أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نبيل عبد الأمير الربيعي - قراءة في كتاب المفكر كريم مروّة (أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي)















المزيد.....

قراءة في كتاب المفكر كريم مروّة (أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي)


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 20:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


قراءة في كتاب المفكر كريم مروّة (أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي)

نبيل عبد الأمير الربيعي
يحاول المفكر كريم مروّة تقديم بعض أفكاره حول تحديث المشروع الاشتراكي , وهو ينطلق من تجربته الطويلة والغنية في الحركة الاشتراكية العربية , وهو ما يراه دروساً ضرورية في اليسار العربي المعاصر . ويدخل في سجال مع الأفكار القديمة التي سادت بإسم الماركسية , مستشهداً بنصوص بالغة الدلالة في كتابات ماركس وانجلز وبليخانوف ولينين .
الكتاب صادر دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع عام 2013 يحتوي على 224 صفحة من الحجم المتوسط , أما محتوياته فيتضمن الكتاب قسمين , القسم الأول يحتوي على أفكار تحديث المشروع الاشتراكي في زمن الثورات العربية المعاصرة , دروس غنية لم تتعلم منها الأحزاب اليسارية القديمة والجديدة , ثم يدعو المفكر مروّة إلى كيفية تحرر وعينا العربي من أسر الماضي ومفاهيمه القديمة , ثم يطرح بعض الأفكار حول التحديث والدروس المقدمة للحاضر والمستقبل باسم المشروع الاشتراكي . أما القسم الثاني فتضمن دروس وذكريات في ثورة المجر عام 1956 وكوريا وروسيا وكوبا , وبعض الانطباعات السريعة عنها من قبل اليسار العربي ,ثم يختم الكتاب بذكريات المناضل الاشتراكي بول لافارغ مع ماركس وانجلز , فقد وضعها المفكر مروة لأهميتها وارتباطها بموضوع الكتاب .
بسبب انهيار التجربة الاشتراكية كتب الكثير عنها ولأكثر من كاتب من اليسار واليمين , فقد مضى أكثر من عقدين ونيف على الانهيار لذلك الزلزال الذي اثّر بشكل كبير على مجمل الأحزاب الاشتراكية في العالم العربي والغربي , تعتبر هذه التجربة للبناء الاشتراكي لا بدَّ من التوقف عن أسباب انهيارها بالشكل السريع وأخذ الدروس والعبّر , وقد ص13" قصّرت , وما تزال مقصِّرة , في استخلاص الدروس والعبر الغنية التي قدمتها لها التجربة الاشتراكية بفعل إنهيارها . فهي ما تزال في معظمها غارقة في أزماتها , تعيش على هامش الأحداث الجارية , فاقدة البوصلة التي كانت تتمثل بالفكر الماركسي . وهو فكر عظيم وما يزال فكراً عظيماً بمنهجه المادي الجدلي , حتى وأن كان الكثير من مفاهيمه تحتاج إلى إعادة نظر".
الخلل الذي قاد التجربة الاشتراكية إلى الانهيار , تضعنا أمام مهمة تاريخية شبيهة في أمور عديدة , والوقت قد حان لأحزابنا أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الخضّم الهائل من التحولات التي تشكل الثورات العربية المعاصرة أحد أبرز تجلياتها , لذلك ص15 " يتصل الأمر الأول بضرورة قراءة التجربة لمعرفة عناصر الخلل التي قادتها إلى الانهيار وقادت أحزابنا إلى الوقوع في أزماتها الراهنة ", من الضروري تحديث المشروع الاشتراكي وفق المعطيات والتجارب السابقة للمعسكر الاشتراكي في الوقت الحالي يعتبر أكثر من ضرورة من أجل التجديد , فالعصر هو عصر التجديد والتغيير وهذه مهمة الشباب اليساري من أجل مستقبلهم ومستقبل بلدانهم , فقد حان الوقت ص18" بالنضال على جميع الجبهات والأدوات المختلفة , ضد الذات في الدرجة الأولى , وضد كل ما يمكن أن يأتينا من خارج معرفتنا ومن خارج إرادتنا, ومن خارج حدود بلداننا. والتحرر المقصود هنا هو التحرر من سلطة الماضي , ومن سيطرته على الوعي والمشاعر والأفكار والقيم والبرامج , وكل ما يتصل بشؤون الحياة ".
يؤكد المفكر كارل ماركس في رسالة تحليلية في كتابه"الثامن عشر من برومير , لويس بونابرت" (إن الناس يصنعون تاريخهم بأنفسهم , لكنهم لا يصنعونه على هواهم .إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم , بل في ظروف يواجهونها . وهي معطاة ومنقولة لهم من الماضي ) , كما يؤكد فلاديمير لينين بمقاله بعض خصائص تطور الماركسية في روسيا" في 23 آب 1910 " كان إنجلز يقول في معرض الحديث عن نفسه وعن صديقه ماركس إن مذهبهما ليس مذهباً جامداً , بل هو مرشد للعمل . إن هذه الصيغة الكلاسيكية تبين بقوة رائعة وبصورة أخاذة هذا المظهر في الماركسية الذي يغيب عن البال في الكثير من الأحيان" , كان السبب في هزيمة اليسار العربي هو رواسب التخلف والأعاقات الذاتية والموضوعية الداخلية والخارجية , مع العلم إن العقل العربي مؤهل للإبداع والتنوير والإفادة من منجزات الشعوب الأخرى , لكن الشعوب العربية هي أسيرة لتاريخها وهذا التاريخ مسيطر عليها ومتحكم بوعيها وحركتها للتقدم , مع العلم ص24 "أن ماركس كان يدافع عن أفكاره ومفاهيمه في زمانه , فإنه كان ينصح رفاقه دائماً بعدم تقديس الأفكار والمفاهيم وتحويلها إلى عقائد جامدة . وكان استناداً إلى فهمه لحركة التاريخ دائم الاستشراف للمستقبل " .
لقد وضع ماركس مفاهيمه الاشتراكية صفة الاشتراكية العلمية بدل الاشتراكية الطوباوية , لكن التحريفية في الحركة الاشتراكية تشبه التكفير الذي ما آل إليه التعصب الديني ومواجهة أهل الفكر من التنويريين الذي يحاولون تحرير الدين من سلطات بعض المؤسسات والأحزاب والحركات الدينية , لذلك فإن فكر ماركس كان يقوم أساساً ص27 " على النقد بكل معانيه , نقد الواقع ونقد الأفكار ونقد المفاهيم ".
أن الحتمية التاريخية تفترن بالوعي الذي يرافق نهوض القوى الجديدة , بعيداً عن البعض الذي يعتقد أن حركة التاريخ حركة عفوية , لكن ماركس يؤكد على الحتمية التاريخية في تسلسلها الزمني والانتقال الطبيعي للمراحل والتشكيلات الاقتصادية الاجتماعية , فالحتمية وفق منهج ماركس المادي الجدلي , هي حتمية مشروطة يتلازم فيها الوعي مع الإرادة مع نضوج الظروف الموضوعية للتغيير , والتغيير هو الثورة التي تحدد وفق شروط بسبب التراكم الكمي للنضال, من الوعي والإرادة , مما تحدث قفزة نوعية نحو التغيير .
يؤكد المفكر كريم مروّة بما أشار ماركس إلى العوامل المادية باعتبارها المحرك الرئيسي للتطور ص32" تأكيد ماركس على أن العوامل المادية هي المحرك الرئيسي , وأن الصراع الطبقي هو الشكل الملموس الذي يتجسد فيه دور هذه العوامل المادية والذي جعل ماركس يحدد أربع تشكيلات اقتصادية اجتماعية قبل الشيوعية مرّت بها البشرية منذ فجر التاريخ ....وإن الطبقات التي حددها ماركس ورسم صورتها وحدد شكل تطورها في كتابه لم تعد هي ذاتها اليوم , بعد كل ما شهدته البشرية من تطورات كبرى وتحولات في عملية الإنتاج وفي وسائلها وأدواتها ...إلا أن ذلك لا يعني أن الصراع الطبقي قد زال أو انتهى , فهو صراع ابدي ولا يمكن أن يزول ". وقد استشهد مروة بما كتبه بليخانوف عام1918 من وصايا يقول بليخانوف ص35" أنا الآن , كماركسي – ديالكتيكي , سأسمح لنفسي لبعض الوقت أن أكون ناقداً لماركس , ومن دون أن أتخلى عن أو أتبرأ من أي شيء كتبته في الماضي , سأفضح عن (حماقة) لا تغتفر من وجهة نظر البلاشفة ...أنا اعتقد أن ديكتاتورية الطبقة العاملة بمفهوم ماركس لن تتحقق أبداً – لا الآن ولا في المستقبل ".
إن ديكتاتورية البروليتاريا , التي وصفها ماركس بأنها ديمقراطية الأكثرية ص47" لم تكن في آخر قراءاتي لها منذ نصف قرن , لا في الشكل ولا في الجوهر , في صالح التطور الذي جرى التنظير له على أنه الأساسي من الأفكار ...فإن هذه المقولة قد أسهمت ...في خلق نمطٍ من الاستبداد نقيضاً , في المبدأ وفي التفاصيل , للاشتراكية ولفكر ماركس بالذات. وهو الاستبداد الذي ساد في الدولة وفي المجتمع في بلدان التجربة , وفي حياة الأحزاب الشيوعية ". هكذا عندما انتصرت ثورة اوكتوبر , تم الحديث عن دكتاتورية البروليتاريا . وظل يتراكم هذا الخطأ التاريخي إلى أن قاد التجربة إلى نهايتها الكارثية , فكان الحزب الشيوعي السوفيتي يعتبر رديف لدكتاتورية البروليتاريا وهو تعبير مناقض للحياة , فلا بد من تحولات جديدة لتطور الوعي والإسهام في الإبداع وصيغ جديدة للأحزاب المناضلة من أجل التغيير , وهذا لا يمكن إلا إذا تصدى لها ديمقراطيون حقيقيون داخل الحركة الاشتراكية , لذلك علينا أن نعيد النظر بتجارب الأحزاب الشيوعية وفق التطور والديالكتيك ومقولة ماركس " ليس إدراك الناس , هو الذي يعيّن معيشتهم ,بل على العكس من ذلك ,إن معيشتهم الاجتماعية , هي التي تعيّن إدراكهم ...".
إن ماركسية ماركس هي فلسفة وعلم للتغيير وفق منهجها الأساسي المادي الجدلي الذي يشكل قاعدة التحليل , فالنصوص القديمة تشيخ وتموت وتولد دائماً بديل جديد منها حركة لا حصر لها ولا نهاية , لأنه يحمل في ثناياه منطق متجدد بسبب الاكتشافات العلمية المتطورة . لذلك علينا إزالة طابع القدسية والديمومية عن المفاهيم والمقولات التي تجعل منها قيماً مطلقة بمستوى البديهيات والمسلمات ذات الطابع الديني , لذلك يؤكد مروّة ص 48 "لا أرى سبيلاً لتحقيق المشروع الذي أدعو إليه إلا بالسياسية , فهي طريقي الواقعي والعملي إلى التغيير الذي أنشده بإسم الاشتراكية ...إلا أن اشتداد القمع , من طرف السلطات الحاكمة , من شأنه أن يؤدي إلى ضعف السياسة . وضُعف السياسة يعني حصرها في مكان واحد وفي اتجاه واحد . لذلك نشهد على الدوام , لدى السلطات القائمة المنبثقة من أنظمة إستبدادية بصيغها المختلفة , نزوعاً في أحد اتجاهين : الإتجاه الأول , ينزع إلى إلغاء الأحزاب والمؤسسات , التي تعبّر عن التعدد في المصالح والأفكار ...الاتجاه الثاني , ينزع إلى تشجيع وإحياء أنماط جديدة من الفاشية المقنّعة التي تعمّم قيّماً ومفاهيم جديدة من نوع ما بدأت تنتجه عولمة الرأسمال ....إن كل ذلك يدعوني إلى التأكيد بأن الحزب الواحد الذي ساد في التجربة الاشتراكية المنهارة كان خاطئاً في المبدأ وفي الشكل وفي الجوهر ".
من خلال متابعة الكاتب والمفكر كريم مروّة لواقع الثورات العربية وما يسمى بالربيع العربي وقراءته لهذه الثورات , يتساءل بواقعية عما تمكنت هذه الثورات من تحقيقه وسبب الثورات بسبب التراكمات للنضال من أجل الحقيقة وكيفية تحصينها وما حققته من انجازات يؤكد ص54" تحصين هذه الانجازات من ثلاث أخطار , خطر المبالغة في تقديرها وتقييمها , وخطر الشعوبية التي ما تزال تستولي على عقول بعض المشاركين فيها من الشباب , وخطر القوى السلفية التي تستقوي بالمشاعر الدينية للاستيلاء عليها " , لكن الثورات التي حصلت في اليمن وتونس والمغرب , وسوريا على الطريق , فقد سقطت بفعل الثورة رموز الاستبداد وهي رموز لم يكن بمستطاع أحد أن يتصور سقوطها , ولو بثمن باهظ ص55" حصل هذا الانجاز الكبير بفعل الإرادة الشجاعة للجماهير التي خرجت إلى الشارع ولم تغادره إلا بعد أن تحقق الأساس من إنجازات المرحلة الأولى من الثورة ...المرحلة التي تمثلت بإسقاط حكم الأخوان المسلمين الذين استولوا على الثورة بسبب الخطأ الذي وقع فيه شباب الثورة , ودفعوا ثمنه وسيدفعون مزيداً من العنف في المرحلة المقبلة لتحقيق عملية إسقاط حكم الأخوان" وبالفعل سقط حكم الأخوان بإرادة الجماهير المحبة للسلام والتغيير , لكن على الثورات أن تكون لها قائد تاريخي يحدّد المهمات بواقعية حسب الضرورة والإمكان مجتمعين , إضافة إلى سلمية الثورة كي لا تقدم التضحيات البشرية والمادية , وضرورة أن تكون الأحزاب حاملة مشاريع التغيير لها الدور القيادي في قيادتها وفي تحديد برنامجها ومسارها .
مع كل ما حدث من تغيير في رموز الدكتاتورية في الأقطار العربية التي غيرت هذه الرموز يؤكد مروّة ص58" لكنني لا أخفي قلقي من ضعف الأحزاب في قيادة الثورة , لا سيما أحزاب اليسار , وقلقي من دور الحركات التكفيرية حتى وهي تتراجع , ودور الخارج باتجاهاته المختلفة , وما يبدو من مؤيداً للثورة , وما يبدو منه معارضاً لها , وقلقي من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي لن تستطيع السلطة التي أنتجتها الثورة أن تقدم لها حلولاً سريعة", لذلك يؤكد مروّة على ضرورة الحفاظ على الثورات العربية السلمية المعاصرة ويقترح جملة أمور مهمة لقوى اليسار العربي منها ص62 " إنني أقترح القضايا التالية كمحاور يتشكل منها برنامج قوى اليسار وسائر قوى التغيير . وهي قضايا أعتقد أن بإمكانها أن تمثَّل من حيث المبدأ قاسماً مشتركاً بين مكونات اليسار داخل كل بلد عربي , بتنويعاتها المختلفة , مضافة إليها قوى أخرى ذات مرجعيات مختلفة تتلاقى أو تسعى لأن تتلاقى , في ما بينها حول المصلحة المشتركة في أحداث التغيير في بلداننا " , وقد أكد المفكر مروّة على مجموعة قضايا مهمة منها القضية المتصلة ببناء الدولة التي يفترض أن ينص دستورها على الفصل بين سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية , إضافة إلى ما يتعلق بالمجتمع المدني ومؤسساته المختلفة , أن المجتمع المدني البديل من المجتمع الأهلي , لأن المجتمع الأهلي يمثل القبائل والعائلات والتيارات الدينية فيما يمثل المجتمع المدني توزيع المواطنون مدنياً بين أحزاب ومؤسسات وجمعيات اجتماعية وثقافية , ونقابات عمال ومهن حرة وأرباب عمل . إضافة إلى القضية التي تتعلق بالمسألة الوطنية من الاستقلال والسيادة الوطنية , ومنع أي تدخل خارجي في شؤون البلد المعني , أما القضية الأخرى فيما يتعلق بشروط تحقيق التقدم الاقتصادي لإخراج البلد من التخلف المزمن في جوانبه كافة منها الخطط الاقتصادية للتنمية , وقد أكد مروّة على الاهتمام بالموارد الطبيعية التي تشكل ثروة البلد بأنواعها , وهي مصدر غنى للبلدان العربية وأساس تقدمها الاقتصادي والاجتماعي , إضافة إلى أهمية التنمية الاجتماعية وهي التنمية التي تُعنى بالبشر وبحياتهم ومعيشتهم وما يتعلق بالضمانات الاجتماعية أهمها الضمان الصحي وموضوع السكن وأهمية التخلص من هذه الأزمة التي تحوّل بعض المدافن في بعض المدن إلى أماكن للسكن , ومن القضايا المهمة الاهتمام بالتعليم والثقافة والمعرفة في فروعها كافة , والاهتمام بالتراث الثقافي والاجتماعي الذي يشكل الأساس في تحديد الهوية للفرد والمجتمع , ويعتبر الشباب والاهتمام به وتنشئته تعليمياً وتوفير فرص العمل لهم وتأمين كل الشروط لنشاطهم البدني والترفيهي , والسهر على تلبية الحاجات الأساسية التي تسهم في تكوين شخصيتهم . كما هنالك أمور مهمة قد تطرق لها مروًة من جملة القضايا التطرف الديني الذي اتصف بالارهاب بكل معانيه وضرورة الحد منه ُ, كما من الضروري الاهتمام بالبيئة والمحيط وبكل ما يتصل بالحفاظ على الحياة وبحماية الطبيعة ضد محاولات تدميرها , وهنالك أمر مهم وفي زمن العولمة ما يتعلق بوسائل الإعلام عامة المرئية منها على وجه الخصوص , قد اتخذ في الكثير من مؤسساته طابعاً خطيراً لجهة تشويش الرأي العام وتشويه وعيه خدمة للمال الموظف في هذه الوسائل من قبل المؤسسات الرأسمالية الكبرى وفق ايديولوجية معينة .
يتطرق المفكر كريم مروّة لذكرياته عن ثورة المجر التي كانت متزامنة مع وجوده عام 1956 مع صديقه الشاعر العراقي كاظم السماوي , يذكر كثير من التفاصيل لما جرى من محاكمات لقادة الأحزاب الشيوعية لاوروبا الاشتراكية كلها من قبل القيادة السوفيتية المتمثلة بستالين , قبل وفاته بأعوام قليلة , المجر ورومانيا وبلغاريا وبولونيا وتشيكوسلوفاكيا والمانيا ص93 " فحكم على بعض هؤلاء بالإعدام , ونُفذت الأحكام فوراً وبدون إبطاء . وكان من بين هؤلاء أمين عام الحزب الشيوعي المجري راجك , وعدد من رفاقه . وحكم على بعضهم بالسجن أعواماً طويلة , وأودعوا في السجن . وأُخرج كثير منهم من المواقع التي كانوا يحتلونها من دون أن يدخلوا السجن ....علماً بأن ما كان يحصل , في ذلك الوقت , كان فضيعاً وفق ما أشارت إليه الوقائع اللاحقة ومنها تقرير خروشوف أمام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي الذي أدان نهج ستالين الاستبدادي بعد أن قدم عرضاً وافياً للجرائم الكبيرة التي ارتكبها بحق رفاقه الشيوعيين قادة ومناضلين , وبحق الشعب السوفياتي بعامة . كان راجك الأمين العام للحزب الشيوعي المجري , الذي أعدمه ستالين , شخصية تاريخية مرموقة في المجر ....كان من بين هؤلاء تيتو, زعيم يوغوسلافيا , الذي اكتفى ستالين بطرده وطرد بلاده من أسرة الدول الاشتراكية , وإخراج إتحاد الشيوعيين اليوغوسلاف من الحركة الشيوعية العالمية ".
وعند انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي (شباط1956) فقد أدان خروشوف بوضوح سياسة ستالين في كل المجالات , وأدان نهجه الاستبدادي , وكشف عن الجرائم التي كان قد ارتكبها خلال عهده الذي استمر من عام 1924 حتى عام 1953 , العام الذي غادر فيه الحياة . ثم يذكر مروّة دعوة المؤسسة الكوبية للصداقة مع الشعوب لزيارة كوبا والاطلاع على واقعها السياسي والثقافي , ويذكر بالتفصيل عن رحلته والقيادات الثقافية والسياسية الكوبية التي التقى بها , ثم رحلته إلى موسكو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1989 , يقدم مروة من خلال الكتاب ذكرياته وإنطباعاته القديمة والحديثة عن الحركة الاشتراكية ومصائرها في ثلاثة بلدان اشتراكية , وهي ذكريات تسلط الضوء على الخلل , وتحمل ملامح ما يقلق في تلك التجارب التي حصلت فيها تحوًلات بدأت مبكراً كما حصل في المجر , وما يزال بعضها متمسكاً بأفكاره كما يحصل في كوبا , ويختم الكتاب بمقال "ذكريات شخصية عن كارل ماركس , ثم ذكرياته عن المناضل الاشتراكي بول لافارغ مع كارل ماركس وفريدريك انجلز .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة المجرشة ومعانات المرأة العاملة العراقية
- أشهر مغنيات بغداد مطلع القرن العشرين
- ازدواجية الشخصية العراقية ودائرة الصراع النفسي
- في الأحوال والأهوال. المنابع الاجتماعية والثقافية للعنف ... ...
- عماد جبار الفنان التشكيلي الذي تعددت مواهبه بين الرسم والنحت
- حكاية من بغداد للروائية ..أثيل ستيفانادرو
- قراءة في كتاب (العراق ..نبوءات الأمل) للدكتور مهدي الحافظ
- مجالس يهود العراق الثقافية والأدبية والإجتماعية
- رائد القصة العراقية الحديثة ...أنور شاؤل
- الأنظمة الشمولية والهوية الوطنية
- الفنان هادي الخزاعي.. رحلة أربعين عاماً في الفن
- كاظم الجاسم..عاش شيوعياً ومات شهيداً باسلاً
- شعرية الذات بالنيابة للشاعر علي محمود خضير
- قراءة في كتاب أنطقة المحَرّم للكاتب سعد محمد رحيم
- التشكيلي عاصم عبد الأمير :الاطفال هم رسامون كبار , وقد منحون ...
- حكاية من بغداد
- شذرات من تأريخ يهود العراق
- -الحفاظ على الأرشيف اليهودي العراقي-
- الشاعر محمد كاظم .....ذوق وخيال لعالم الطفولة الجميل
- قاعة دار الود في بابل تستضيف الدكتور جواد بشارة في حوار (الص ...


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نبيل عبد الأمير الربيعي - قراءة في كتاب المفكر كريم مروّة (أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي)