|
الإتحاد الوطني الكردستاني : هل - ينطيها - ؟!
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 16:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا يتغّير رئيس الحكومة او رئيس الجمهورية ، في البُلدان التي يحكُمها الدستور والقانون ، حسب نتائج الإنتخابات ، بسهولةٍ ويُسُر ومن دون مشاكِل ؟ في حين ، ان ذلك ، عندنا ، صعبٌ ومحفوفٌ بالعراقيل ؟ . أعتقد ان الجواب على ذلك ، بسيط : .. لأنه في تلك البُلدان ، الرئاسة ، هي بالفعل ، تكليف ، وليس تشريف كما لدينا . ولأن الرئيس ، سواء كان رئيس جمهورية او رئيس حكومة ، حسب نوع نظام الحُكم .. ليس سوى موظَف لدى " الشعب " ، يقومُ بأداء " واجبات " مُحّدَدة ، ويقبض راتباً من الخزينة العامة لقاء ذلك . وأنه خاضعٌ لأحكام القانون ، شأنهُ شأن الآخرين .. بل ان عيون المُعارَضة والصحافة والبرلمان ، مفتوحةٌ عليهِ ، وتلتقط أي هفوةٍ أو خطأٍ يقترفهُ ، وتُحاسبه عليهِ . والامثلة على ذلك كثيرة : ففي اليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسويد ... الخ ، يُحاسَبُ أكبرَ رأسٍ في الدولة والحكومة ، على مُخالفات " بسيطة " ويُعاقَب عليها ، بل رُبما يضطر الى الإستقالة والإعتذار العلني ! . الرئيس " هُناك " ، وعلى الرغم من أنه عادةً ، هو القائد العام للقوات المُسلحة .. إلا ان " الجيش أو الشُرطة " ، ليستْ مُلكاً لهُ ، وأن ولاء قوى الأمن ، ليسَ ل " شخصهِ " بل لموقعه الإعتباري . الجيش والشرطة ، عندهم هناك ، عبارة عن مُؤسسات عائدة لل " الدَولة " ، وليستْ عائدة لأشخاص . الرؤساء " هناك " ، غير مسموح لهم ، بمُمارسة التجارة او الأعمال ، خلال فترة حكمهم ، ولا يجوز أن يستحوذوا على الأموال العامة ، بأي شكلٍ من الأشكال ، لأنفسهم أو لأقرباءهم أو أحزابهم . وهنالك رؤساء ووزراء مُهمين ، عوقبوا وإضطروا الى الإعتذار والإستقالة من مناصبهم ، لأنهم تصرفوا ب " مئات من الدولارات فقط " من المال العام ، في إستخدامات شخصية ! . هذا النوع من الرؤساء ، من السهل جداً ، ان يعترف بنتائج الإنتخابات ، ويُصافِح منافسه الفائز ، ويُسلمَهُ كُرسي الحُكم ، بسلاسة .. ويتمنى له الموفقية ! . ...................................... أما عندنا ، فالأمور مُختلفة جملةً وتفصيلاً : فالرئيس " يتفّضل " على الشعب ، والرئيس يعتقد ، أنه " لولاهُ " لما إستطاع الناس العيش ، فالطعام الذي يأكلونهُ ، هو من تكّرُمه عليهم .. والرواتب التي يستلمونها ، هي من أمواله .. والأمان الذي ينعمون بهِ ، ناتجٌ عن عمل الجيش والشرطة ، التي شّكلها هو ورعاها وصرف عليها ببذخ .. الرئيس ، يعتقد ، ان الجيش والشرطة والأمن ، كُلها من صنعهِ هو ، فمن الطبيعي أن تأتمر بأمرهِ فقط ! . عندنا .. الرئيس ، له أيادٍ وأرجل أخطبوطية .. تلتف على جميع الموارد : كُل أنواع التجارة ، الأعمال والإنشاءات ، العقارات والأراضي ، مصادر الطاقة ، الشركات بأنواعها ... الخ ، وبالطبع ، فأنه يُوّزِع إدارة هذه " الأملاك " الخُرافية ، على عائلتهِ وحزبهِ ومُقربيه وبطانتهِ ! . الرئيس عندنا .. يُريد تطبيق القانون ، ولكن ليسَ على نفسه أو المقربين منه ، بل على الآخرينَ فقط ... فهو فوق القانون بالتأكيد . فباللهِ عليكم .. كيفَ يقوم ، مثل هذا الرئيس وبهذه المواصفات وبهذه الصلاحيات .. بالتخلي عن موقعه وعن السُلطة ؟ حتى لو خسرَ في الإنتخابات ؟ أقرب مثالٍ على ذلك ، هو رفض بعض قياديي " الإتحاد الوطني الكردستاني " للطريقة التي ستشكل بها الحكومة " وفق نتائج إنتخابات 21/9/2013 حيث فقد فيها مواقعه الأمامية لصالح حركة التغيير "، والتي تُجّردهُ من الكثير من نفوذه وسلطته ، التي مارسها ل 22 سنة الماضية . وحتى لو خسرَ الإتحاد في إنتخابات 30/4/2014 ، وفقدَ السيطرة على مجلس محافظة السليمانية ( وذلك متوقع تماماً ) .. فأنه سيستميت من أجل إدامة " مُكتسباته " التي يقول ، بأنه حصلَ عليها ، ب " التضحيات الجسام " ودفع دماءاً غالية من أجل ، بناء الأقليم منذ 1991 .. فكيف يتخلى عن كل ذلك ، ببساطة ، لصالح حركة التغيير او أي طرفٍ آخر ؟! أما [[ كيف ]] سيُحافِظ الإتحاد ، على سلطته ونفوذه السابقَين ، فأن الخطر يكمن هنا بالضبط ! . لنفترِض ان الأمور كانتْ ، في الإتجاه الآخر .. أي ان " الحزب الديمقراطي الكردستاني " ، كان هو الذي خسرَ في إنتخابات 21/ 9 .. ونزل الى المرتبة الثالثة .. فهل كان سيتخلى عن قيادة الأقليم والحكومة في اربيل ودهوك ، ببساطة ، وفق نتائج الإنتخابات ؟ .. كل الدلائل تقول : ان الديمقراطي أيضاً ، كانَ سيرفض ذلك بِشِدة !! . وحتى المالكي في بغداد .. فأنه كما يبدو، ورغم الرفض الواسع لبقائهِ في السلطة للولاية الثالثة .. فأنه يتهيأ مع إئتلافه وحلفاءه .. من أجل التمديد لأربع سنوات أخرى ، بعد الإنتخابات المُرتقية .. بدعمٍ من جيشهِ " فأصبحتْ شائعة ، مقولة : جيش المالكي ! " ، وليسَ الجيش العراقي . والمالكي يحكم قبضته ، ليس على الجيش والشرطة فقط ، بل على القضاء والهيئات المهمة جميعها . وهو على أية حال ، صاحب الجملة الشهيرة : ما ننطيها ! . ....................... في الأيام القادمة ، سيتوضح : هل أننا بدأنا الخطوة الأولى في الطريق الصحيح ؟ وهل ان أحزابنا السياسية ، تعلمَتْ أخيراً مبادئ الديمقراطية ؟ بمعنى آخر : هل ان الإتحاد الوطني الكردستاني ، سوف [ ينطيها ] بطريقةٍ سلمية مُتحّضرة ؟! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُقاربات إنتخابية / أُمنِيات صَعبة
-
مُقاربات إنتخابية / في ملعب كُرة القَدَم
-
مُقاربات إنتخابية / مضيف - الشيخ - أهم من المقر الحزبي
-
مُقاربات إنتخابية / سُوق الحَمير
-
مُقاربات إنتخابية / الكُرد في البرلمان العراقي
-
مُقاربات إنتخابية / الإتحاد الوطني الكردستاني على المَحَك
-
مُقاربات إنتخابية : واللهِ وباللهِ
-
مُقاربات إنتخابية
-
الإنتخابات المحلِية التركية .. والعراق
-
الشيوعي العراقي .. نزاهةٌ و تواضُع
-
الزَوْج والحَديقة
-
.. التسرُع يُؤدي الى الضِياع
-
ديمقراطيتنا الفريدة
-
نَوروزيات
-
لكَي تُحّقِق حلمكَ ، يجب أن تستيقِظ
-
- أبطال - الساحة السياسية اليوم
-
زيارة البارزاني الى ( وان ) ، بين مُؤيِدٍ ومُعارِض
-
أُذُن الحِمار
-
ماذا يفعلونَ في بغداد ؟
-
سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات
المزيد.....
-
توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين مصر والكويت
-
مشاهد من تحرير الجيش الروسي نوفوفاسيليفكا في جمهورية دونيتسك
...
-
حريق مفاجئ في مطار رفيق الحريري من دون تسجيل إصابات
-
الشرع يناقش مع ولي العهد السعودي تعزيز العلاقات ومستقبل سوري
...
-
بوندسليغا.. ليفركوزن يفوز بعشرة لاعبين ويواصل مطاردة بايرن ا
...
-
روبوت سداسي الأرجل صيني يؤدي مهمات في القطب الجنوبي
-
بوتين: نخب أوروبا ستخضع لأوامر ترمب
-
إيران تزيح الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو
...
-
-تلفزيون سوريا-: ظهور شقيق للرئيس أحمد الشرع علنا في السعودي
...
-
الرئيس البنمي يعلن إنهاء مشاركة بلاده في مبادرة الحزام والطر
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|