سامية الفريقي
الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 22:51
المحور:
الادب والفن
كم أنت طموح يا هذا
استلقيت علي فراشك
ثم فكرت مليا
أنت لم تحلم أبدا
لم تتخيل أبدا
لم تتصور أبدا
فقررت أخيرا أن تحلم يقضا
أن تتخيل ما قد يسعدك
فأنت دائم العبوس و الحزن
تحاول أن تكون مرحا فلم تقدر
فإذا ما بقيت وحيدا تسكنك الكآبة و تحطمك الذكريات
كم أنت طموح يا هذا
عندما قررت أخيرا أن تتصور نفسك سعيدا تفشل
تفشل فشلا ذريعا
و تعود إلي وعيك خائبا
لا هم للتذكر
فقد وهنت ذاكرتك من العيش في الماضي
تفتقد حاضرك فتحطمه بيديك و تريد أن تحلم
حقا
كم أنت طموح يا هذا
حاضرك أشبه بماضيك
بل هو توأمه المشرق بأقل تجاعيد
حاضرك أشبه بجسد ينبض بعد سكتة دماغية
و تريد أن تحلم
أنت طموح فعلا
في عالمك الصادق
تدفعك خيبتك إلي تجاوز الحياة و تخطيها
لا مجابهتها و مقاومتها
كم أنت ضعيف يا هذا
قد اخترت الفرار
فاعترضتك خيبتك علي غفلة منك
لتنقض عليك في وحدتك
و تهزمها بفتورك و لكن
رغم انتصارك
تتسرب إليك و تعانقك
و تريد أن تحلم
أنت فعلا طموح
و ها قد تخيلت سعادتك
اقتصرت سعادتك عليها
هي؟
أنت فعلا بائس
هي صعبة المنال
هي الجنان بإطلاقها
هي حورية صغيرة طائشة
لا تتقدم في السن
مغرورة
عنيدة
أنت بائس لا محالة
أظنها حقا سبب ارتباكك
سبب خيبتك
سبب تزاوج ماضيك بحاضرك
سبب مرارتهما
هي الحنضل ذاته
تريد أن تعانق الحرية
كم أنت طموح و بائس
في عالمك هذا في هذه البلاد ، علي هذه المساحة الضيقة من الخارطة
لن تطالها
لن تطالها
لن تطالها...
#سامية_الفريقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟