أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صباح اليوم، الأربعاء الموافق 23 أفريل 2014، وصلني بيان على خلفية مؤتمر فلسطينيي أوروبا في لندن وقعته كوادر فتح – إقليم فرنسا، عنوانه يغني عن موضوعه: "لا لمشروع الإسلامويين ولا لتصفية المشروع الوطني ووحدة القرار نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني" –يا سلام- فَضَّتْ فلسطين فاهم، الأوائل كالأواخر، لأن لا الفتحويين أصحاب البيان ولا الحماسيين أصحاب المؤتمر ينتمون إلى هذه المسكينة المشحرة فلسطين لا إلى زَمَنِها ولا إلى حُلُمِها، خطاب الواحد كالآخر أكل الدهر عليه وشرب، وذرائع الواحد كالآخر واهية، فعن أي مشروع إسلاموي يتحدث الحماسيون، ومشروعهم جهنم، وبعبارة أخرى إخوان المخابرات، وعن أي مشروع وطني يتحدث الفتحويون، ومشروعهم الجنة، وبعبارة أخرى أوسلو الخراب، في الوقت الذي يمشي فيه مشروع تهويد القدس على قدم وساق كما يمشي مشروع تهويد كل البلاد من البحر إلى النهر، ومحمود عباس يحمد، وأكرم هنية يهنئ، ويأتي كل هؤلاء الأقزام ليبيعونا وطنية، ويعاهدونا على ألا يكونوا خائنين لأرواح ودماء الشهداء!
الشعب الفلسطيني لا يستحق العيش لأنه يقبل بمحمود عباس وعصابته منذ العام 1965 أكبر دكتاتورية في التاريخ ولا يفعل شيئًا، لأنه يقعد عن فعل أي شيء ليزيل الاحتلالين الإسرائيلي والفلسطيني، لأنه لم يقدم من التضحيات في قرنٍ واحدًا بالمائة مما قدمته شعوب الربيعات العربية في شهر، لأنه لا يرى كيف تجري المفاوضات على حسابه في الفراش بين صائب عريقات وياسر عبد ربه وليفني تسيبي، وأنا هنا لا آتي باستعارة بل بفيديو يستطيع الكل رؤيته على أنترنت. آه! يا ليتني كنت ياسر عبد ربه أو صائب عريقات، لأجل رِدف تسيبي أبيع أمي وأبي وربي وكل فلسطين!
الشعب الفلسطيني لا يستحق العيش لأنه يجتر غسان كنفاني وإميل حبيبي منذ العام 1972 كما يجتر اللُّبان دون أن يقرأ لا الأول ولا الثاني ولا الذين سبقوا الثاني والأول بمئات آلاف السنين الشمسية، وقفزوا بالأدب الفلسطيني إلى أعتاب المجرات، فهو شعب لا يقرأ، مثقفوه كأمييه لا يقرأون، وشعب لا يقرأ لا يقبل بالجديد لا يفهم ما الجديد لن يفهم ما القديم ولن يدرك كيف يقاوم، الاحتلال، في السياق الفلسطيني، قديمه وجديده، الظلم، في السياق العالمي، جديده وجديده، ويجعل من قضيته قضية الكون. اليوم لا أحد في الغرب –ولا على سطح الأرض- يتكلم عنا، لأننا ألقينا بنا في صناديق القمامة. آه! يا ليتني كنت حسكة عفنة، لأجل أن أُزْكِمَ أنفَ العالم!
الشعب الفلسطيني لا يستحق العيش لأنه يقوم مع الدين ويقعد منذ آلاف الأعوام بدون كلل أو ملل، بصلاة أو بدون صلاة، لهذا يقدس الاحتلال، يركع للآلهة، نتنياهو وهنية وعباس وأوباما ورِدف ليفني تسيبي، يكتفي بالدعاء، يتوجع ولا يصرخ، يُجارُ عليه ولا يغضب، تساق زوجته إلى الماخور ولا ينهق. الشعب الفلسطيني بدينه قواد نفسه، مومس نفسه، إله نفسه. آه! يا ليتني كنت إله نفسي لأشخ عليّ كلما قَضَيْتُ حاجتي!
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟