أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - عندما تستعر النيران














المزيد.....

عندما تستعر النيران


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1257 - 2005 / 7 / 16 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


كان يا ما كان وهل حكي صر لو زمان:
كان في قرية نائية من منطقة قويق الشهيرة والتي لم تصل إليها كهرباء ولن تصل قريبا لأنه وبكل بساطة لم تندرج في خطة الحكومة الخماسية المزعومة بداعي الأولويات, وكلنا يعلم ما هي اولويات السادة الوزراء هذه الأيام, طبعا من البداهة أن تعرفوا, رفاهية المواطن والسهر على راحة أهلو.
كان لهذه القرية الجميلة التي تطل على وادي العيون, عيون رقراقة باردة تنعش القادم إليها وتحفر في ذاكرته شيء من عذوبتها, ومناظر خلابة تذهب بعقول زائريها..
كيفما نظرة هناك لوحة رائعة, رسمتها أيادي الطبيعية وزرّكشتها بتنوع أشجارها المتسامقة, ووشّتها بسندس اخضر يملأ الوديان والروابي, فأينما حللت ترى منعرجا سندسياَ ينبسط تارة وينكسر أخرى لكأن أيادي بارعة رتبته على هذه الصورة الساحرة ...
ولك أن تتخيل حدائق بابل المعلقة كم كانت جميلة في حكايا ألف ليلة وليلة وتسقطها على روابي تلك الواحة فتخرج بصورة صحيحة عنها ...
ومما يزيدك بهجة وسرور سق سقت الطيور النادرة والفريدة بأصواتها المتداخلة لكأنها سنفونيات خالدة, والتي تطفي جمالاَ آخر على جمال تلك القرية المنسية.
أما سكانها فكانوا ينعمون بحياة هادئة هانئة بعيدة عن ضوضاء الحياة الصاخبة يكتفون بالقليل لا يطلبون شيء من الدنيا سوى الحفاظ على قريتهم والتمتع بهواءها العليل...
يتزاورن يتشاورون فيما بينهم يذلّلون المصاعب التي تعتري مسالك أبنائهم ويعالجون المشاكل التي تحيق بحياتهم دون تأفف أو شكوى.
وفي ليلة سوداء هبت نار حاقدة لتلتهم الأخضر واليابس في هذه القرية الجميلة .
تنادا السكان على بعضهم البعض والغصة تكاد تخنق الكثير منهم وهول الصدمة سفّر العديد بالسكتة القلبية... إلى مكان ما خارج هذا العالم ...
هبّ الرجال والنساء والأطفال وكل بيده وعاء يملأه من ينابيع القرية الدّفاقة ويذهب إلى هذا المارد الأحمر يرشق بكلتا يديه القليل مما تبقى في وعاءه من ماء نتيجة السرعة والهلع وهو يتضرع إلى الله عله يخمّد شيء من لهيبها, إلا إن النار أتت على آخر غصن في تلك القرية المنكوبة .
وقف السكان ينظرون ما آلت إليه جنتهم الحالمة من دمار وخراب بعد إن أعياهم الإرهاق وصعقتهم الفاجعة وهكذا أخذت تنهمر دموع الحسرة كأنها ينابيع انفجرت في غفلة من الزمن لترد ف تلك العيون الجارية بمياه غزيرة علّها تخفف شيأ من لهيب جذور تلك الأشجار المحروقة .
سمعت الحكومة بما جرى لتلك القرية النائية , بعثت خبراء مختصين للوقوف على ضوء الحالة وحصر الأضرار الناجمة عن هذا الحريق الذي أودى بأرزاق الفلاحين وأتى على مواشيهم بالكامل ...
بحجة التعويض وكشف الفاعل إن كان هناك فاعل
لكنهم لم يروا أحدا من سكان تلك المنطقة المنكوبة فالجميع هام على وجهه ضاربا الأرض طولا وعرض.
كان المكان مقفر تنبعث منه رائحة الموت وكان هناك بعض العمال الذين اتشحوا بالسواد لكأنهم أشباح في مكان مرعب يجمعون بقايا الأخشاب المتفحمة لصالح- متنفّذ- يريد أن يبيعها في سوق اللحّامين.



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام الليل مدهون بزبدة متى طلعت عليه الشمس ذابا
- الحرمان وراء كل عّلة
- ان تضيء شمعة افضل من ان تلعن الظلام
- شر البلية ما يضحك
- الديكة تختال الآن
- هو عيد الأبطال
- عيد العمال لنا نحن العمال
- لا تذهبوا بعيدا في أخيلتكم
- حكى بدري
- معمعة حامية الوطيس
- اسئلة تحتاج الى اجوبة
- تيتي متل ما رحتي جيتي
- تطابق الحريات بين الحضارات
- العالم يحكي عن حق قد طبق في بلد السودان
- الحقوق العجائبية للمرأة الشرقية
- حنين
- الخرافة مازالت سائدة
- كلمات تتلوها كلمات
- انا غلط لأني نمط
- مريض نفسي


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - عندما تستعر النيران