أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فوزي بن يونس بن حديد - صبرا آل غرداية














المزيد.....

صبرا آل غرداية


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 20:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


صبرا آل غرداية فإن موعدكم الجنة، صبرا على البلاء الذي ألمّ بكم، صبرا على همج الرعاع، فقد علّمكم أجدادكم الصبر حتى خبرتموه وأصبح من سماتكم، فاصبروا وما صبركم إلا بالله، واصبروا على ما أصابكم، واصبروا وصابروا ورابطوا، فقد صبرتم على الصبر ذاته حتى أضحى العدو في حيرة من أمره، صبركم يقتله، أخلاقكم العالية تمرغه في التراب، نظرتكم البعيدة مزقت خطته، وحدتكم أرهبته، ثقتكم بالله جوّعته، حبّكم لكتاب الله جنّنه، وقوفكم صفا واحدا شككه في نفسه، كان كسراقة الذي ركض خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهم بقتله ولكن الله عز وجل قد حماه، فأنتم بنو عبد الرحمن بن رستم وعبدالوهاب وأفلح وأبو الخطاب عبد الأعلى المعافري وأحفاد أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي والإمام الأكبر جابر بن زيد رضي الله عنهم والحبر عبد الله بن عباس لتصل السلسلة الذهبية لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، أنتم علّمتم العالم كيف يصبر الإنسان على الأذى دون جزع أو صراخ أو عويل أو بكاء، فالمجد للإباضية الأشاوس الذين لا يعتدون على الآخر أبدا مهما ارتد وأرعد وأزبد إلا بمقدار ما يدافعون عن أنفسهم والتاريخ شاهد على بطولاتهم.
ما فعله الرعاع في غرداية الآمنة هو الفعل نفسه الذي يقوم به البوذيون في بورما وما يفعله المسيحيون في إفريقيا الوسطى بالمسلمين، هؤلاء يعبثون ويعيثون في الأرض فسادا كفرعون وقارون وهامان، لا يهدؤون ولا يتورعون لأنهم تربوا على الحقد والكراهية، فنزع الله سبحانه وتعالى من قلوبهم الرحمة وزاغوا فأزاغ الله قلوبهم، ظلموا واعتدوا على البيوت والنساء والأطفال والشيوخ والشباب ونسوا أن من روّع مؤمنا روّعه الله يوم القيامة، ومن اعتدى فإنما يعتدي على نفسه، وسيلقى جزاءه في الدنيا قبل الآخرة، هذه الجماعة يقودها هولاكو جديد ظهر اليوم، زعم أنه الرجل الحديدي الذي لا يقهر، زعم أنه سيخلد ونسي أن النمرود قتلته ذبابة، جماعة تكفّر من تشاء وتدخل الجنة من تشاء على نهج أسلافهم الصم البكم، اشتروا الضلالة بالهدى فأصابهم العَمَهُ، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين، ساروا على نهج التكفير والتبديع دون دراية أو تحقيق، يثيرون الفتن ويقطعون السبيل وما أمر الله به أن يوصل، أولئك المفسدون والظالمون لأنهم قوم لا يفقهون، ولسائل أن يسأل: لماذا هذه الهجمات على البيوت والمحلات؟ ما الذي جناه أهل غرداية حتى يبتلوا؟ من وراء هذه القطعان أهي الوهابية المقيتة أم الدولة؟ من كان وراءها لا يعترف بحق الإنسان في الحياة فضلا عن حقه في التعبير عن الرأي واختيار الطريق الذي يريد، فهو ما دام لا يعتدي على الآخرين بقول أو فعل فهو آمن، ولأن هؤلاء لا يفقهون الحياة، أجساد تمشي بلا عقول، تسيرهم عقول أضل فهي كالأنعام أو أضل سبيلا، لا تعرف للحق طريقا إلا طريق الشيطان الذي يفرق بين الأخ وأخيه وإثارة الفتن وزعزعة الاستقرار وبث الخوف والرعب في قلوب العباد.
دعوا الكلاب تنبح والذئاب تعوي فإنها لا تستطيع أن تهز عرشكم، ولا تقدر أن تمسّكم بسوء فإن تحركاتهم هي أوهى من خيوط العنكبوت، يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو، فاحذروهم، واتقوا فتن أهل الأهواء والبدع فإنها تنثر السموم وتنشر الشوك، دعوهم يتمرغون في التراب يصيحون كالمرأة التي مات عنها زوجها تنوح وتعوي ظانّة أن فعلها سيرد زوجها للحياة، كذلك يفعلون ولا يجنون من وراء أعمالهم إلا الخزي والعار، وتلحقهم اللعنات والدعوات من الخيرين من هذه الأمة، فتصيبهم بمقدار ما يعتدون، رعاع وهمجيون لا يرتدعون لأن الشيطان أغراهم ووسوس لهم كما وسوس للكفار يوم بدر وحين رأى رقاب الكفار تتناثر يمينا وشمالا وأن الملائكة الكرام جاؤوا دعما للأبرار، فزع وفزعوا وأدخل الله الرعب في قلوبهم، همّوا بالرجوع فلم ينالوا إلا الخيبة والخسران.
تذكروا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين آذاهم المشركون فصبروا واحتسبوا أمرهم لله، فنالوا الأجرين جزاء صبرهم، وأعزهم الله في الدنيا والآخرة وعندما أذن الله لهم القتال نصرهم نصرا مبينا، فالنصر حليفكم وإن طال وأبشروا فإن الله معكم وتحية كبيرة لأولئك الأبطال الأشاوس، الذي جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، استشهد منهم من كان حافظا لكتاب الله ويبقى حيا في السماء كما وعد رب الإنس والجان.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمة الهمامي رئيسا لتونس
- المرأة لماذا لا تستر نفسها
- قمة خرجت بخفي حنين
- قمة في الوحل
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فوزي بن يونس بن حديد - صبرا آل غرداية