أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد قنديل - ملامح المشهد الثقافي في مصر الواقع والمأمول














المزيد.....

ملامح المشهد الثقافي في مصر الواقع والمأمول


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 16:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ملامح المشهد الثقافي في مصر
الواقع والمأمول


أدت الأحوال السياسية المضطربة في مصر وما صاحبها من عنف ثقيل الوطأة إلى اختلال واضح في الأداء الثقافي وهي نتيجة طبيعية لأحداث يهيمن عليها ويوجهها المجانين والشياطين والمولعون بالمصالح وكذلك المدعون والراقصين على السلالم في آن واحد ، وقد تمثل ذلك في تراجع معظم الأعمال ذات الصبغة الجماعية كالمسرح والسينما والغناء والموسيقي وما رأي النور منها كان متواضع المستوي يصاحب ذلك تخبط الإعلام ومنابر الفكر، ورغم أن الثقافة والفنون عاشقة للحرية فقد أحست بأن نسائمها تجوب الشوارع فأقبلت لتتنفس عبيرها فإذا هي حرية مسمومة وفوضى عارمة ودخان المعارك الخاسرة والآمال المحطمة، فاسرع أغلب ممارسوها وعشاقها عائدين إلى الصوامع هربا من اجتياح الجراد وأكثرهم وقف خلف زجاج النوافذ ليشاهد في شديد الأسي والأسف المشهد الضبابي الغامض دون أن يحس بحالته وأزمته الآخرون الذين اعتادوا إلا يحسبوا حسابا للثقافة والمثقفين. ‏
وأبرز تلك الصورتجلى في عيون الشعراء الذين عجزوا - في ظنى - عن الانسجام مع الحالة السياسية وظلت أشعارهم كسابق عهدها منذ سنوات تائهة‏,‏ تبحث عن ذاتها مع كل تجربة جديدة‏,‏ والشعراء مؤرقون بالتجديد والتجريب بصورة زائدة كبلت الرؤية الفنية والانسانية وحالت بينها وبين التألق الإبداعي من جهة واجتذاب الجماهير العاشقة للشعر من جهة أخري‏,‏ وأظن أن شعر العامية أيضا لحق بصاحبه الفصيح في محاولة البحث عن ذاته على خلفية الصخب والعنف والحالة العامة المشبعة بالرعب.‏
وعلى العكس بدت الرواية منسجمة قليلا مع الحالة السائدة واستثمركتابها فيما يشبه الاتفاق أجواء الدراما الإنسانية الغارقة في أنهار الدم والحرائق والمطاردات كي تواصل عطاءها بما يعد إضافة ملحوظة لمسارها التقنى والموضوعي ، وقد بدا أنها تحظي بإخلاص نادر من قبل الكتاب القدامي والشباب‏,‏ وكذلك ـ وإن كان بدرجة أقل ـ تتمسك القصة القصيرة بموقعها غير عابئة بالمستجدات واثقة من سماتها المميزة‏,‏ وخصوصيتها‏.‏ لكن الازدهار النسبي الذي تحرزه الرواية والقصة تحاصره المشكلات الراسخة في الحركة الثقافية‏,‏ خاصة غياب النقد‏,‏ الذي تتجاهله المنابر الصحفية كما تؤثر فيه قلة الإقبال على القراءة بسبب ارتفاع أسعار الكتب كنتيجة للأزمة الاقتصادية وضعف القوة الشرائية فضلا عن العيوب الجذرية في آليات توزيع الكتب وغياب الإعلام الثقافي وانشغاله بالهراء السياسي مما دفع الكثير من القراء للبحث عن مصادر الثقافة عبر الكومبيوتر ومجالات إشعاعه الإلكترونية‏
.‏


وإذا أردنا التفكير في سبل الخروج من الأزمة فإن ذلك يتطلب الآتي :
1 – انتهاء كل صور الفوضى في الشارع و استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية
2 – وضع فلسفة استراتيجية للعمل الثقافي علمية وحرة تنبع من متطلبات المستقبل
3– التخلص من كل الكوادر الثقافية التي تتولي تسيير الأمور بصورة عشوائية ونفعية وتقليدية واستعراضية واستبدادية ولا تحقق أية درجة من درجات التقدم والتطوير
4- ضخ دماء جديدة من القيادات على كافة المستويات
5- التخلص من الإجراءات البيروقراطية التي تعوق العمل الثقافي
6– محو الأمية خلال خمس سنوات على الأكثر
7- إلزام وزارات الإعلام والتربية والتعليم والشباب بالاهتمام بالكتاب الثقافي
8– الاهتمام بثقافة الطفل فهي متدنية إلى أقصى حد
9– يجب استعادة مجد السينما والمسرح لدورهما البارز في التثقيف والارتقاء بالذوق
10- تذليل عقبات توزيع الكتاب
11– نقل المنتج التشكيلي إلى الميادين والشوارع والحدائق
12- ترجمة الأعمال الجيدة من اللغة العربية إلى اللغات العالمية
13– تنشيط المراكز الثقافية المصرية الخاملة بالخارج لخدمة الثقافة الوطنية
14 – تعديل قانون المجلس الأعلى للثقافة لتصحيح مسار منح جوائز الدولة بحيث تتحقق الموضوعية والعدالة
15 – تجديد جذري لكثير من أجهزة وآلات العمل الثقافي
16 – التعامل مع المنتج الثقافي على أنه خدمة في الأساس ويمكن أن يكون سلعة ذات عائد
ولا نملك في النهاية إلا التأكيد على أن المثقف ذاته صاحب الدور الأول ويتمثل في الحرص على دعم ذهنه ووجدانه بالتجارب الحياتية والثقافة والاهتمام بتجديد ملكاته وتقنياته وأساليبه ، مع التفاعل مع شتى جهات الإنتاج الثقافي بقدر الإمكان. كما يتعين إشراكه في كل المشروعات والخطط التي تتأهب الدولة لتنفيذها – بعد أن طال تهميشه وخسرت الأمة الكثير بسبب ذلك – فلابد من لمساته الفكرية والفنية والجمالية والإنسانية .



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائع موت معلن - لرجل عجوز جدا بجناحين عظيمين - بعد أن عاش ط ...
- سقطة فادحة لتشومسكى أهم مثقفي العالم
- الفكرة المدهشة والنص البديع رواية- حُسن الختام - نموذجا
- رصاصات قليلة تمنع كوارث كثيرة
- الحدأة ابتلعت سحابة
- قوس قزح يغازل أماني فؤاد
- المثقف المصري .. طموحات وأشواك
- شذوذ قطر (2)
- شذوذ قطر (1)
- سد الفراغ
- جراتسي
- الناصرية ضد الهزيمة
- حميدة ولدت ولد
- ما الذي يهدد حياتنا ؟
- 25 يناير ليست ثورة
- عبد الناصر واليوسفي
- كيف نقضى على التتار؟
- - كناري - مجموعة الخميسي الفاتنة
- السيسي ومعايير اختيار الرئيس
- فى مديح الجمعة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد قنديل - ملامح المشهد الثقافي في مصر الواقع والمأمول