عابر وطن

علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 15:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

قد يكون من الحكمة أنه حين تشعر ببشاعة في علاقة , عليك حينها أن تتهيأ وتهرب حتى عندما يكون الطرف الآخر من العلاقة وطناً , ففي أزمنة الخيانة المستباحة أزمنة انفلات القيم وتأرجح المبادئ قلما تحظى بأمان الأمكنة لأنها بالضرورة تكون مرهونة بقدر قاطنيها اللذين يشاركونك الحق في الإقامة بنفس القدر ونفس السوية دون النظر إلى مآلاتهم المستورة المغلفة بشيء من الكذب ونفاق العبور نحو الغد الذي قد يبتغونه معنوناً برائحة غير منتمية لأريج أجدادنا اللذين ما انفكوا مطالبين بنقاء النسل ورتابة الانتماء . قد يكون من الحكمة تحاشي قدرا ما من المواجهة في توقيت قد لا يكون لمصلحة الكرز البري الذي أبهج حقولنا لقرون خلت , تلك المواجهة التي قد لا تبقي إلا على السيء من الأشياء والتي هجرت حاضرنا الجميل لأكثر من برهة ولأكثر من زمن والذي بقي حابلاً برائحة الزعتر البري والتين والزيتون , فالكل بات مسكوناً بقدر ما من مس الخيانة والجبن والجنون في هذا الزمن الرديء الذي بدوره استكان برتابة لقدر الضعفاء والخونة , هذا الزمن الذي ابدع في توجيه طعم الملوحة وألوان الرماد نحو المزيد من آفاق الظلالة والضياع . هو زمن الجبناء بامتياز يتسابقون في التخلي عن مقدسات لم تكن لهم , حيث لا مقدسات في قواميسهم البليدة سوى التنازل عن ما بقي لديهم من قيم ورثوها بالفطرة دون التمعن في عناء الظفر بها , هو زمن التغافل حيث قال عنها معاوية بن ابي سفيان ( ثلث الحكمة فطنة , وثلثيها تغافل ) عليك أحيانك أن تستبعد فطنتك عن دربك وتستسلم للتغافل ولو لحين خصوصاً بعد أن ذقت مرارة العبور عبور الوطن نحو فضاء ليس فضاءك وفراش ليس فراشك , كل شيء لا يحمل رائحة أجدادك لا ولن يكون لك ,عليك أن تضع ذلك في أولويات اعتبارك وترصد ما تبقى من رصيد زمني لديك لتجاوز ذلك, ولا تدع أي مجال لتوريث ذلك إن فاتتك البرهة وغافلتك المنية في يوم من الايام .......

#علي_مسلم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات