|
يا أعداء المالكي اتحدوا !!!
عبدالخالق حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 22:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لمجرد أني أرفض تصديق الأكاذيب والإشاعات والمشاركة في الترويج لها، فأنا متهم بأني أروِّج للمالكي وأدافع عنه، وأني تحليت عن علمانيتي و"لأسباب طائفية!!". وإذا كان الأمر كذلك، فليكن، لأن رضاء الناس غاية لا تدرك، وأية محاولة لإقناع هؤلاء بعكس ذلك، مضيعة للوقت والجهد، إذ كما قال أحد الحكماء (النقاش مع متعصب ومتشدد أشبه بالنقاش مع الميت). فهؤلاء ومنذ نعومة أظفارهم تربوا على ثقافة الهدم، والمشاكسة، ومحاربة السلطة وأية سلطة كانت، حتى ولو كانت منتخبة من الأغلبية وتعمل لصالح الشعب. ولهذا السبب، وقع البعض من أدعياء العلمانية والديمقراطية واليسارية في الفخ البعثي، وصارت مواقفهم متناغمة مع مواقف البعث الفاشي الذي يعمل اليوم تحت اسم "داعش"، وحليف للقاعدة. والتراث العربي عموماً، والعراقي خاصة، مليء بكل ما يشبع رغبات الكاتب المعارض المهاجم ضد الحكومة أو رئيسها تحديداً. ففي تاريخه الطويل، نادراً ما يموت الحاكم العراقي موتاً طبيعياً، إذ أغلبهم انتهوا بالقتل. كما وأود التوكيد مرة أخرى، أن ما يتعرض له العراق والسيد نوري المالكي يشبه إلى حد بعيد ما تعرض له الزعيم عبدالكريم قاسم بعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة من مؤامرات ودسائس وتخريب، ومن نفس الجهات الداخلية، والدول الإقليمية. فخصوم العراق في العهدين هم أنفسهم، أبناء نفس الزعامات الوراثية، السياسية التي حكمت في العهد الملكي، والدينية ذات التأثير في الجماهير، والتي كان لها دور كبير في إنجاح انقلاب شباط 1963 الأسود، إذ لم يرض هؤلاء أن يحكمهم شخص من عامة الشعب، مثل عبدالكريم قاسم (ابن الصويرة)، أو نوري المالكي (ابن طويريج).
ولكن مع فارق كبير في هذه المرة، وهو أن مكر التاريخ جعل الدولة العظمى، أمريكا، وحلفائها الغربيين يقفون اليوم مع العراق، وليس مع أعدائه. إذ حصل تغيير جذري في الظروف المحلية والإقليمية والعالمية. فالسيد نوري المالكي يختلف عن الزعيم عبدالكريم قاسم، رغم سعي الزعيمين لمصلحة الشعب وخاصة الفقراء منهم، إلا إن المالكي وراءه كتلة سياسية كبيرة تضم كيانات لها ثقلها في الحراك الجماهيري، بينما الزعيم قاسم لم يكن له حزب سياسي يدعمه، رغم تمتعه بشعبية واسعة، إلا إن هذه الجماهير لم تكن منظمة، ولا حول لها ولا قوة سوى حبها لزعيم الفقراء.
كذلك لم يعد الجيش العراقي اليوم يخضع لأهواء بعض المغامرين من الضباط العسكريين المسيَّسين الذين اعتبروا الانقلابات العسكرية أسهل وأقصر الطريق (short cut) للوصول إلى السلطة، فعهد الانقلابات العسكرية قد ولّى إلى الأبد، ولكن مع ذلك يحاول أعداء العراق أن يتبنوا نفس الطرق القديمة في الظروف الحديثة المختلفة جداُ، ولذلك نعتقد أن مصير هؤلاء (الأخوة- الأعداء) الذين رفعوا شعار (يا أعداء المالكي اتحدوا) مصيرهم الفشل.
وآخر هذا التحالف هو ما سمي بحلف أربيل الأخير الذي ضم السيد مسعود برزاني، وأياد علاوي، وعمار الحكيم، ومقتدى الصدر. وزعامات أخرى مثل النجيفي وصالح المطلك. ولهؤلاء أتباع وعلاقات وكيانات سياسية من بينها فلول البعث (داعش) والقاعدة، تدعمهم حكومات إقليمية مثل تركيا والسعودية وقطر. وهذا الحلف غير المقدس ليس جديداً، فقد بدأ بعد ترشح السيد نوري المالكي لرئاسة السلطة التنفيذية للمرة الثانية عام 2010. فطلع علينا ما سمي بـ(اتفاق أربيل) لتشكيل الحكومة برئاسة السيد المالكي، وبشروط مجحفة مرتبطة، حيث فرض أسلوب بعثي بامتياز، وهو تشكيل ما سمي بـ(المجلس السياسي الأعلى) برئاسة البعثي أياد علاوي، يتمتع بصلاحيات تعادل صلاحيات رئيس الحكومة، ومجلس يشبه (مجلس قيادة الثورة) في عهد صدام، والذي كانت قراراته فوق قرارات البرلمان الصدامي الصوري. وبذلك أرادوا الالتفاف على الديمقراطية، وإلغاء دور البرلمان الحالي وجعله صورياً فقط، يعني صنع القرارات السياسية بيد مجلس لم ينتخبه الشعب. ولكن بعد تشكيل الحكومة انتبه المخلصون إلى أن هذا المجلس السياسي الأعلى هو مخالف للدستور، لذلك وقف السيد نوري المالكي بشدة ضده، فاتهموه بالخروج على اتفاق أربيل "المقدس!!"، وهو خروج يسجل له لأنه في صالح الشعب العراقي والدستور والديمقراطية.
ولذلك بدأ أعداء المالكي بقيادة أياد علاوي بالتحرك مرة أخرى، والحج إلى حائط المبكى في أربيل. وفي هذه المرة لترتيب اتفاق على سحب الثقة من رئيس الوزراء في البرلمان. ولكن كان واضحاً، أن الشيء الوحيد الذي جمع هؤلاء هو عداءهم للمالكي ورغبتهم الجنونية في إزاحته عن طريقهم، ودون أن يكون لديهم البديل. ولذلك فشلوا في محاولة سحب الثقة. كما وحاول أياد علاوي إسقاط حكومة المالكي في دورتين بسحب وزرائه، فتمرد عليه وزراؤه وفضلوا البقاء في حكومة المالكي حرصاً منهم على المصلحة الوطنية.
واليوم، والانتخابات على الأبواب، ورغم الضجيج الإعلامي المضاد، فإن أغلب المؤشرات تشير إلى أن كتلة (دولة القانون) برئاسة المالكي ستحقق الأغلبية في البرلمان. وإذا ما استطاعت دولة القانون بتشكيل حكومة الأغلبية السياسية، بدلاُ من (حكومة الشراكة)، فهذا يعني أن بإمكان كتلة دولة القانون عقد تحالفات مع كيانات سياسية أخرى وتشكيل الحكومة وحصول المالكي على الولاية الثالثة. وهذا السيناريو يُعد كابوساً يقض مضاجع خصوم المالكي، لذلك سارعوا إلى تشكيل حلف أربيل (مارك 2)، وهو حلف رباعي وربما أكثر. وكالعادة، فمن أهم ما يجمع هؤلاء "الأصدقاء - الأعداء" هو منع المالكي من ولاية ثالثة، ويبدو أنهم على استعداد للتنازل عن حقوق الشعب العراقي في توزيع الثروة بصورة عادلة، فيطلقون يد السيد بارزاني في احتكار نفط الإقليم وثرواته له، وحقه في 17% من ثروات العراق، وأن تتصرف حكومة بارزاني كدولة مستقلة ضمن العراق أي(دولة داخل دولة)، مع حق دولة الإقليم في حكم العراق، ودون أن يكون للعراق أي دور في الإقليم، وكركوك قدس الأقداس الإقليم!
ولكن، المشكلة التي تواجهها كيانات سياسية شيعية (التيار الصدري والحكيم) ضمن التحالف الوطني هو أنهم يرون أنفسهم في تحالف مع كيانات سياسة تدعم الإرهابيين مثل داعش والقاعدة زضد جماهيرهم، إذ نقرأ عناوين مثل: (متحدون تكشف عن تحالفها مع المواطن والاحرار لتشكيل الحكومة الجديدة). ومن هنا نرى السيد أحمد الجلبي، من المواطن (المجلس الإسلامي الأعلى)، يدافع بضراوة عن داعش وينفي ما يجري في الأنبار من إرهاب ويصفه بأنه ثورة أهل السنة على الظلم والتهمبش من قبل المالكي.!!! وهذا التحالف مع ممثلي الإرهاب في حلف أربيل الجديد أدى إلى تنبيه جماهير التيار الصدري والحكيم بهذه التحالفات المريبة والتي هي بمثابة التآمر على مصلحة العراق. فكتلة (متحدون) تمثل منظمة "داعش" الإرهابية التي تشن حرب الإبادة على الشيعة. إذ قرأنا تقريراً عن ردود أفعال لسلوك هذه القيادات بعنوان:(انشقاقات مُتوقّعة في "الصدري" و "المجلس" لتحالفهم مع جهات "تجامل" الارهاب وتدعمه). وهذا يعني أن قسماً كبيراً من جماهير التيار الصدري والحكيم سيصوتون لصالح المالكي. على أية حال، وكما فشلت الأحلاف الأربيلية السابقة، فلابد من أن تفشل الأحلاف الجديدة، ومهما نجح هؤلاء في شراء أقلام معروضة للإيجار، والتي تحاول التأليب والتأجيج والعزف بالوتر الطائفي خدمة للحكومات الوهابية التي تضمن بقاءها على محاربة الديمقراطية في المنطقة وبالأخص في العراق.
كتب محلل سياسي أمريكي قبل أسابيع مقالاً عن الوضع العراقي توصل فيه إلى استنتاج: أن العراق غير قابل للحكم (ungovernable). وتأكيداً لهذا الاستنتاج، وصلتني قبل أيام بالبريد الإلكتروني رسالة تكشف بوضوح كيف يتحجج خصوم المالكي عليه في أي إجراء يتخذه وأي تصريح ينطق به، قال صاحب الرسالة ما يلي:
(الله يعينك يا نوري المالكي يأمر بانسحاب الجيش يقولون المالكي فشل في موضوع الأمن يأمر بدخول الجيش يقولون المالكي ضرب السنة، يرفض الحوار، يقولون الحوار هو الحل، يذهب للحوار، يقولون المالكي اصطلح مع داعش، يطرد البعثيين، يقولون المالكي قطع أرزاق العالم، يعالج موضوع البعثيين يقولون المالكي بعثي، يذهب لشراء سلاح، يقولون المالكي يريد يضرب السنة، يترك شراء السلاح يقولون جيش المالكي فاشل وغير مسلح، يفوز المالكي في الانتخابات يقولون الانتخابات مزورة)
هذا هو العراق، ولكن رغم كل هذه العقبات والعقليات التدميرية، فلا بد للديمقراطية أن تنتصر، لأن المرحلة هي للديمقراطية، ولا بد للخير أن ينتصر. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ روابط ذات صلة ياسين مجيد: حلف أربيل 1-2 http://alakhbaar.org/home/2014/4/166509.html
ياسين مجيد: حلف أربيل 2-2 http://alakhbaar.org/home/2014/4/166557.html
انشقاقات مُتوقّعة في "الصدري" و "المجلس" لتحالفهم مع جهات "تجامل" الارهاب وتدعمه http://alakhbaar.org/home/2014/4/166770.html
متحدون تكشف عن تحالفها مع المواطن والاحرار لتشكيل الحكومة الجديدة http://alakhbaar.org/home/2014/4/165978.html
فيديو .. اياد علاوي لا يعرف داعش http://alakhbaar.org/home/2014/4/166657.html
صالح المطلك ودعاية الكراهية الإنتخابية – الصياد http://alsayaad.com/archives/35909 عاطف العزي: شبيه الشيء...مقتدى الصدر وأتباعه http://alakhbaar.org/home/2014/4/166353.html
#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا حكومة الأغلبية السياسية؟
-
العلمانية الديمقراطية لا تُبنى على الكذب
-
إسقاط حكم البعث في الميزان (2-2)
-
إسقاط حكم البعث في الميزان(1-2)
-
الانتخابات وهستيرية الحملات التسقيطية
-
بمناسبة مرور 11 عاماً على تحرير العراق من الفاشية
-
مشروع القانون الجعفري وُلِدَ ميتاً
-
هل السيسي أتاتورك مصر؟
-
دعوة لوقف تداعيات مقتل الشهيد محمد بديوي الشمري
-
حرية نشر البغضاء والفتن الطائفية
-
المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، ما له وما عليه
-
ليكن الرئيس العراقي القادم مسيحياً
-
على العراق أيضاً سحب سفيره من قطر
-
مبادرة علاوي لإنقاذ داعش من الهزيمة
-
لماذا يحتاج العراق إلى الدعم الأمريكي؟
-
نهاية البعث في تحالفاته الأخيرة
-
الداعشيان في واشنطن
-
التهميش، وثياب الامبراطور الجديدة
-
الدعم الدولي للعراق يفضح حماة الإرهاب
-
شاكر النابلسي في ذمة الخلود
المزيد.....
-
إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب
...
-
الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال
...
-
الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف
...
-
الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم
...
-
الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها أغام بيرغر تلتقي والديها
-
-حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م
...
-
-الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
-
ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا
...
-
خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في
...
-
الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|