أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - مِن المتن إلى الهامش ( 2 )















المزيد.....

مِن المتن إلى الهامش ( 2 )


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 12:26
المحور: الادب والفن
    


***
مِن المتن إلى الهامش ( 2 )
***
1 ـ
***

لم يترُكِ الشعراءُ في أَجْسادِ الشخْصِيّاتِ الأسطوريةِ مكاناً لَم تُطرزْهُ الكلماتُ حتى اُسْتُهلِكَت وتَهرأَت فعافتْها العقولُ والأقلامُ لتتفَرّغَ إلى اسْتِدْعاءِ كائنٍ اُسطوريٍّ آخر هو طائرُ الفينيق لكي يُرْجَمَ بصورِهم الشّعرية إلى أَنْ أُجْبِرَ هو الآخر على الرّحيلِ فطار ولم يَعُد، ثم اُسْتُدْرِجَ إلى شباكِهم طائرُ النورسِ فَجَلَدوهُ بآهاتِهم ومُناداتِهم ومُناغاتِهم مِثلما جَلَدوا مِن بعدِهِ السنونو حتى فرّا خوفاً من غضبةِ الشّعراء أو مِن تَدْليلِهم الزائدِ وأخيراً وليس آخراً جاء دَوْرُ الوردةِ التي لم يُبقوا عليها ثوباً فتعرّت تماماً وما عاد سترٌ فيسترَها .. أيّها الشعراءُ اُتركوا المُتَيسّرَ واحفروا في جسدِ المُستحيلِ .. ابحثوا في ما وراء الخيالِ .

***
2 ـ
***

صورٌ شعريةٌ وأفكارٌ مُستوحاةٌ مِن لوحاتٍ أو صورٍ فوتوغرافية أو مِن شعاراتٍ يرفعُها بوجهِ العابرِ طريقٌ هي قَطعاً ليست صورَكَ ولا أفكارَكَ رغم ما فيها مِن إنزياحاتٍ جماليةٍ .. فابتعدْ عن هذا المَأتى .

***
3 ـ
***

ما الذي يَبقَى مِن سحرِ المكانِ وجمالهِ
لو وقفَ إلى جوارِكَ شخصٌ
يَسلبُ متعتَكَ ويُصادرُ بِقَرَفِهِ لذّةَ المشهدِ ؟
ما الذي يبقى مِن قيمةِ المكانِ
لو تواجدَ فيه مَن يُحيلُ حياتَكَ جحيماً ؟
ما الذي يبقى مِن دهشتِكَ بعذوبةِ رؤيةِ المكانِ
لو حجبَتْها عنكَ قامةُ فاسدٍ ؟


***
4 ـ
***

ليس الشعرُ تعليقاً على لوحةٍ ما
أو صورةٍ فوتوغرافية يُستوحى منهما

***
5 ـ
***

ابعدوا عن أنفي روائحَكم الكريهةَ فأنتم والله مَن دمّر حياتي وأحرقَ أحلامي ثم نثرَ ما تبقى مِن رمادِها في الهواء .

***
6 ـ
***

نحن العراقيين أشْعَر العربِ فلدينا مِن الوقتِ ما يكفي لنكتبَ الشِّعرَ وليس بيننا شاعرٌ كبير لأننا جميعاً " كبارُ !!" ، لكنّ مِنّا المشاهيرَ وهذه سِنَّةُ الشِّعرِ والشعراءُ في الشهرةِ .. القليل منهم مَن تُقبلُ عليهِ الشهرةُ .. ثلاثة أو أربعة في كلِّ زمانٍ ، إنما تجدُ عند المشاهيرِ مواطنَ ضعفٍ كثيرةً وعند سواهم مِن غيرِ المشاهير مواطنَ قوةٍ .. نحن العراقيين أشعر البشرِ لأننا عاطلون عن كلِّ شيءٍ إلاّ في الشعرِ فلا نعملُ في الصناعةِ وليس لنا باعٌ في التجارةِ ولا في الزراعةِ ولا نُنتجُ الكهرباءَ ولا المكائنَ وليست لدينا وسائطُ نقلٍ مركزيةٌ أو على شكلِ مؤسساتٍ وشركاتٍ كبيرة وليست لدينا سفنُ وبواخرُ وبحارٌ .. نحن رومانسيون نُحبُّ البعرَ والسرجين ونعشقُ السكنَ في الأهوار والصرائف ولا نحبُّ التجديدَ في أيِّ شيءٍ إلاّ في الشعرِ .. نحن العراقيين نُحبُّ الباميا والباجة وقنّينةَ العرق والكاولية مثلما نحبُّ اللطمَ والسوادَ والبزخَ والبكاءَ على كلِّ شئٍ حتى على "كوندليزا رايس" فيما لو وضعنا لها قصيدةً وسلمناها للنائحةِ أو للرادود .
نحن إذاً عراقيون طيبون وحمقى.

***
7 ـ
***

أنا مَنْ تُطوِّحُ بهِ الحاسّةُ السّابعةُ دوماً .. وذاك العطرُ النسائيّ مِن دونِ عطورِ الأرضِ لا يُثيرُ عندي شهوةً غيرَ شهوةِ الحنين . إنَّها حاستي السابعةُ مَكْمَنُ الغرائزِ التي لا تنضب .

***
8 ـ
***

الحناجرُ التي هتفتْ لصلبِ المسيح هي نفسُ الحناجرِ التي صارتْ تَنْدبُهُ وتَرْثيه .. الحناجرُ التي هتفتْ بحياةِ الدكتاتور هي نفسُ الحناجرِ التي هتفتْ بموتِهِ!!

***
9 ـ
***

الحكمةُ عقلٌ .. الشعرُ روحٌ مجنون .. المسافةُ بينهما جادّةٌ للتأملِ والحُلمِ . الشعرُ إلى مَخدعِهِ يُغوي الحكمةَ .. يتنازلُ ليكونَ نظماً .. الحكمةُ لأنَّها عاقلةٌ لا تُحبُّ مخدعَ الجنون .. لا تُريدُ أن تكونَ شعراً .

***
10 ـ
***

الوجوهُ التي كانت تُعذّبَنا في ذاك الزمانِ هي نفسُ الوجوهِ التي باتتْ تتسلّطُ علينا في هذا الزمانِ . لا شيءَ تغيّر .. فقط تضخَّم حجمُ الجريمةِ وازدادتْ أعدادُ المجرمين .. لا شيءَ تغير .
ليس العراقُ وطناً لي ولأمثالي .. العراقُ وطنٌ للبعثيين كان وسيبقى كذلك لأنَّ أخلاقَ العامّةِ تسيرُ في هذا الإتجاهِ .. مهما حاولتُم مِن وضعِ المساحيق على وجهِ الراهنِ ومهما حاولتُم مِن تجميلِ الصورة .. لا ينفعُ كلّ هذا .. العراق لن يستقرَّ.

***
11 ـ
***

مازال وجهُ القاتلِ بوجوهِنا يتمرأى .. مازال وجهُ القاتلِ يتجوّل بيننا .

***
12 ـ
***

المثقفون الذين لم يَتركوا العراقَ ـ بغضِّ النظرِ عن انتمائهم السياسي ـ حتى العام 1991 ، أكثر تكافلاً وتعاضداً فيما بينهم فالشيوعي في الداخلِ أقرب للبعثي مِن شيوعيّ الخارج .. ربما كان هذا التقاربُ بسبب الحروبِ التي زادتْ من شدِّ لحمتِهم أو بسببِ الحصارِ الإقتصادي الذي جَعَلَهم في العوزِ سواء أو بسببٍ مِن طبيعةِ النظام " ..... " أو لاجتماعِ كلّ هذه الأسباب .. بينما المثقفون الذين خرجوا في نهاية السبعينات ـ ومنهم الشيوعيون ـ فهُم في الغالبِ مُتباغضون ، مُتكارهون ، مُتحاسدون .. يعملُ كلٌّ منهم على إقصاءِ الآخر واستبعاده وتهميشهِ ما أمكن، ربما بسببِ خللٍ في التربيةِ الحزبيةِ أو بسبب سطوةِ المنافي التي تُخرّبُ النفوسَ .. وهم مازالوا على الدربِ حتى وَصَلَ إلى المنافي آخرون بعد العام 1991 فازدادتِ الهوّةُ بينهم وكبرَ الشقُّ . على أيِّ حال هذا رأيٌ تشكّل مِن تجربةٍ.

***
13 ـ
***

في ليلِ 11 ـ 12 ـ 1978 كنتُ في مُنتصفِ الصّحراء .. كنتُ أقربَ للسماء . مشيتُ بعد تلك الليلةِ سبعةَ أيامٍ بلياليها .

***
14 ـ
***

إلى الروايةِ لا يجوز أنْ تنقلَ معلومةً تاريخيةً أو علميةً خطأً .. عليك أنْ تبحثَ طويلاً حتى تقدمَ على خطوتِكَ ، لأنَّ الروايةَ ستصلُ إلى أيدي قرّاء مُتفاوتي الثقافة .. وربّما إلى مُتلقٍ محدودِ الثقافة .. الأمرُ ينطبقُ على التراثِ فليس مِن حقِّكَ أنْ تنفيَ واقعةً تأريخيةً مُتفقاً عليها بإجماعِ علماءِ التأريخ دونَ أنْ تُثبتَ نفيَكَ ببراهينَ دامغةٍ .. فعلى سبيلِ المثالِ لا يحقُّ لكَ أنْ تبررَ خيانةَ ابن العلقمي فقط لأنّهُ مِن طائفتِكَ أو مِن قبيلتِكَ .. عملٌ كهذا خيانةٌ تأريخيةٌ لا يجوزُ تمريرها وهو خيانةٌ للأمانةِ العلميةِ .

***
15 ـ
***

الشعرُ لا يتحمّلُ البحثَ عن صورةٍ أو مجموعةٍ مِن الصورِ الشّعريةِ أياماً .. لا يتحمّل زمناً طويلاً لبناءِ الصورةِ أو تشكيلِها .. الشعرُ لحظةٌ سواءٌ جاءت بصورةٍ شعريةٍ أو بدونها .
الصورةُ الشّعريةُ هي العمودُ الفقري للقصيدة ، نعم ، ولكن حين تأتي بشكلٍّ انسيابيٍّ تلقائيٍّ وتُطلقُ مِن روحِ الشاعرِ دفعةً واحدةً بيد أنّ محاولةَ البحث عنها ونحتها باستمرارٍ وبذل جهد مِن أجلِ كمالِها يبدو الأمرُ أقربَ إلى الصناعةِ . وهذا ما لا يتطلبهُ الشعرُ .

***
16 ـ
***

لقد سئمْنا تنظيراتِ النقّادِ وهذا الكمَّ المُتراكمَ مِن اللغوِ فهُم يقولون أشياءَ غير مفهومةٍ ولا ندري هل نتركُ كتابةَ الشّعرِ والروايةِ لكي نردّ عليهم أم نهمل ما يكتبون ؟
هؤلاء ماذا يَنقدون ؟ فهُم على الصعيدِ التطبيقيّ لا يقربون نصّاً إلاّ إذا اشتهرَ صاحبُهُ ولو كان عملُهُ رديئاً.. ألا يشتهرُ الرديءُ برداءتِهِ ؟

***
17 ـ
***

كيف يكتبُ نصّاً عظيماً مَن لا يَحْزنُ أو يتألمُ ؟
***



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجائزة
- في المدينة
- طائر الأنين
- تلك البلاد التي خذلناها
- شهادة روائية السردية في الرواية الشعرية
- قمّة النسور
- كُنّا عَلى وَشَكِ اللقَاء
- هوركي
- الملكةُ بكلِّ أُبهتها
- سلّةُ الحكايا
- عشقٌ اُسطوريٌّ
- الفراشة والجياد
- لا تغلقْ بوجهِ الريحِ باباً 2
- ساحة الشعراء
- لا تغلقْ بوجهِ الريحِ باباً 1
- مِن المتن إلى الهامش
- ابن الرمال
- لا تَرْمِي كلَّ الأقمارِ
- مِن أجلِها لا تنمْ أيها الليل
- هذا الشاعر العظيم


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - مِن المتن إلى الهامش ( 2 )