جرائد ليست للقراءة -3-

خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 15:14
المحور: الادب والفن
    

جرائد ليست للقراءة
***************
لا تدخل معهم في معارك جانبية ، ولا تنجر كريشة الى ضوضائهم وتفاهاتهم . قد يستدرجونك بأساليب تبدو بريئة الى تفاهاتهم وهوامشهم الضيقة ، وقد يقحمونك في حسابات ضيقة تخنق شساعتك وتكبل حريتك .
"هم " هذا الضمير الذي يحيل الى غائب جمعي لايعني جهة معينة ، فلو خصصنا الجهة ورسمنا الحدود لهان الأمر . هم هنا تعني في عالم اليوم ، وخاصة هنا ، حيث الجهل المركب يطغى على الجهل البسيط ، كل الجهات وكل الأقاليم ، وكل الجماعات ، وكل الأفراد .
"هم "تعني كل من يدفعك أراد ام لم يرد ، عرف أم لم يعرف ، وعى أم لم يع ، أدرك ام لم يدرك ؛ الى الانحراف عن جوهر القضية وساحة المعركة ، وعنوان الهدف ؛ الحرية ؛ الديمقراطية ؛ الانسانية ؛ الكونية . الانسان الكلي .
لاتلتفت الى جزئيات الأمور ، فالحقوق مثلا ينبغي الدفاع عنها دون النظر الى نوعية أصحابها وطبيعة عقائدهم وأفكارهم ، ولون سحناتهم ، وفصيلة أعراقهم ، وجهات انتمائهم ، لأنها جوهر انساني والانسان في جوهره واحد . وكل التمييزات هي في الأساس شكلية ، والدفاع عن هوية ما هو اغفال لهويات أخرى ، واعتقال للذات في طائفة لاتنفتح على باقي مجموع الانسان .
الانسان بطبيعته ذاتي ، أناني ، فردي ، نرجسي ، جرثومة المرض اذن صفة جبلية فيه . وما من دواء لهذا المرض غير وصف الانفتاح والكونية ؛ وبمعنى أدق الانسانية . وهذا ما يحاربه الجميع ، برغبتهم أو بدواعي كثيرة . فالانسان وهو ينمو في بيئة اجتماعية ما يتمدد ويتفرغ ويتغصن ، ويصبح مثل شجرة تحمل ثمارا فاسدة وصالحة ، ملئية وفارغة ، حلوة ومرة ، صحية ومؤذية . ويصعب الى حد بعيد افراز الغث من السمين والصالح من الطالح . فيتشبث بعضنا ، بل كثيرنا بالخطابة ، وبالمظاهر . ويضطر الى تصديق الوعود رغم علمه بكذبها ، ويصدق الملابس عوض الأفعال والمقامات بدل الممارسة .

هو الخصم والحكم ،
وان لمت فلا تلم غير وقع القدم ،
قد علم كل واحد مشربه ،
فحاذر أن تشرب من ماء الندم

اقذف بنور الحب ، ولا تخف ظلام الآخر ، امنحه من نورك ما يبدد ظلامه ، لاتكترث لمدحه وشكره وحمده وامتنانه ، فالشمس لا تنتظر من أحد شكرا ، والطير لا يأمل من أخيه أن يعيره جناحا كي يطير . والانسان الناجح حقا ، هو من خسر كل شيئ من اجل انسانيته .
لا تحديد للانسان ، مفهوم الانسان اعمق ، وأشكال النضال من أجل الانسان لانهائية تبدأ بابتسامة بيضاء وتنتهي عند موت قد يضمك الى لائحة الشهداء . اسخر من كل شيئ ، واحترم كل شيئ ، ، اذهب بعيدا وأنت في مكانك ، ففيك الصوفي وفيك العربيد . وفيك الملك وفيك العبد . وأنت الديكتاتوري الديمقراطي الحر ، والفاسد الشريف النزيه . لكن الاختيار صعب ، صدقني صعب .

#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات