أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رسمية محيبس - حصاد














المزيد.....

حصاد


رسمية محيبس

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


حصاد
قراءة في رواية راشد يحصد للكاتب حسن عبد الرزاق
سرد مشوق قام به حسن عبد الرزاق في روايته الجديدة (راشد يحصد ) وكشإنه في جميع كتاباته يقوم حسن عبد الرزاق بإستعراض الأحداث بقلمه اللاذع ,يسرد أحداث الحرب وما مر على العراق قبل التاسع من نيسان 2003
أحداث يحفظها القارىء عن ظهر قلب لكن حسن عمد الى الترميز فحزب البعث أحد أقطاب الرواية سمي حزب الآمال والحزب الشيوعي حزب الشمس ,أما الناصرية التي دارت فيها أحداث الرواية فقد أسماها أورنايم والجيش الشعبي جيش الأمة وغيرها من الرموز التي إتخذها الكاتب منطلقا في عمله الروائي ,فالقارىء يتابع أحداثا واقعية مرت به وعاشها فعلا وبطل الرواية (راشد أبن تايه )أحد أقطاب حزب البعث تدرج حتى أصبح أكبر مسؤول حزبي في أورنايم
له ماض مشبوه فقد عرف بمطاردته للفتيان كان عضوا في حزب الشمس وتم القبض عليه بواسطة أحدى القحاب التي جندها الحزب القائد فوقع بيد رجال الشرطة وخرج من السجن وهو عضو في حزب السلطة يطارد المتمردين من حزب الشمس وينكل بهم
راشد رجل جاء من المجهول زوج قحبة ولوطي معروف في المدينة وتلك هي إخلاقيات البعثي المسؤول على ذمة حسن عبد الرزاق والأحداث التي تجري في زمن سلطة البعث من حروب ومطاردات ودمار ونزاعات كلها تدور في مدينة أورنايم
إن الكاتب يرمز من خلال راشد بن تايه الى شريحة كبيرة من الطفيليين المتلونين الذين يتنقلون من حزب الى آخر حسب الظروف ,
هذا الحزبي الذي ضبط في حادث إخلاقي في أحد البساتين عاريا مع أحد المخنثين والذي وقع في قبضة رجال الأمن ليتم فصله من الحزب ومصادرة السيارة التي اهداها له الرئيس القائد لإخلاصة في التنكيل بأعداء الحزب وتصديه لكل من تسول له نفسه الإساءة للحزب وقائده ,يختم سوقه جنديا الى أحدى الجبهات وهناك يقع في أسر الدولة المجاورة .
ما يلاحظ على رواية حسن عبد الرزاق تسارع الأحداث فالقارىء يركض مع الحدث متقطع الأنفاس فهي رواية مشوقة لولا إبتعادها عن الخيال فهو يسرد احداثا واقعية يعرفها القارىء مسبقا مع وجود عناصر السرد الأخرى لكن الخيال يحلق بالأحداث والشخصيات الى مديات أرحب ويمنح العمل الروائي سحره وشاعريته وجماله
يقف راشد بن تايه مع الحشد المبتهج بالخلاص من الآمال وقائدهم بعد إختفاءه أو أسره يعود مجددا ويهو يحدث نفسه لا أحد يعرفني من هؤلاء المحتفلين بسقوط النظام لأنهم لم يولدوا بعد آنذاك عندما كنت ارتدي بدلة الحزب الزيتوني
لذلك شارك المحتفلين بسقوط الصنم ولوح بالتحية لهم فهو أحد المناضلين العائدين من الغربة
يصف حسن سقوط السلطة المحلية في أورنايم
(نزل الرجال على إيقاع الهتافات والتصفيقات تحميهم بنادق حراسهم الخاصين وبنادق الجنود الأجانب المنتصرين وتبدل الحال بالرفيق راشد بن تايه الذي أذاق المدينة الويل بمسدسه ومطارداته الحزبية ,فإذا به مع القادمين الجدد في سيارته البيك آب يخرج منها كف ذات خواتم من الفضة لترسم تلويحة إحترام لبعض الأيادي المرحبة )
كانت لحيته ذات لونين للدلالة على ورعه وسمرته الداكنة أخفت ملامح البعثي صاحب المسدس الهائج الذي أستقبل بحفاوة وكأنه قادم من كوكب المريخ فقد أصبح عضوا في حزب الخلاص ورئيس لجنة المشتريات في مجلس المحافظة في العهد الجديد رغم ماضيه الأسود الذي عاد اليه رأسا .
إنها رواية تكشف الفضائح التي مارسها رجال السلطة ,فالكاتب حسن عبد الرزاق إبن المدينة المطلع على أسرارها وخفاياها ولذلك فقد سلط أضواءه الكاشفة على عوائل المسؤولين الكبار وأستعرض سيرهم الشخصية عبر سيرة راشد بن تايه البعثي الذي تم حزب وسوقه فصله من الحزب وسوقه الى جبهات القتال وما حدث في غيابه من احداث
ما يلاحظ على رواية حسن خلوها من العناصر النسوية فما عدى سهام زوجة راشد الساقطة والتي سخرت نفسها لخدمة حزب السلطة ثم تحولت الى مومس تمارس الزنا علنا بغياب الزوج وغفلته في مهماته الحزبية سابقا
وشخصية بديعة الترفة وهي قوادة ووكيلة في الأمن ولا نجد سواهما سوى والدة راشد وكان من الممكن أن يجعل منها الكاتب إمرأة مختلفة ولكنها شخصية هامشية لا صوت لها فهي تراقب الأحداث فقط ولا تؤثر فيها
راشد يحصد هذا العنوان وما فيه من غرابة عمد اليه الكاتب ليرمز الى الحصاد الذي جناه رجال السلطة لما قاموا به من دمار وخراب ووحشية
ويعود العنوان بالقارىء الى تلك الفترة أيام راشد يزرع وقد حصد راشد نتيجة عمله ببراعة القاص وروحه المشاكسة الذكية



#رسمية_محيبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اللقاء يا صديقي
- بعيدا عن الشعر
- جثث
- غبار الكلمات
- قميص أزرق
- غرس
- علوان حسين شاعر يكتب بقلبه
- منبر الوردة
- الأدب النسوي في المربد
- كازيمودو
- شاعر يشبه الجنوب
- أنت وأنا
- خوف
- أرميك كبذرة وأهطل عليك
- الأب ياناروس
- شاعرة
- أم نزار
- رسالة الى فاطمة العراقية
- آراؤكم في الشاعرات
- هنيئا لك الفوز يا سيدي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رسمية محيبس - حصاد