مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 05:15
المحور:
الادب والفن
في البار الصيني، المتجذر بالحكمةِ
منذ مجيء الصيني " تسنغ " الى البلدة
ثمة مصباح ذهبي، يتدلى كالمشنوق
بظفائر من لونٍ اصفر
ورسوم طيور
ذات مناقيرٍ حمراء
وأجنحة كالفضة ترقد في ظل الاغصان على اللوحةْ
وتنين ينفخ ناراً
تركبهُ ساحرةٌ بدمٍ بارد
تتصيدُ في يدها قوسٍ من اوتارٍ سلكيةْ
تفرجُ عن ساقيها بدلال
بعيونٍ ماكرةٍ تبدو كالجمرة النارية
َتُحدّقُ بالنزلاء الآتين من الخارج
وتراقبهم طول الوقت على الطاولات
تلبس ثوباً فضفاضاً شفافاً
فيه رسوم وطاويطٍ خضراء
يكشف عن سرتها
وبقايا من نهدٍ اصفر
يبرز كالمهر الواقف في سهل أخضر.
... ... ...
... ... ...
في الناحية الأخرى
قرب زهور الطاولة
امراةٌ سمراء كلون الحنطة
شفتاها كالتمر الخستاوي
ناضجة ٌ كدبس الرمان الغامق..
تغرق في قبعةًٍ من ريشٍ ابيض
تمتص من الكأس شراباً صينياً
حركات أصابعها السحرية، بأظافرها الوردية..
تبدو كجذور تلتف على اعناق العشاق.
الساقية الصينية.. تتعثر فكرتها
تتفرس فينا
وتراقبُ أعيننا..
... ... ...
... ... ...
امرأةٌ اخرى كالتفاحة الوردية
يتدلى الشعر كأغصان الليلك من صدغيها
حتى اغصان الكرسي الخشبي
المصنوع من الزان
تبرز ثدييها عبر زجاج النافذة
كسراب الضوء من المصباح الذهبي
تصغي في حسٍ مرهف
لثمالة صوت جهاز الموسيقى
الراقد محصوراً ما بين زوايا الجدران المحنية
تصدح في الظلمة
موسيقى صينيةْ..
تسمو عبر اثير الموجات..
غمازاتٌ من ورقٍ شفافٍ، تتطاير في اجواء البار
تهمس في كأسٍ من مارتيني
تملأه حبات الزيتون الاخضر
قالتْ لي هل مازلت تحب السكر معي ؟..
قلتُ اضيعُ على تعتعتي في الخمر..
هل مازلتِ على عهدي؟..
كانت تنظر عبر زجاج الباب الفاصل ما بين الداخل والخارج
تخجلُ من تحديق الساحرة
تبعد عينيها شروداً
لكنْ.. أيديها كخزين البارود
تزفر في وجعٍ
موجات حرارة
وتردد حالمة.. لو كنا.. لو كنا نرجع.. لو كنا...!
الساقية الصينية.. تترسخ فكرتها
تتفرس فينا
وتراقب ايدينا
بودٍ حار
6 / 7 / 2005
ــــــــــ
فتاة الشرفة
ــــــــ
جميلةٌ هيَ الفتاة
أمامها حافظة من الصور
تشرب قهوة الصباح
في شرفة البيت التي تطل في هدوءْ
على الحديقة
وتقرأ الكتاب
والجريدة
وتنفخ الدخان في الهواء
رقيقة هذي الفتاة
أمامها حافظة من الصور
تلبس ثوباً فستقياً صدره مكشوف
تظفر شعرها المذهب الصيفي
ظفيرتين..
ووجهها معطرٌ بالزيت والليمون
تقول عنهُ انّهُ تركي
قد اشترته غالياً
في رحلةٍ فريدة أخيرةْ.. من أنقرة
من فارسِ اهيف كالحصان في السباق
هفيف مثل عود خيزران
اسمر كالحنطة
طافت بهِ اوكارها الحصينة
وافرجتْ عن سرها المكنون .
..... ..... .....
..... ..... .....
جميلة هيَ الفتاة
بلونها الوردي
ووجهها معطر بالزيت والليمون
تقلب المحفظة التي قدامها
لكنها تعود دائماً .. لصورتين
تشرب قهوة الصباح
تدخن السجارة
وتنفخ الدخان في الهواء
كأنها تحيلها لهمس من ذكرى
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟