سليمان بن تمليست
الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 16:57
المحور:
الادب والفن
تداعيات " رحيق العمر يسكنه السؤال "
جئت لا أدري ولكن ... ها أنا أمشي وحيدا ... أحمل نعشي وأرثي ... كلّ يوم مرّ من عمر أفولي ... أمتطي الحرف ركابي الكلمات ... في دروب البحث ... عن المعنى ... علامات دليلي ... كيف جئت ...؟ كيف أبصرت سبيلي ...؟ وإلى أين تمضي بي قطارات رحيلي ...؟ منذ كان البدء ... حين تمّ الخلق ... حلّت الروح بطيني ... كائنا صرت وصارت ... كلّ أعبائي تضجّ بآهات ذهولي ... رمت نيل الخلد لكن ... خيبة المسعى تحدّتني بآيات نزولي ... حضنتني الأرض مرحى ... واصطفت فيّ رسولي ... من عيون الاشتهاء ... فاض نسل الماء ... وبه كان انتشاري ... في البراري ... في الصحاري ... في السهول ... كانت الأشكال والألوان ... العشائر والقبائل ... البوادي والمدن ... عمّ طوفاني ولم ... لم تعد تُحصيني بذرات حقولي ... حمأ الطين مدار لخيولي ... ورحيق الروح إكسير ومعراج ... لأصوات صهيلي ... دائم الترحال ما بيني وبيني ... أبحث عنّي لعلّي ... علّيَ ألقاني غيثا ... في مناخات فصولي ... علّيَ ألقاني بعثا لطلولي ... تاريخيَ المنقوش ... والمرسوم ... والمسموع ... والمكتوب في سجلاّت خيالي ... مشوار نضالي ... قاتلي وحش ... وقربان قتيلي ... عرقي الكادح طوفان سيولي ... دميَ النازف ... قنديل يضيء الدرب ... منارات لأشواق أصولي ... كيف لي أن أوقظ المعنى ... وأن أرتاح في ليلي الطويل ...؟ يا زمان البعث قل لي ... ردّ لي وحي نبوءاتي ... كي أآخي وحشة القاع بآيات هطولي ... ردّ لي ذاتي لذاتي ... كي أُتمّ السير كيْ ... كيْ أراني في الغد الآتي مرايا لبديلي ... كي يَخِفّ الحمل ... وتزدان بساتين ذبولي ...
جربة في 09/03/1996
سليمان بن تمليست
#سليمان_بن_تمليست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟