أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - هل يغّير الشعر العالم ؟















المزيد.....

هل يغّير الشعر العالم ؟


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 07:13
المحور: الادب والفن
    


سؤالٌ طالما حير ّ الإنسان ،ما هو الشعر ؟ وما هي وظيفته ؟ وبالرغم من تعدد الأراء وتباينها في هذا السؤال وعلى اختلاف الأزمان والعصور،فان الشعر ما يزال غامضا بغموض الإنسان .
ليس المهم أن نكتب قصائد رائعة وجميلة ولكن الأهم كيف نوظف هذه القصائد في حياتنا اليومية وكيف نجعلها تلامس حياة الناس الذين يتواصلون معنا بمختلف اشكال التواصل العلمي والمعرفي .
القصيدة ليست فقط للكتابة، إنها فكرةٌ للعيش والتواصل ،ومن هنا كان للقصيدة أن تكون أكثر التصاقاً بالحياة والواقع المعاش ،أكثر من كونها نافذة ، يختلفُ القراء والنقاد على مناقشتها عبر شعارات وافكار لا تمت إلى الواقع أو الحقيقة بصلة ويمكن أن نسميها اليوم تهويمات الشعر والعيش في ابراج عاجية.
هل للشعر وظيفة ؟
لقد كان للشعر وظيفة عند اليونان ،وهي التعلم ،كان الشا عر بمقام المعلم كما يقول "اسخيلوس ".
في ملتقى أسفي الدولي للشعر في "المغرب " ألتقى شعراء من مختلف بقاع الارض : سورية، مصر، المغرب ، البرتغال ،فرنسا، المكسيك ،البحرين ،اليمن سلطنة عمان، بلجيكيا، نيوزلندة وتحت محور هل تغير القصيدة العالم ؟
.!ولكن من أجل القصيدة ُسجن ناظم حكمت ، ومن أجل القصيدة قتل لوركا
كيف لنا أن نغّير العالم اليوم ؟
كيف تغّير القصيدة العالم ؟
وهناك من يقطع الرؤوس والأطراف ومن يقتلع العيون
كيف نغير العالم بقصيدة ٍ أمام طفل يذبح وامرأة تغتصبٌ وبلاد تتهدمٌ
و الشعراء الكبار يقفون في منتصف الطريق لا أحد منهم يجرؤ أن يكون لوركا ولا ناظم حكمت ولا ايمي سيزار.
القصيدة تُغّيرُ وتدفع إلى متعة البحث في الروح واشراقاتها

في ملتقى أسفي الدولي للشعرأجتمع شعراء من مختلف الجنسيات ،
أطلقوا العنان لأرواحهم في صيد المجرات ، فكان الجمهور أكبر مجّرة حضرت في هذه المهرجان ،جمهورٌ من كل الفئات والأعمار والأجمل ما فيهم ،كانوا طلاب المدارس الذين كان لهم الحضور الجميل بابداعهم وأشراقاتهم التي علت على الشعراء .
ظاهرة فريدة من نوعها بفكرتها المبدعة في خلق جيلٍ جديدٍ يهتمُ بالشعر ويحفظهُ باعتباره تراث الأمة ،مثله مثل باقي العلوم ، حيث تم توزيع الشعراء على عدد كبير من المدارس والأجمل من هذا احتفاء التلاميذ بالشعراء وحفظ قصائدهم وهذا برأيي" أهم من اصوات الكبار من الشعراء الذين تم دعوتهم إلى المهرجان ولم يحضروا مع انه كان من الجميل منهم أن يبادروا إلى مباركة هذا الملتقى الشعري وهذه الظاهرة في الابداع التلاميذي والشعري .
أن يذهب الشعر إلى المدرسة أن يلتقي الشعر بتلاميذ صغار في السن فهذا بالنسبة لي اكبر من اي ابداع وحقا أن القصيدة تغّير العالم .
.
اسفي" هذه المدينة ، التي تطل على المحيط الأطلسي وحسب الرواية التاريخية التي تقول أن عقبة بن نافع وصل إليها وأطلق صرخته "وأسفي " حيث لم يبق سوى البحر أمامه ولا بلاد ليتمكن من فتحها .
وايضا " اسفي" تعني مصب الماء أو مجرى النهر في اللغة الأ مازيغية .
هذه المدينة تشبه أهلها بجمالهم وكرمهم وحبهم للشعر وروحهم العالية في احتضان الشعرا ء والتفاني في حبهم لمدينتهم التي يتحدثون عنها بفخر لا يوصف .
يحبون الشعر كما يحبون اسماك البحر كما يحبون شؤاطي "اسفي" .
لم يقتصر ملتقى اسفي على القراءات الشعرية ،بل امتد إلى الرحلات الشعرية في المدن المغربية ألتي بدأت" بكلميم " الصحراوية حيث الاصالة تعانق جبال الاطلسي في سحر خاص . أبن الصحراء يعرفُ قيمة الشعر وقيمة الإنسان وكان احتفاءً بالشعر والشعراء في المدينة الصحراوية التي تزنرها جبال الاطلسي والتي قال لي عنها الصديق س " اسماعيل هموني "بانها جنودُ الله تحرسُ صحرائهم ."
امتدت الرحلة الشعرية إلى مراكش الحمراء حيث تعددت اللقاءات الشعرية بين الجامعة والمدارس والاحتفاء الكبير في ثانوية محمد الخامس التي ضجت بحضورها المتميز وبقصائد من اسماعيل زوريرق الذي كان صديق الشعر والشعراء .إلى أن تنتهي الرحلة الشعرية في مدينة الخنيفرة .
عبر قراءتي للتاريخ والسّير وحياة المدن فما رأيت وصفاً يطابق المدن وأهلها الا ما وصف فيه ابن خلدون أ هل المغرب :
تخلقهم بالفضائل الإنسانية وحسن الملكة وتوقير أهل العلم حيث نقلوا الفضائل من السلف إلى الخلف " إلى ما هنالك من جميل الكلام وعظيم المعنى."
وفي ظل ما شهده الملتقى كان هناك تكريم لقامتين شعريتين ، ايميس سيزار وهو كاتب إفريقي شارك في الحركة الفكرية والأدبية الإفريقية وساعد في تحرير إفريقيا من الاستعمار الأوروبي.. وقد أسس هو وجماعة من الشعراء الأفارقة ما عرف بالأدب الأسود.. وقد شارك سيزار الشاعر السنغالي ليوبولد سنغور المكانة الشعرية الإفريقية العالمية. وقد كتب عنهما الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر نقداً أدبيا شاملاً في أوائل الستينيات من القرن الماضي .

وايضا تكريم محمد الصباغ شاعر مغربي، عضو مؤسس لاتحاد كتاب المغرب، حيث يعتبرونه من أهم أصوات النهضة الأدبية بالمغرب العربي .
حفل المتلقى العالمي للشعر بالقرءات الشعرية بمختلف اللغات ، العربية الفرنسية، الامازيغية ، المكسيكية البلجيكية ، والبرتغالية ، الاسبانية ،
من المكسيك فرانسوا روي ، من بلجيكا جاي سي ، من البرتغال سيرجيو مورايس وباتريك كيي من فرنسا ، بالاضافة الشعراء المغاربة ا الذين ابدعوا في قصائدهم الشعرية
ومنهم :عبد الدين حمروش ، عبد الرحيم الخصار والشاعرة الامازيغية التي قرات باللغة الامازيغية صفية عز الدين وعبد الجواد العويفر و عبد العاطي جميل
إلى جانب الشعراء العرب الذين تألقت أسمائهم في الدورة الاولى و الدورة الثانية ،التي ترأسها الشاعر المغربي عبد الحق ميفراني الذي كان بحق شاعرا وانسانا في فضاء قلبه الواسع مع الاصدقاء الذين شكرهم واحدا ً واحد اً وأكد على أنه لولاهم لما تمكن من المضي في هذه التظاهرة الشعرية العالمية التي احتضنتها اسفي المغربية .
الملتقى الشعري لم يقتصر كما اشرت إلى الأبداع التلاميدي وتحريض التلاميذ على كتابة الشعر وتعليق القصائد على جدران المدارس ولا على الرحلات الشعرية التي كانت فكرةٌ مؤسس المهرجان ومنظمه عبد الحق ميفراني مع الشاعر الجميل محمد الخوارنيق الذي كان جنديا مجهولا بحبه وعطاءه
وبالاضافة إلى ما ذكرته كان هناك ندوات أخرى وبرامج مرافقة حيث تمت مناقشة رواية الشاعرة والروائية العراقية بلقيس حميد حسن "هروب الموناليزا"وتم تقديم ورقة نقدية للأستاذ عبدالهادي النعيم..
وايضا ندوة حقوق الانسان التي ترأستها الأستاذة عتيقة ابو العتاد مسؤولة وناشطة في حقوق الانسان
حيث تحدث الشعراء عن تجاربهم فى المنفى القسري وعن الاسباب والدوافع التي اودت بهم إلى المهاجر بعيد ا عن أوطانهم
حيث تحدث حميد العقابي وحسين حبش وموفق السواد وفرات إسبر عن التجربة التي عاشها كل منهم ، بالاضافة إلى الاسهمات الكبيرة التي تقوم بها المنظمات الحقوقية المغربية في اضاءة هذا الجانب المهم في حياة الانسان وحقوقه المشروعة
الحديث عن الملتقى لا ينتهي .
أصوات الشعراء بمختلف جنسياتهم ، امتدت من" اسفي " إلى "كلميم "الصحراء إلى مراكش الحمراء إلى مدينة الخنيفرة ، كان صداها في كل فضاء المغرب اعلاما وحضورا .
لقد اثبت التجربة الثانية للملتقى التي بدأت دورتها الأولى بخمسة شعراء ، نجاحها الكبير باستقطاب أكثر من ثلاثين شاعرا ً في دورتها الثانية وهذا ما يؤكد على أهمية الملتقى بأن القصيدة تغير العالم .!
وبأن الجيل الجديد من الشعراء الشباب يقدمون لمدنهم وبلدانهم صورا ً مشرقة تتجلى أبعادها في المدرسة والشارع والحديقة والقاعات والصحف التي تزينت بصور الشعراء وقصائدهم ، هؤلا ءالشباب ، الكبار بافعالهم اثبتو أنهم يقدمون للشعر ما لايقدر على تقديمه الكبار الذين حملوا الألقاب وتنعموا بالمديح ونسوا أن القصيدة هي ابنة الحياة .



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأنها الحربٌ
- الموسيقا ليست عمياء
- لا بلاد لي
- مثل شجرة
- يا أيها الناس
- صباح الأنباري يضيء أماكن شيركو بيكس الشعرية
- في الظل تنام إمراة
- صياد المجرات
- ملامح الذّات الشّاعرة بين غياب الكينونيّ* وكثافة الأنطولوجيّ
- كأني شجرة ذات هوى
- عذراء مثل الضوء
- أمسكُ ذيل الظلام
- الهاربة مثل النهر
- في سورية التي أحبها
- صراخ ٌ في فم الله
- طائرٌ يكتبُ بجمّر الكلمات
- كلّ هذا الدم حبرٌ لكِ
- حوار خاص بالحوار المتمدن بمناسبة الثامن من آذار
- مبدأ سد الذرائع
- شفرة لا تترك خلفها غير الدم


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - هل يغّير الشعر العالم ؟