رقم 9
-
مذكرات بارميطة رقم 10
-
مذكرات بارميطة رقم8
-
مذكرات عذراء رقم14
-
مذكرات بارميطة رقم7
-
مذكرات بارميطة رقم6
-
مذكرات بارميطة رقم4
-
مذكرات بارميطة 5
-
مذكرات بارميطة رقم2
-
مذكرات بارميطة رقم3
-
مذكرات بارميطة رقم1
-
مذكرات عذراء رقم12
المزيد.....
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
-
الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|