فريد جلّو
الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 16:12
المحور:
كتابات ساخرة
في نهاية الخمسينيات بدأ الوعي السياسي للعراقيين يتجذر من خلال اطلاعهم على انجازات الشعوب الاخرى في مجال الحرية والديمقراطية والاشتراكية وكانت اغلب اللقاءات الاجتماعية يسودها الجدل في هذه المواضيع .
احد معارفي كان منحاز جدا لفكرة الديمقراطية على بساطة ثقافته وهو يلفظها ( دهن قواطي ) ولم ينجح انذاك بتلفظها بالشكل الصحيح فاعتاد الجميع على المسمى الجديد للديمقراطية .
وبعد حقبة طويلة من الديكتاتورية جاءنا الاحتلال بالديمقراطية المعلبة في امريكا وفي جعبة هذه الديمقراطية اشخاص وأحزاب سرعان ما فتحت لهم تلك العلب فتسيدوا المشهد السياسي وقد ادلى اكثر من شخص ينتمي الى هذه الاحزاب برأيه بالديمقراطية وكان ان الديمقراطية هي الوسيلة للوصول للسلطة اي انها مجرد درج للوصول للقمم وبعدها يستغنون عن ذلك الدرج لأنهم عازمون على البقاء في تلك القمم مهما كلف الامر وبأي وسيلة متاحة فالقمة هي الاهم اما القيم والممارسة والإيمان بالديمقراطية وبقية المفاهيم الانسانية فإلى حيث ولكن لم يسأل احدهم نفسه اذا هبت ريح قوية من الممكن ان تقلعهم من القمة ليسقط على الارض ولا من منقذ , في التاريخ الحديث امثلة كثيرة متناقضة يمكن ان نوردها فمثلا في الهند كان حزب المؤتمر الهندي يتمتع بشعبية كبيرة جدا لارتباطه المعنوي بمؤسس دولة الهند غاندي ولكن هذا الحزب توجه توجهات بيروقراطية ودكتاتورية مما حدا بالجماهير الابتعاد عنه حتى ان الجماهير عاقبته بقوة عند انتخاب البرلمان الهندي في نهاية السبعينات من خلال التصويت الى حزب كان قد نشأ حديثا مما اسقط حكم حزب المؤتمر الذي دام حوالي ثلاثين عاما وحدث ما يشبه ذلك عندما صوتت الجماهير الكردية لصالح جماعة التجديد , وفي النقيض كانت حركة ساندينيستا اليسارية في نيكاراغوا ومن خلال نضالها المسلح قد اسقطت النظام الديكتاتوري المرتبط بالولايات المتحدة وبعد سنتين تمت اقامة انتخابات ديمقراطية وفاز اليمين فوجه اللوم الى حركة ساندينيستا وزعيمها ولكنه رد بأن لساندينيستا الفخر بوضع اللبنات الاولى للديمقراطية ولأول مرة في تاريخ نيكاراغوا وبعد دورة انتخابية واحدة عادت ساندينيستا للحكم وبصناديق الاقتراع , والآن لنرى نتائج الانتخابات البرلمانية وهي من نوع دهن قواطي .
#فريد_جلّو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟