أثبتت كفاءة في اي مجال تخوضه المرأة العراقية جديرة بالثقة

صابرين فالح

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 20:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ترسخـت لدى الكثيـرين فكرة ان المرأة والعمل السيـاسي أمران متضـادان لا يمكن ان يلتـقيا او يتـجانسـا، ويعتقد هـؤلاء أن المرأة يمكن ان تبرع في الكثير مـن أمور الحياة ويكون لها شأن فيه الا العمل السياسي. إذ يظن البعض أن عاطفة المرأة وطبيعتها الأنثوية تـتحكم في الكثـير من قـراراتها وآرائهـا. لذلك، وبمـا ان السيـاسة بحاجـة الى آراء وقـرارات حازمـة تبتـعد عن العـاطفة، فهـي ليست مجالاً للمـرأة، وما وجودها في البرلمان او بعض المواقع النافذة الا لـتجميل وجه الـديمقراطـية، وايهـام الآخرين بفكرة الإيمـان بحقوق المرأة، بـينمـا مـا يـزال دورهـا في المجـال الـسيـاسـي لا يتفق، في حقيـقة الامـر، وحجم مكـانتـها ودورهـا في المجتمع، بـسبب الآراء الخاطئـة عن طبيعـة المرأة وعـدم الثقة بـإمكانـاتها التي تـؤهلها في أحيان كـثيرة لتكـون أفضل من بعض الـرجال ممن يتـقلدون مواقع مهمة في الحكومة الان.
وهنـاك العديـد من الأمثلة في دول تـقلدت فـيها المرأة منـاصب قيادية أتاحت الـفرصة أمامها للمشاركـة في العملية السياسية مثل رئيسة الوزراء البريطانية الـسابقة مارغريت تاتشر التي كانت تلقب بالمرأة الحديدية والتي حققت الكثير من الإنجازات خلال ممارستها للـعمل السـياسي. وهـذا بالـرغم من أخطائها، التي هـي بالتـأكيد ليست أخطاء لكـونها امـرأة، ولكن لوجـودها في مـوقع يحتمل فيه الخطأ والـصواب من قبل مـن يدير هـذا المنصب سـواء أكان رجلاً أم امرأة.
وتجربة بناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان ليست بعيدة هي عن الأذهان ومــا وصلـت إليه مـن نتــائج إيجــابيـة في مــسيــرتهـا السياسية. فقد تمكنت مـن كسب الكثير من المواقف بفضل قيادتها وجهـودها الـفرديـة. والأمثلة كثيـرة علـى نجاح المرأة في المعـترك الـسيـاسي اذا مـا أتيحت لهـا الفـرصـة كـاملـة مـن قبل المجتمع، وخصوصا الرجل الذي يلعب دوراً كبيراً في الحد من طموح المرأة وتطلعـاتها المشـروعة، بمختلف الحجج والـوسائل لتبـرير عمله، مرة بحجة ضعفهـا وتركيبها البايولوجي، ومرة بالعادات والتقاليد، ومرة لأن دور المرأة هو في الأساس في البيت والأسرة.
غيـر أنه يعـرف أن بإمـكان المرأة تحقـيق الكثـير مـن الإنجازات والوصول الـى نتائج مهمـة وكبيرة في أي عـمل يوكل اليهـا، وانها قادرة علـى تحمل المسـؤوليـة وتتمتـع بالإمكـانات اللازمـة لممـارسة عملها والتميز فيه. ويبقى علـى المرأة ان تؤمن بقدراتها وان تتسلح بالـثقة الكاملـة في نفسها وفي مـواهبها التي تـؤهلها للعمل في أي مجال تبرع فيه ويخـدم مجتمعها، وان لا تركـن لآراء الذين يحاولون ان يهزموا فيها روح الاصرار والنجاح.

#صابرين_فالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات