أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - حميد طولست - لولا الجنس لانقطع الجنس (4)














المزيد.....

لولا الجنس لانقطع الجنس (4)


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 18:52
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


لولا الجنس لانقطع الجنس !!(4)
الجنس بين المعتقد وعلم النفس .
إذا كان الجنس هو الركيزة الأساسية في بقاء النوع البشري ، وأنه لولاه لما وجدت الحياة واستمرت ، كما كتبت في المقالة الأولى "لولا الجنس لانقطع الجنس" ، فإن الموت هو الحقيقة الوحيدة في هذه الدنيا التي تفني تلك الحياة التي أوجدها الجنس بإذن الله سبحانه ، والتي لا مفر منها لأي حياة ، مصداقا لقوله عز وجل : " فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ " ، وقد يغفل البعض عنها ويسلى لكنها تترصدهم في كل وقت وحين ، كما في قوله سبحانه : "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير‏" .
إذ أن الموت -ذاك المجهول- يمثل أكبر لغز في حياة بني البشر وسيظل كذلك مادام لم يحدث أن مات شخص ما ثم عاد إلى الحياة مرة أخري ليروي لنا ما رآه في العالم الآخر من أسرار الموت المخيفة التي تؤرق الإنسان وتشغل كل تفكيره واهتمامه ، اللهم بعض الحالات المعدودة والتي حدثت بمقتضى إرادة إلهية ، مثل أصحاب الكهف وصاحب الحمار وذلك الذي أحياه النبي عيسي بإذن الله ولغايات ربانية محددة .
ورغم ذلك ، فقد امتلأ عالمنا بالأسرار والظواهر الغامضة التي لا تتوفر في غالبيتها على دلائل نهائي أو معقولة لحدوثها ، كالعودة من الموت وأسطورة الدخول للجنة -رغم ندرتها وما خالطها من خرافات- التي يسردها من خاضوا ما سمي علميا بتجربة الاقتراب من الموت (NDE) والتي ما هي في الأصل ، حسب علماء النفس ، إلا مجموعة من "الأحاسيس التخيلية " أو الهلوسات الوهمية التي ليس لها أساس من الواقعية أو الصحة يعيشها بعض الأفراد أثناء غيبوبة متقدمة أو موت سريري ، قبل أن يتم إنعاشهم ، وتتمحور في اعتقاد أصحابها بأنهم رحلوا إلى الضفة الأخرى ودخلوا الجنة ، والتي تعود في مجملها إلى أسباب نفسية صرفة وإلى اعتقادات الشخص الخاصة حول موضوع الجنة والنار والموت التي تتجسّد في تفكيره وكأنها تحصل فعلاً ،
ورغم أن علم النفس لم يتمكن بعد من تأكيد إمكانية بقاء المرء في حالة وعي خلال الموت ، كما يزعم أصحاب تلك التجارب ، فلا تزال تلك المعتقدات مهيمنة على الكثير من الناس في العديد من المجتمعات ، وعلى رأسها المجتمع العربي على وجه الخصوص ، وكما في الفيديو الذي نشره قبل أيام ، الصحفي أنوار لكحل لأحد الأشخاص ممن يسمون انفسهم بـ"الـمجاهدين " والذي يحكي فيه مروره بنفس التجربة ، إلا دليل على تلك الهيمنة المتحكمة في العقول المريضة..
ويلخص "الفيديو" خضوع أحد أعضاء داعش المغاربة لأحداث غامضة ، و يزعم أنه تعرضه لإصابة بليغة ،خلال المعارك الجهادية بسوريا، ودخوله على إثرها في غيبوبة جعلته يعيش تجربة الاقتراب من الموت ، دخل خلالها الجنة وأسهب في وصف ما رأى بها من "حور العين" اللاواتي وصفا جنسيا فاضحا لجمال أجسادهن وحسن عيونهن الكحيلة و (بزولهن) الأثداء الكبيرة ، ولم يتماسك فلمس أردافهن الصقيلة -"المصاصط "، بلهجته البدوية – لمسة واحدة كانت وراء قذفه (بلوغه اللذة القصوى ) خمس مرات ، في ممارسة جنسية غير واعية ، وأجواء خيالية مثيرة جداً ، صنعها له عقله اللاواعي لإشباع رغباته المكبوتة عبر حلم جنسي بورنوغرافي رائع ، توج باحتلام او استمناء عاشه "المجاهد" ، قبل ان يتم انعاشه.
كان يمكن ألا ينظر لهذا الفيديو/الحوار، نظرة حوارية ، ولكن نظرة اعتبارية واعظة ، لأن المواعظ حياة للقلوب وبالمواعظ تنجلي الغفلة ـ
لكنه وبتحليل بسيط تغيرت النظرة إليه بسبب ما حملت من تأثير المعتقدات والأساطير الجنسية التي يربطها الشيوخ الدين ورجاله بالدين ، وما يسوّقون من صوره النمطية التي تتسبب في خلخلة جيل شباب محروم جنسيا لأسباب اقتصادية واجتماعية ، وتجعلهم منغلقين على أنفسهم رافضين جنس الأرض على اعتباره زنى ، يكرهون الحياة ، وينبذونها بسهولة عند أول أمر يعطى لهم ليتحولوا إلى إرهابيين مستعدين للقتل وجاهزين لتفجير أنفسهم في الأسواق والشوارع العامة ، بكل بساطة واستسهال لتعجيل مصيرهم الأخروي المحدد في الشهادة التي ستدخلهم إلى الجنة ليرتمي كل واحد منهم في أحضان السبعين من حور العين اللواتي ينتظر مضاجعتهن بحرارة ولهفة وشغف.
ـوقد استطاع شيوخ التطرف والإرهاب تهييج الكثير من الشباب لحمل السلاح قصد الموت في معارك خاسرة ، يدخلون بموجبها إلى الجنة وكأن الجنة تحولت إلى زريبة يدخلها القتلة والمجرمون الذين يقتلون النفس التي حرم الله قتلها ، أو كأن عبادة الله مبنية على طمع في الدخول للجنة وما بها من حور العين ، أو خوفا من جهنم ونارها الملتهبة ، بينما حقيقة عبادة الله هي أعمق من ذلك التفكير السطحي الذي يحشوا به فقهاء الشر عقول السذج من شباب المسلمين ، والذي يخالف في مضمونه كل ما كان الأنبياء عليهم السلام من عميق الإدراك لأخلاقيات ومعاني العبادة الحقيقية ، وصحيح التعامل مع الله سبحانه وتعالى ، الذي لم يعبدوه لأجل الحور العين ، ولا للجنة ونعيمها ، ولا خوفاً من النار وشررها ، بل عبدوه حباً لذاته ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يتعامل مع الله بمنطق لا ندرك أبعاده ، حيث كان صلى الله عليه وسلم يجد المتعة في الذكر وفي الصلاة ، فكان يقول لبلال : أرحنا بها يا بلال ، وكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه ، ثم يجيب عائشة رضي الله عنها بالقول : أفلا أكون عبداً شكوراً ، ولم يقل قط أريد الجنة والحور العين ، بل كان يقول : أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم وأحبوني لحب الله إياي.
وفي هذا كان عيسى عليه السلام يقول : "قوم عبدوا الله خوفاً من ناره وتلك عبادة العبيد ، وقوم عبدوا الله طمعاً في جنته وتلك عبادة التجار ، وقوم عبدوا الله حبا في ذاته وتلك عبادة الأحرار.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا الجنس لانقطع الجنس (3)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (2)
- لماذا فقدنا الابتسامة ؟؟..
- لولا الجنس لانقطع الجنس (1)
- لماذا تُذل المرأة نفسها وتتهم الرجل بذلك ؟؟
- حين تهان المرأة ممن يفترض فيه حمايتها !!؟؟؟؟؟؟؟؟
- الإنسان السعيد لا يشيخ !!
- الدراجة الهوائية وسياسينا !!
- لماذا أدمن ركوب القطار !! (5)
- لماذا أدمن ركوب القطار !! (4)
- الإعدام جزاء من جنس جريمة !!
- فضيحة الشكلاطة
- رد على اللواتي اتهمن حاسوبي بالتحامل عليهن!!
- المراحض العمومية والسياسة !!
- لماذا أدمن على ركوب القطار ؟؟؟ (3)
- هل تحرن الحواسيب هي الأخرى ، كالحمير !!
- لماذا أدمن على ركوب القطار ؟؟؟ (2)
- سحقا لك حظي الوغد ، ما أتعسك !
- الحدائق تتحدث دون وسيط أو مترجم أو حروف وكلمات !
- قرانا وقراهم !!!


المزيد.....




- -قشة كسرت ظهر البعير-.. ماسك ينقل مقر شركة -سبيس إكس- من كال ...
- نتنياهو: زوجتي سارة مهددة بـ-الاغتصاب-!
-  شرطة الرصافة تنفي تعرض امرأة للتعذيب: ضربت نفسها
- أكذوبة العناية بالذات.. هل تحتاج النساء منتجات التجميل لنضار ...
- مغامرات الاطفال مع لولو.. تردد قناة وناسة Wanasah على نايل و ...
- فنانة أمريكية تسخر من ذكورية الفن بتزوير لوحات بيكاسو
- الملابس الرياضية المريحة تغزو الموضة النسائية في صيف 2024
- هنا الزاهد تتحدث لأول مرة حول انفصالها عن أحمد فهمي: الزواج ...
- هل قدرة النساء على تحمل الألم أكبر من الرجال؟
- فيديو.. -المرأة التي تقف خلف ترامب- تثير جدلا كبيرا


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - حميد طولست - لولا الجنس لانقطع الجنس (4)