النشيد الوطني العراقي بالأومليت ..!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 05:14
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير 954

من يقول أن العراق من دون نشيد وطني فهو غلطان . أكبر دليل على هذا الغلط هو الرسالتين التاليتين التي استلمتهما هذا اليوم . الأولى من خارج العراق ( من الفنان الموسيقي حميد البصري ) التي يؤكد فيها بالدليل القاطع أنه شخصيا ساهم في تلحين هذا النشيد ..! وليطلع القراء على رسالة البصري كما يلي : أعلنت وزارة الثقافة قبل عدة أشهر مسابقة للنشيد الوطني . وحرصاً من الكثيرين من المبدعين العراقيين الوطنيين على المساهمة في هذا الواجب الوطني ، سهر هؤلاء المبدعون على إبداع ما لديهم من إمكانيات لإنتاج هذا النشيد باذلين قصارى جهدهم فنياً ومادياً ، كل حسب إمكاناته ، ليتشرفوا بالمساهمة في هذا المشروع الهام .
وفعلاً ، فقد أرسل العديد منهم مساهمته إلى وزارة الثقافة في بغداد ، وأنا أعلم بأن ستة فنانين عراقيين على الأقل من خارج الوطن قد أرسلوا مشاركتهم ، وأنا واحد منهم ، وإني على يقين بأن كثيرين غيرهم من داخل الوطن قد ساهموا أيضاً .
والغريب في الأمر ،و في الوقت الذي كنا ننتظر فيه نتائج المسابقة لعدة شهور، يفاجأ الجميع بنشر نص لمسابقة جديدة للنشيد الوطني دون ذكر أي شيء عن الإعلان الأول ومصير المسابقة الأولى ، ولا حتى كلمة شكر واحدة للمساهمين فيها .
لقد وثق الفنانون العراقيون في وزارة الثقافة كجهة رسمية لها التزام بتعهداتها ، ولم يتوقعوا من جهة حكومية في العراق الديمقراطي الجديد الذي من أولوياته حفظ حقوق الإنسان هذا الموقف المسيء لسمعة بلدنا العزيز .
ذكر لي أحد الأصدقاء الذين زاروا وزارة الثقافة مؤخراً بأنه شعر عند دخوله الوزارة وكأنه قد دخل لمركز شرطة من كثرة ما سمع كلمة سيدي فيها ، وعندما سأل عن السبب قيل له إن ذلك من توجيهات السيد مدير شرطة الثقافة ، عفواً وزير الثقافة .
نحن لا نعلم لماذا ألغيت المسابقة الأولى ولكننا نتمنى على الأقل أن تعيد وزارة الثقافة الأعمال المشاركة في المسابقة الأولى لأصحابها كما يقول المثل :
ما نريد العنب .. نريد سلًتنه
حميد البصري
موسيقي

أما الرسالة الثانية فقد وصلتني من السيدة ( مها الخطيب الناشطة في مجال حقوق الإنسان في مدينة الحلة ) حيث أكدت فيها أن النشيد الوطني يعزف ، كل يوم ، منذ الصباح الباكر في نهري دجلة والفرات ، بالصوت والصورة . وقد جاء في رسالتها : في عزف مفزع تم أمس العثور على جثة الرياضي علي شاكر عبدان عائمة في نهر دجله في الكوت جنوب بغداد ويذكر أن الشهيد قد تم اختطافه قبل أيام من سيارته التي تقل زوجته ووالدته بعد زيارتهم للطبيب في بغداد.
وفي أنباء لاحقة تم العثور خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية على خمسة جثث
طافية في نهر الفرات تعود لثلاث نساء وطفلين مذبوحين وتأتي تطورات هذه الأمور
عقب عمليات " البرق " التي أثبتت فشلها الكبير.
مها الخطيب

ثم عزفت السيدة مها ملحق النشيد الوطني الذي عنوانه " ليرحم الله شهداءنا .."
أما أنا فأقول : ما زلت بانتظار وصول أجوبة ( سيدي وزير الثقافة ) على أسئلة مساميري المرقمة 945 وإلا فقد أعذر من أنذر ، أو أنذر من أعذر ، سواء بسواء ..!!
* * * *
السؤال الكبير :
متى تبيض دجاجة وزارة الثقافة نشيدا وطنيا بالأومليت ...!!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات