|
الوفاء للأسرى بالتمسك بنهج المقاومة وبالثوابت التي اعتقلوا من أجلها
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 01:32
المحور:
القضية الفلسطينية
تمر ذكرى يوم الأسير الفلسطيني والعربي في لحظة تاريخية حاسمة تتفاعل فيها مجموعة من العوامل والمتغيرات ، من المؤمل أن تفتح نافذة أمل أمام النضال الوطني الفلسطيني لدحر الاحتلال ، واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، وتحرير الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون والمعتقلات الصهيونية ، وأبرز هذه العوامل والمتغيرات: أولاً : بروز مقدمات وإرهاصات انتفاضة فلسطينية قادمة رغم محاولات السلطة الفلسطينية الحيلولة دون اندلاعها لأسباب خاصة بنهجها السياسي . ثانياً : توقيع السلطة الفلسطينية على اتفاقات جنيف الأربع ، ما يغير المكانة القانونية للمعتقلين الفلسطينيين ، باعتبارهم أسرى حرب تجب معاملتهم وفق هذه الاتفاقات ، وذلك بعد أن حصلت فلسطين على صفة " دولة غير عضو " في الجمعية العامة للأمم المتحدة . ثالثاً : بداية هزيمة المؤامرة الإمبريالية الصهيونية الرجعية الإرهابية والتكفيرية على سوريا ، بعد أن استعادت سوريا العروبة زمام المبادرة عسكرياً وسياسياً في مواجهة معسكر الأعداء . رابعاً: سقوط حكم الأخوان المسلمين في مصر ، واضطرار أخوان تونس إلى عقد مساومات مع الأطراف الوطنية والقومية ، خشيةً من أن يلاقوا مصير الأخوان المسلمين في مصر . لقد شكلت الحركة الأسيرة الفلسطينية والعربية، حالة متقدمة من النضال ضد المشروع الكولونيالي الصهيوني، حيث استطاع الأسرى الفلسطينيون والعرب، أن يحولوا السجون والمعتقلات إلى مدارس لتخريج الكوادر المتقدمة ثقافياً وسياسياً وفكرياً ونضالياً، واستطاعوا أن يحققوا العديد من المكتسبات الخاصة بتحسين ظروف الاعتقال، عبر نضالاتهم الدؤوبة وعبر هباتهم وانتفاضاتهم المتتالية، وعبر معاركهم المتصلة التي خاضوها بأمعائهم الخاوية، وبقوة شكيمتهم، وصلابة إرادتهم، على امتداد عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. لكن ويا للأسف، جاءت اتفاقات أوسلو عام 1993 لتشكل نكسة للحركة الوطنية الأسيرة، ولنضالات الشعب الفلسطيني منذ انطلاق ثورته في منتصف ستينات القرن الماضي، إذ انه في ظل اتفاقات أوسلو والانقسام الفلسطيني الأفقي والعمودي الناجم عنها ، وانعكاس هذا الانقسام على الحركة الأسيرة وفي ظل التنازل عن أبجديات المشروع الوطني ، استطاع العدو الصهيوني أن يسلب الحركة الأسيرة العديد من انجازاتها، التي حققتها بصمودها المنقطع النظير وبمعاركها المتصلة التي قدمت خلالها عشرات الشهداء. ولم يستكن ألأسرى الأبطال للأمر الواقع، وتمكنوا لاحقاً من استعادة الكثير من الحقوق والإنجازات، التي خسروها في مرحلة ما بعد أوسلو، ولا نبالغ إذ نقول إن الانتفاضة الفلسطينية الثانية" انتفاضة الأقصى"، شكلت رافعة للحركة الوطنية الأسيرة، ومنحتها زخماً في التصدي لأساليب العدو وإجراءاته. لقد ضرب الشعب العربي الفلسطيني المثال العظيم في مقاومة الاحتلال الصهيوني، منذ وعد بلفور وحتى اللحظة الراهنة وقدم قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، إذ انه ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، عام 1967 اعتقلت قوات الاحتلال حوالي (800)ألف فلسطيني وفق سياسة إسرائيلية ممنهجة، تهدف إلى إضعاف الإرادة والصمود الفلسطيني. ويوجد في سجون ومعتقلات الاحتلال، حتى اللحظة ما يقارب 5000 أسيراً موزعين على 22 سجناً ومعتقلاً ، بينهم عشرون أسيرة و230 طفلا ، وأن ما يقارب 95% من الأسرى الفلسطينيين والعرب يتعرضون لصنوف التعذيب منذ لحظة اعتقالهم حتى نقلهم إلى مراكز التوقيف والتحقيق الإسرائيلية ، وأن 205 شهداء سقطوا في سجون الاحتلال ومعسكرات ومراكز التحقيق منذ عام 1967 ، وذلك وفق إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني إن الوفاء للأسرى، لا يكون بالتذكير بقضيتهم في يوم الأسير فقط، وفي سياق موسمي،إنما يكون بما يلي: أولاً: بالاستمرار في النضال، من أجل القضية التي أسروا وتحملوا ولا يزالوا يتحملون، عذابات الأسر من أجلها وبنبذ خيار المفاوضات مع العدو الصهيوني، لان التوقف عن النضال والاستمرار في دهاليز التسوية والمفاوضات التي أثبتت الحياة عدم جدواها، يدخل الإحباط واليأس إلى نفوسهم. ثانيا: بالعمل على تحرير الأسرى، من خلال الفعل المقاوم عبر أسر جنود صهاينة، لتجري مبادلتهم بألوف الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، كما حصل في عمليات التبادل التي أجرتها فصائل المقاومة الفلسطينية عام 1968، 1985 ، وفي عمليات التبادل التي أجراها حزب الله في الأعوام 1998، 2004، 2008 بعد أسر العديد من جنود الاحتلال. ثالثاً: عبر التأكيد على خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية المستندة إلى العمق العربي، والملتزمة بالثوابت الفلسطينية وفق الميثاق القومي الفلسطيني وبالآليات التي حددها ممثلة بالمقاومة بكافة أشكالها، وعلى رأسها الكفاح المسلح في إطار إستراتيجية حرب التحرير الشعبية. رابعاً: أن تضع فصائل المقاومة، قضية الأسرى على جدول أعمالها اليومي للبحث في السبل والآليات الكفيلة بتحرير الأسرى، ومن ضمنها مطالبة كافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، وهيئة الصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤولياتها، في كشف الممارسات البشعة التي يمارسها الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين، والعمل على فرض معايير حقوق الإنسان، إلى حين إطلاق سراحهم ، وكذلك الضغط على حكومة العدو الصهيوني للإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال. ان استمرار الكيان الصهيوني ، في اعتقال الأسرى الفلسطينيين والعرب وبوصفه كقوة احتلال ينتهك القوانين والمعاهدات وخاصة البنود 76 ، 77 ، 78 ، 94 من معاهدة جنيف الرابعة ، وكافة نصوص اتفاقية جنيف الثالثة، والبند 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والبند 36 من ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل الخاصة بأسرى الحرب، يرتب على المجتمع الدولي العمل على تحرير جميع الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية. لقد وقعت السلطة الفلسطينية على اتفاقات جنيف الخاصة باعتبار المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أسرى حرب ، والخاصة بالشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال ، ومطلوب من السلطة أن تعمل على تطبيق ومتابعة هذه الاتفاقات ، لا أن توظفها كورقة ضغط فحسب في مجال المفاوضات العبثية . خامساً: فضح المعايير المزدوجة، لدول الغرب الرأسمالي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ، التي سبق أن أقامت الدنيا ولم تقعدها من اجل جندي صهيوني واحد، جرى أسره في ميدان المعركة ألأ وهو جلعاد شاليط في حين تتجاهل وجود آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب، في سجون الاحتلال محكوم على العديد منهم بعدة مؤبدات. وأخيراً نقول لكم: يا من تقفون بكل شموخ في المتراس الأمامي، دفاعاً عن الأمة وقضيتها المركزية، يا من لم تفقدوا البوصلة رغم عتمة السجن وقسوة السجان، يا من لم تفقدوا الإيمان بعدالة قضيتكم.. قضية تحرير الوطن من الماء الى الماء ، وقضية تحرير الإنسان، نقول لكم ستظلون في ضمائر الأمة وقلوبها، وان فجر الحرية آت ولاحت آفاقه.
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة الوحدة أداة استراتيجيه لهزيمة المشروع الطائفي الصهيو أ
...
-
دروس التكتيك في جنيف (2) : الوفد السوري نموذجاً
-
جنيف (2) : محطة لإدارة الصراع مع القوى المتآمرة على سوريا
-
العرب المسيحيون في مواجهة الإرهاب التكفيري
-
بعد فشل مشروعها التآمري على سوريا.. السعودية تلقي بثقلها في
...
-
سيناريوهات جنيف -2- السوري في ضوء المتغيرات السياسية والعسكر
...
-
كيري وأولوية الجانب الأمني (لإسرائيل) في خطته المنحازة لها
-
الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5 +1 ) إنجاز استراتيجي لإي
...
-
في مواجهة المبررات المتهافتة للاستمرار في المفاوضات
-
في ذكرى وعد بلفور : نحو إستراتيجية تحدد بوضوح معسكر الأعداء
-
حذار من النهج النيوليبرالي ومن أدوات العولمة القاتلة
-
إرهاصات ثورة اجتماعية وسياسية في السودان
-
الرابحون والخاسرون من الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الكيماوي
...
-
بوتين أذل أوباما في قمة العشرين حيال الأزمة السورية
-
تماسك القيادة السورية يربك الادارة الأمريكية
-
العدوان الامبريالي الرجعي المرتقب على سوريا سيفشل في تحقيق أ
...
-
ثورة 23 يوليو المجيدة : ثورتان في ثورة واحدة
-
كفى رهاناً على جون كيري وعلى خيار المفاوضات البائس
-
حملة مكارثية ظالمة ضد الفلسطينيين المقيمين في مصر
-
اغتيال القائد الميداني رائد جندية استحقاق لتحالف حماس مع قطر
المزيد.....
-
شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
-
تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر
...
-
-إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم
...
-
كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن
...
-
قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك
...
-
الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو
...
-
زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج
...
-
زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي
...
-
علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|