أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - انطباعات سينمائية : الشخصية الروائية في السينما














المزيد.....

انطباعات سينمائية : الشخصية الروائية في السينما


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 19:21
المحور: الادب والفن
    


لا شك انّ السينما او الفن السابع تعدّ من ارقى الفنون , وذلك لما لأستيعابها او احتوائها لاشكال سائر الفنون , من اهمية , ارتقت بها إلى المصاف الذي هي عليه الآن.. فهي شكل فني قائم بذاته رغم توافرها على العديد من الاشكال الفنية . الاشكال التي تحدد ملامحها, وتجعل منها شكلا فننيا يتفرد بسماته التي تميّزه عن الاشكال الفنية المجاورة . رغم انّ تلك الاشكال تدخل في صميم تقنيتها وخواصها , وتأخذ مساحة جمالية واسعة من تكوينها او معالمها التي تمنحها علامتها او شكلها الفني المتميز ..فاشكال فنية قائمة بذاتها , كالموسيقى والعمل الروائي , وهذا الاخير هو المحور الذي نحن بصدد معالجته او الذي يدور حوله الموضوع . فمما لا شك فيه على الاطلاق , انّ الفيلم السينمائي يعدّ العمل الروائي احد العناصر الفاعلة التي تمنح الفيلم هويته الابداعية والجمالية . بالرغم من انه يشكل مع بقية العناصر الفنية الشكل النهائي للسينما . ويسهم معها في رسم ملامح الفيلم .. لكن جودة الفيلم من عدمه لا تتوقف على اهمية وجودة الرواية فحسب , فجميع الاشكال المساهمة في انتاج وصناعة الفيلم , معنية بالامر .. ولكن ثمة امرا على درجة كبيرة من الاهمية ينبغي الإشار اليه ,. ذلك الامر يتعلّق على نحو ما ,بالروايات التي بطبيعة بنيتها ومحتواها و شكلها لا تخضع للتقنية او المعايير السينمائية , لا سيما فيما يتعلق بالموضوع الروائي , فالعديد من الروايات التي أُعدّت للسينما . لم تحظَ بذات الشهرة التي تمتعت او احرزتها الرواية . ولم تلاقِ صدى يذكر لدى المشاهد . وذلك للفجوة الواسعة الفاصلة بين الشكلين الفنّيين , التي اربكت المقاسات الفنية . ثمة اعمال روائية على درجة من التقنية لا تناسب السينما , فضلا عن الموضوع الروائي المعالج .. فكثيرا ما اساءت السينما للرواية او حسرت من مساحتها على مستوى التلقي . فالذي شاهدها كعمل سينمائي فاشل , علقت في ذهنه صورة الفشل وانسحب ذلك الفشل على الرواية غير المقرؤة بالنسبة للمعني .. ولا نعني هنا القارىء للرواية ..فالفيلم بقدر ماالحق الضرر بنفسه , فهو بذات القدر انّ لم يكن مضاعفا أضّر بالرواية ..فمثلا رواية .. كالمستنقع لحنا منيا . تعد من اجمل ما كتب حنا مينا او تصنف في خانة الروايات التي حظيت بصدى طيب على المستويين المتلقي والناقد ..ولكن سينمائيا لم تحرز ذات القدر من النجاح .. وهذا الامر ينطبق على العديد من الروايات .. فالرواية شكل فني قائم بذاته . كبقية الاجناس الفنية , تتمتع بخواص وسمات على مستوى التقنية مغايرة لتقنيات السينما . فضلا عن انها جهد فردي يمتلك رؤية موحّدة , على العكس من العمل السينمائي الذي يتطلب تظافر جهود جماعية كفريق متجانس .. تقودهم رؤية المخرج للعمل والتي يسهم باقي اعضاء الفريق في بلورة تلك الرؤية .. فالمصور السينمائي مثلا على دراية مسبقة بثقافة ورؤية ومزاج واسلوب عمل المخرج .. لهذا نجد بعض المصوّرين يقرأون ما يدور بخلد المخرج او يقرأون رؤيته قبل ان يفصح عنها حتى . وذلك متأتي من تطابق او تجانس الرؤى على الاقل في حدها الادنى ..ولذلك يكون تصوير المشاهد على درجة من الدقة والجمال .. فمخرج مثل فيليني كان لا يحتاج لتوجيه مصور افلامه . في كيفية معالجة المشهد عبر الكاميرا ..الراوية ليست بحاجة لكلّ ذلك .. فهي كما اشرنا عمل فردي تماما .. يعتمد الخيال في نسبة كبيرة من الاحداث والجو العام وبناء الشخصيات . فضلا عن الوقائع المستمدة من الارض ..والرواية اضافة لما مرّ ذكره توفر للمتلقي حرية واسعة ومتعة في رسم ملامح الشخصية الروائية . عكس السينما تماما فهذه الاخيرة تحد تماما من سعة الخيال .. فتفرض منذ البدأ ملامح الشخصية الروائية المعدّة للسينما .. فالمشاهد ليس بمقدوره انّ يسهم في انتاج ملامح الشخصية او حتى تحديد شكل اختياراتها ومزاجها او ميولها ..بينما في قراءة الرواية فالامر مغاير .. حيث تنهض مخيّلة القارىء بانتاج ملامح الشخصية فضلا عن المعنى .. فشخصية زيطة احد ابطال رواية زقاق المدق والتي اعدت للسينما . اجهضت مخيّلة المشاهد القارىء , اقصد قارى الرواية ...فكل من شاهد الفيلم .فلم تبارح مخيّلته شخصية الفنان توفيق الدقن الذي نهض بتجسيد شخصية زيطة الروائية ..فزيطة السينمائي ازاح او محا زيطة الروائي .. وبذا امحت السينما متعة المخيّلة او اجهضت عند المشاهد القارىء متعة انتاج ملامح الشخصية



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصابع الملطخة بالدم البنفسجي
- التوابيت بوصفها صناديق بريد مستعجل
- سانتخب : الجنّة على الارض
- اصدقاء الفيس بوك : غابة من الاشباح
- كتّاب الفيس بوك : خارج نطاق الخدمة الورقية .. وصناعة النجوم
- تأملا ت في الموهبة والاسلوب
- تأملات في ظاهرة التكرار : النصوص انموذجا
- مخطوطة السيرة والحرب : ابو طويله .. / احلام الرماد والنساء
- مخطوطة : على مقربة من سلمى والحرب
- استذكارات في مقاطع _ 1 _ على تماس من تخوم السيرة والحرب
- حمى الاتخابات : صراع على المال والسلطة / بين العمامة والعمام ...
- تأملات : في الحدث الروائي / الفنان شادية مثال
- وراء كواليس الانتخابات
- تأملات مختزلة في الزمن والنسيان
- اخي الناخب , اختي الناخبة : حذار إنهم قادمون
- الاغلبية الصامتة سوف تجدّد صمتها في الانتخابات
- انتخابات الكهنة : البرابرة قادمون بقوّة
- لا تنتخبو العلماني ..........!!!! : دعوة للكراهية
- شرعنة اغتصاب الطفولة : قانون الدعارة المشرعن
- صنّاع الطواغيت .. / الشاعر العامّي او ما يسمى بالشاعر الشعبي ...


المزيد.....




- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
- وفاة صاحبة إحدى أشهر الصور في تاريخ الحرب العالمية الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - انطباعات سينمائية : الشخصية الروائية في السينما