أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - حمارُ الحاخام حكيمٌ أمّا حماري أنا فحمار














المزيد.....

حمارُ الحاخام حكيمٌ أمّا حماري أنا فحمار


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 23:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إنه العدد (5 ) من سلسلة مقالات بعنوان : " برّ وتوكلات حكماء صهيون" .
نعرض فيها بعضاّ من مقتطفات الروايات والقصص التراثية ، حول حكمة وبرّ وصلاح وتقوى حكماء بني صهيون من الشعب اليهودي عبر التاريخ . نحن بحاجة لأن نتعلم دائماً الحكمة ومن كل مصادرها، خاصة في عصرنا وأيامنا التي يتوفر فيها كل شيء ما عدا الحكمة التي شحّت كثيراً ونحن بأمس الحاجة اليها لنعيد بناء الانسان بشكل متكامل، لتكون حياته وعلاقاته متوازنة ومتكاملة في كافة مستوياتها. والتراث الانساني غزير بالدروس وبالحكمة .

يعتبر الحاخام حنينا بن دوسا ( ח-;-נ-;-י-;-נ-;-א-;- ב-;-ן-;- ד-;-ו-;-ס-;-א-;- ) واحداً من بين أكبر حكماء بني صهيون في القرن الأول الميلادي ، وكان تلميذا لمعلم وحكيم صهيون الكبير والشهير (يوحنان بن زكاي).
حين وفاته دُفن حنينا في بلدة عرابة ע-;-ַ-;-ר-;-ָ-;-ב-;-ָ-;-ּ-;-ה-;- في الجليل، التي تسمى أيضاً بعربة البطوف.
من أقوال هذا الحاخام القديس :
مَن (مخافته لله) وخوفه من الخطيئة تتجاوز حكمته ، فحكمته ستدوم. لكن من تتجاوز حكمته هذه المخافة سوف لن تدوم حكمته.
الرجل الذي تكون أعماله أكبر من معرفته ، فمعرفته ستدوم ، لكن من تكون معرفته أكبر من أعماله سوف لن تثبت معرفته.
الرجل الذي مَلكَ ارادة صالحة للبشرية فهو حبيب الله ، لكن من لا يحبّ البشر فليس بمحبوب من الله.

يُروى أن الحاخام حنينا كان يملك حماراً نشأ وكبر في بيته ، وكان الحمار معتاداً على حمل الرجل الصالح الحاخام حنينا على ظهره ، في تنقلاته.
في أحد الأيام وبينما كان الحمار يتجول في حقل الحاخام لوحده يلتهم من العشب والحشائش الخضراء في الحقل، مرّ مجموعة من اللصوص ورأوا الحمار وهو بحالة جيدة وقوياً،
فقال أحدهم للآخر: لنسرق هذا الحمار القويّ فانه سيخدمنا كثيراً في حمل المواد التي سرقناها، وسيتمكن من خدمتنا في مهماتنا الكثيرة".
فتقدموا نحوه وربطوا عنقه بحبل وسحبوه معهم الى أن وصلوا مكانهم السري في حقول إحدى البلدات. ولاحظوا بعد بعض الوقت أن يبدو على الحمار التعب والارهاق، فعللوا ذلك لسبب العطش والجوع ، فأعطوه ليشرب ماءاً مع بعض الشعير ليأكل . لكنهم لاحظوا أنه لم يأكل شيئاً ولا يبدو على مايرام.
احتار معه سارقوه، وظلّ على هذه الحال رافضاً أن يأكل شيئاً أو أن يشرب الماء لمدة ثلاثة أيام ، كما أنه توقف عن الحركة فظلّ جامداً في ذات المكان من الحقل .
يبدو أن الحمار قد شعر بأنه مسروق وليس في بيته وما يقدّم له للأكل يبدو كذلك مسروقاً هو الآخر فلم يأكله ؟
احتار اللصوص مع حمار الحاخام حنينا بن دوسا ، وفكروا بأنه سوف لن يخدمهم وهو على هذا الحال من الضعف ، ففكروا أن يحلّوه من الحبل المربوط به ليلاً ويتركونه حراً. وأخيرا فعلوا ما فكروا به وتركوه. فخرج السيد الحمار المنهك من الجوع ويظهر عليه الحزن والضعف. لكنه شعر أكثر بالحرية ، وبدأ بالسير طيلة تلك الليلة ، وعند الفجر تمكن من الوصول الى بلدته واتجه الى دار الحاخام ، لكن بوابة الدار كانت لا تزال مقفلة في تلك الساعة المبكرة والحاخام واسرته لا زالوا نياماً. فبدأ الحمار بالنهيق خارجاً بصوت عالٍ وكأنه يطلب من أصحابه فتح البوابة.
صحى ابن الحاخام وبدى له أنه يسمع نهيق حمارهم المفقود ، وتأكد من نهيقه فأيقظ أبيه الذي سمع هو الآخر نهيق حماره ، طالباً من ابنه أن يذهب بسرعة ويرى الحمار ويفتح له البوابة. فذهب وفعل. فاندهش حين رؤيته حمارهم العائد متعباً منهكا هزيلا وليس على ما يرام ، فأسرع لحمل ما يسعفه به، فبدأ الحمار بالأكل من جديدٍ بنهمٍ ومنتشيا من جديد. وعاد الى العمل في خدمة الحاخام الصالح حنينا .

المحادثة بيني وبين الحكيم الحاخام حنينا :
قلت للحاخام : هنيئاً لك، وما أسعدك يا حاخام بحمارك الذي تعلم الوفاء والحكمة منك .
وما أسخمني وأسخم حظي بحماري أنا !
ردّ الحاخام مستغرباً : ولماذا ؟ وماذا فعل بك حمارك ؟ !
أجبته أنا : حمارك أنت عصى على اللصوص إجباره للخضوع لهم وطاعتهم ، فاعتصم وصام عن الأكل والشرب لديهم ، ورفض أن يخدمهم رفضاً قاطعاً .
أما حماري أنا ، فيا لحظي العاثر ويا لتعاستي مع حماري .
حماري أنا اتفق مع اللصوص الذين سرقوه مني ،
ولم يشتغل حماري ويساعد اللصوص في النهب والسرقة وحمل كل ما يسرقون فقط،
بل وصلت به حماقته ووقاحته الى حدّ
أنْ جاء بهم الى بيتي
فاحتلوه وسرقوا كل ما فيه من ثروتي
وثروة أبنائي الطيبين المساكين .
وحمّل اللصوصُ على ظهر حماري كلّ كنوز العمر،
وقام حماري بنقله لهم الى بيوتهم ،
وساعدهم في قتل من خدموه
وأطعموه وأحبوه طول عمره
فاعتدوا على أبنائي وقتلوا بعضهم ،
وسرقوا كل شيء
ولم يُبقوا لي إلاً الآهات والفتات
وذكريات عمر فات .
سألني الحاخام : وما اسمك يا بنيّ ؟
أجبته : العراق.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبك قاسِ كحجر الماسِ
- برّ وتوكلات حكماء صهيون (4) الرابي وحمار الأعرابي
- بر وتوكلات حكماء صهيون ( 3 ) الحاخام فنحاس وكيسي الشعير
- بر وتوكلات حكماء صهيون 2 رابي يهوشع والقصاب
- بر وتوكلات حكماء صهيون 1 رابي عقيبة : رحلة مع ديك وحمار
- زنبيل بيض النصراني يقتل خليفة أموياً
- أول رابي امرأة في التاريخ كانت عراقية وليس ألمانية
- الدجاجة في اليهودية
- صور رائعة ومشرقة من تاريخ الكنيسة الروسية
- ميزات الهوية الارثوذكسية للشعب الروسي
- جوهر الحكمة أن تُدرك كم أنك بعيد عن الحكمة
- لليهود تاريخ في شبه جزيرة القرم واوكراينا
- الزوجات يصنعن الرجال والحكومات من يصنعها ؟
- رسل : حامل صليب السلام وحب البشرية
- من تاريخ يهود روسيا : يهود جبال القوقاز
- الألعاب الأولمبية الشتوية على أرض الابادة الجماعية للشركس
- النبي ايليا وجمال المرأة
- رابي يهودي يضع يديه على رأس البابا
- رحلة مع ايليا النبي : لماذا يفعل الله هكذا بنا ؟
- مَن منّا غير مصاب بداء العنصرية ؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - حمارُ الحاخام حكيمٌ أمّا حماري أنا فحمار